إسرائيل تنسف القنصلية الإيرانية في دمشق في أخطر تصعيد عسكري

مصادر ايرانية تؤكد مقتل عدد من موظفي القنصلية وقائدا كبيرا في الحرس الثوري في غارة إسرائيلية شكلت في توقيتها أعنف هجوم على مصالح طهران في الساحة السورية.
عبداللهيان يدعو المجتمع الدولي إلى ردي جدي على القصف الاسرائيلي
الحرس الثوري الايراني يعلن مقتل سبعة من عناصره بينهم ضابطان كبيران

دمشق - قتلت إسرائيل محمد رضا زاهدي القائد الكبير في الحرس الثوري الإيراني في غارة جوية إسرائيلية دمرت مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق اليوم الاثنين، في تصعيد واضح للصراع في الشرق الأوسط من شأنه أن يضع الدولة العبرية في مواجهة طهران وحلفائها.

 وأفاد الحرس الثوري الايراني بأن سبعة من عناصره بينهم ضابطان كبيران قتلوا في الضربة الاسرائيلية التي استهدفت قنصلية الجمهورية الإسلامية في دمشق. واصدر بيانا ضمنه تنديدا شديدا بالهجوم، مؤكدا أن بين القتلى العميد محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حاجي رحيمي.

وشوهد دخان يتصاعد من أنقاض مبنى سُوِيَ بالأرض وسيارات طوارئ متوقفة في مكان الهجوم بحي المزة بالعاصمة السورية. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي "لا نعلق على التقارير الواردة في وسائل الإعلام الأجنبية".

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان من بين ثمانية أشخاص قتلوا في قصف إسرائيلي استهدف مبنى القنصلية الايرانية في دمشق اليوم الاثنين.

وأفاد المرصد بأنه تأكد "من مقتل قيادي رفيع المستوى شغل منصب قائد قوة القدس في سوريا ولبنان ومستشارين إيرانيين و5 من الحرس الثوري الإيراني، في حصيلة أولية، للضربات الإسرائيلية على مبنى تابع للسفارة الإيرانية بالمزة بالعاصمة دمشق".

وأكد التلفزيون الرسمي السوري تعرض مبنى القنصلية للهجوم وذكرت وسائل إعلام إيرانية في وقت سابق أن مبنى قريبا من السفارة تعرض للقصف، فيما قالت شبكة ''أنباء الطلبة الإيرانية'' إن القصف استهدف مبنى القنصلية ومقر إقامة السفير.

وأعلنت وكالة أنباء النظام السوري "سانا" اليوم الاثنين أن القصف الإسرائيلي على مبنى السفارة الإيرانية في دمشق أدى إلى مقتل وإصابة كل من بداخله بعد تدميره كليا.

وقالت "استشهد وأصيب عدد من الأشخاص جراء عدوان إسرائيلي بالصواريخ استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق".

ونقلت عن مصدر عسكري لم تسمه قوله "حوالي الساعة الخامسة بتوقيت دمشق شن العدو الإسرائيلي عدوانا جويا من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفا مبنى القنصلية الإيرانية وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها".

 

ودعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان المجتمع الدولي إلى "رد جدي" على القصف الاسرائيلي الذي استهدف قنصلية بلاده في دمشق.

وفي اتصال مع نظيره السوري اعتبر عبداللهيان أن الضربة الاسرائيلية تشكل "انتهاكا لكل الموجبات والمواثيق الدولية، وحمل النظام الصهيوني تداعيات هذا العمل وشدد على ضرورة أن يرد المجتمع الدولي في شكل جدي على هذه الاعمال الإجرامية"، بحسب بيان للوزارة.

واعتبر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين "نتانياهو فقد توازنه العقلي تماماً بسبب الإخفاقات المتتالية للكيان الصهيوني في غزة وعدم تحقيق الصهاينة أهدافهم العدوانية".

بدوره، قال سفير إيران لدى سوريا حسين أكبري إن "الاعتداء الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية يعكس حقيقة الكيان الصهيوني الذي لا يعترف بأي قوانين دولية".

وكثفت إسرائيل غاراتها الجوية في سوريا ضد مسلحي جماعة حزب الله اللبنانية والحرس الثوري الإيراني وكلاهما يدعم حكومة الرئيس بشار الأسد وتأتي الغارات الإسرائيلية المكثفة بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية حماس المتحالفة مع إيران على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

واغتالت إسرائيل خلال الآونة الأخيرة عددا من المستشارين بالحرس الثوري في سوريا، بينما تمكنت في يناير/كانون الثاني من تصفية القائد البارز رضا موسوي الذي كان يشرف على التنسيق العسكري بين سوريا وإيران.

وتعتبر طهران داعمة أساسية لدمشق وقدمت خلال النزاع المستمر منذ نحو 13 عاما دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا لها.

وتنفي إيران إرسال قوات للقتال في سوريا، مكررة أن وجودها هناك يقتصر على مستشارين عسكريين ومجموعات موالية لها من بلدان عدة.