إسرائيل تهاجم مجمع الشفاء بذريعة وجود مقاتلين من حماس

وزير الخارجية الإسرائيلي يقول إن الجيش سيقوم بنشاط ضخم في رفح بعد إجلاء سكانها غربا رغم التحذيرات الأميركية.
إسرائيل تغتال قائد شرطة حماس

غزة - داهمت القوات الإسرائيلية مجمع الشفاء الطبي بغزة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين في عملية قالت السلطات الصحية الفلسطينية إنها تسببت في سقوط قتلى ومصابين وأشعلت حريقا هائلا في أحد المباني.
وذكر الجيش أن قواته كانت تنفذ "عملية دقيقة" وأنها تعرضت لإطلاق نار عندما دخلت المجمع مضيفا "ردت القوات بنيران حية... تواصل قواتنا العمل داخل منطقة المستشفى".

وقال في بيان إنه "يواصل مع جهاز الأمن (الشاباك) والقوات الخاصة تنفيذ عمليات محددة في مستشفى الشفاء"، وأنه "خلال اشتباكات مختلفة، تم القضاء على 20 إرهابيًا حتى الآن في المستشفى ويجري حاليًا استجواب العشرات من المشتبه بهم الذين تم القبض عليهم".

وجاء في بيان سابق للجيش أن العملية استندت إلى معلومات مخابرات أشارت إلى أن المستشفى يستخدمه قادة كبار من حركة المقاومة الإسلامية (حماس). ويعد مجمع الشفاء أكبر مستشفيات القطاع قبل الحرب أحد المرافق الصحية القليلة المتبقية التي تعمل ولو جزئيا في الشمال، ويؤوي أيضا مئات النازحين.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن حريقا اندلع عند مدخل المجمع مما أدى إلى حالات اختناق بين النساء والأطفال النازحين في المستشفى موضحة أن الاتصالات انقطعت، وأن هناك أشخاصا محاصرون داخل وحدات الجراحة والطوارئ في أحد المباني.
وأشارت إلى "سقوط عدد من الشهداء والجرحى مع عدم القدرة على إنقاذ أحد من المصابين بسبب كثافة النيران واستهداف كل من يقترب من النوافذ، في جريمة أخرى ضد المؤسسات الصحية". وأسقطت الجيش الإسرائيلي منشورات جديدة حول المستشفى.
وجاء في المنشور الذي أمر فيه الناس بسلك الطريق الساحلي باتجاه المواصي في جنوب القطاع "إلى كل الموجودين والنازحين في حي الرمال والنازحين في مستشفى الشفاء ومحيطه، أنتم موجودون في منطقة قتال خطيرة! جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل بقوة في منطقة سكنكم ووجودكم لتدمير البنية الإرهابية".
ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات غير واضحة لعملية مصورة من طائرة مسيرة وقال إنها أظهرت جنودا يتعرضون لإطلاق نار من عدد من المباني داخل مجمع المستشفى.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن القوات العاملة في المنطقة تلقت توجيهات بأهمية عدم المساس بالمدنيين والمرضى والطواقم الطبية والمعدات الطبية. وقال إنه لا يتعين على المرضى إخلاء المكان.
وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لحماس إن قوات الجيش الإسرائيلي داهمت مدرسة قريبة من المستشفى تلجأ بها عائلات نازحة، واعتقلت عدة رجال هناك.
وذكر سكان أن الدبابات تتمركز أيضا على أطراف مخيم الشاطئ للاجئين، وقالوا إن الدبابات أطلقت قذائف على بعض المباني القريبة.
وقالت حماس في بيان لها إن الجيش الإسرائيلي يرتكب جريمة جديدة باستهداف مباني المستشفى بشكل مباشر دون الاهتمام بالمرضى أو الطواقم الطبية أو النازحين المتواجدين فيه.

وأعلنت كتائب عزالدين القسام القسام الذراع العسكري لحركة حماس أنها تخوض اشتباكات ضارية مع قوات إسرائيلية متوغلة، بالقرب من مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
وقالت الكتائب في منشور عبر منصة "تلغرام" إنها "تخوض منذ فجر الإثنين اشتباكات ضارية مع قوات العدو المتوغلة بالقرب من مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وتستهدف عددا من الآليات الصهيونية، موقعة قتلى وجرحى في صفوفهم".

المساعدات الانسانية لا تزال شحيحة في غزة
المساعدات الانسانية لا تزال شحيحة في غزة

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الجيش الاسرائيلي اغتال العميد فايق المبحوح الذي يشغل عملية التنسيق مع العشائر والأونروا لإدخال وتأمين المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة.
وقال في بيان "ارتكب جيش الاحتلال اليوم جريمة جديدة عندما اغتال جنوده العميد فايق المبحوح الذي يشغل عملية التنسيق مع العشائر والأونروا لإدخال وتأمين المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة".
وأضاف "يمارس العميد المبحوح عملاً مدنياً إنسانيًا بحتًا، وكان يتوجب حمايته وعدم التعرض له بموجب القانون الدولي".
واعتبر أن "ارتكاب الاحتلال لمثل هذه الجرائم والمجازر وقتل المدنيين واستهداف القائمين على العمل الإنساني، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنه يسعى بكل قوة إلى نشر الفوضى والفلتان في قطاع غزة، وإلى منع تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى مئات آلاف الجوعى في محافظتي غزة والشمال".
وبحسب المكتب فإن "تنفيذ هذا الاغتيال جاء بعد يومين من نجاح جهود إدخال 15 شاحنة مساعدات إلى شمال غزة بعد 4 أشهر من تعطيل الاحتلال دخولها".
ورأى المكتب أن ذلك يدلل على أن إسرائيل مصممة على "نهج التجويع وحرمان السكان من الحصول على المواد الغذائية رغم محدوديتها حتى الآن".
واعتبر "الجريمة استكمالاً لاستهداف الاحتلال وقصفه للعديد من مراكز تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين، واغتيال وقتل القائمين على تقديم هذه المساعدات الإنسانية".
واتهم إسرائيل بأنها "استهدفت خلال الأيام الماضية العشرات منهم في محافظة رفح ومخيم النصيرات ومحافظة غزة وغيرها من المحافظات".
وخلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا وكارثة إنسانية غير مسبوقة، ما أدى إلى مثول إسرائيل للمرة الأولى منذ قيامها في عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

وتعرضت إسرائيل لانتقادات لاذعة العام الماضي عندما داهمت قواتها المستشفى لأول مرة وكشفت أنفاقا قريبة قالت إن حماس تستخدمها كمراكز للقيادة والتحكم. وتنفي حماس والطاقم الطبي أن المستشفى يستخدم لأغراض عسكرية أو لإيواء مقاتلين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين مقتل أحد جنوده بالمعارك البرية شمال قطاع غزة، ليرتفع العدد المعلن للقتلى العسكريين منذ بداية الحرب إلى 593 بينهم 250 قتلوا بالمعارك البرية.
وقال في بيان إن "الرقيب ماتان فينوجرادوف (20 عاما) وهو جندي في الكتيبة 932، قتل في معركة شمال قطاع غزة"، دون إعلان رسمي عن ملابسات مقتله. بدوره كشف مصدر عسكري إسرائيلي - لم تتم تسميته - للصحفيين أن الجندي لقى حتفه "خلال العملية العسكرية الإسرائيلية التي شنها الجيش في مستشفى الشفاء.
وكانت القناة "13" العبرية تحدثت في وقت سابق الاثنين، عن "إصابة جندي بجروح طفيفة وتم نقله إلى إسرائيل لتلقي العلاج"، على خلفية الهجوم على مجمع الشفاء الطبي.
وفي غضون ذلك أعلنت إسرائيل الاثنين اعتزامها القيام بما أسمته "نشاطا ضخما" في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، بعد أن تجلي الفلسطينيين إلى المنطقة الغربية من المدينة.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لهئئة البث العبرية (رسمية) "بالطبع سنتحرك في رفح (على الحدود مع مصر) وقبل النشاط الضخم سنجلي المواطنين من هناك ليس إلى الشمال، بل إلى المنطقة الغربية".
وفي الأسابيع الماضية، أعلن مسؤولون إسرائيليون مرارا رفضهم عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى شماله باتجاه السياج الحدودي الفاصل مع إسرائيل.
وتابع كاتس "توجد دول عربية (لم يسمها) يمكنها في إطار إنساني أن تساعد في نصب خيام أو أشياء أخرى، ولا مصلحة لنا في قتال سكان رفح".
ومنذ فترة تتصاعد تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات أي اجتياح بري إسرائيلي لرفح التي تأوي نحو 1.4 مليون نازح فلسطيني دفعهم الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة؛ بزعم أنها آمنة، ثم شن عليها لاحقا هجمات أسقطت قتلى وجرحى.
واعتبر الوزير الاسرائيلي أنه "عندما يتعين علينا التحرك في رفح، لا أرى فجوة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك إجلاء المدنيين".
ويأتي تصريح كاتس غداة تأكيد متحدث مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن بلاده لن تدعم أي عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في رفح "دون وجود خطة قابلة للتنفيذ تضمن أمن وسلامة 1.5 مليون نازح".
وفي 15 مارس/ آذار الجاري أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، أن الأخير "صادق على الخطط للقيام بعملية عسكرية في رفح، والجيش يستعد لإجلاء السكان".
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة، خلَّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء؛ مما أدى إلى مثول إسرائيل، في سابقة تاريخية، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
وتقيد إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث يعيش حوالي 2.3 مليون فلسطيني؛ مما تسبب في شح إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود وأوجد مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، في ظل وجود حوالي مليوني نازح.