إيران تتطلّع لتسيير رحلات جوّية مباشرة إلى مصر

مفاوضات مصرية إيرانية لتدشين أول رحلة سياحية بين البلدين، بينما ينتظر أن تنطلق بشكل رمزي من طهران إلى القاهرة مع تحسن العلاقات الثنائية.
كبير مستشاري خامنئي يؤكد أن استئناف العلاقات بين إيران ومصر يحظى بأهمية بالغة

طهران - رجح مصدر سياحي إيراني اليوم الأحد تسيير رحلات جوية مباشرة إلى العاصمة المصرية القاهرة في غضون شهر واحد، بينما ينتظر أن يعلن البلدان خلال الفترة المقبلة عن إعادة فتح سفارتيهما، تتويجا لجهود لتطبيع العلاقات بينهما.
وأعلن رئيس مجلس إدارة النقابة التجارية لمكاتب خدمات السفر الإيرانية حرمة الله رفيعي في مؤتمر صحفي إنه "من المحتمل أن تنطلق رحلات الإيرانيين إلى مصر خلال شهر واحد شرط أن تصل المفاوضات مع وزارة السياحة المصرية الأسبوع المقبل في طهران إلى نتيجة إيجابية"، حسب وكالة "مهر" المحلية.
وأضاف "شرم الشيخ من الوجهات السياحية في مصر حيث تتمتع بشاطئ جميل، لكن بالنسبة للإيرانيين فإن القاهرة أكثر جاذبية وبالتالي نسعى لإتاحة الفرصة لزيارة جميع المواقع السياحية المصرية وليس فقط شرم الشيخ".
وتابع "ليس لدينا رحلة مباشرة في الوقت الحالي وللسفر إلى مصر كان علينا الذهاب إلى بغداد في العراق، لأن القنصلية تتمركز هناك".
وبهذه الخطوة لن يتم استخدام العراق كدولة وسيطة أثناء التوجه لمصر وذلك بهدف توفير الوقت وتخفيض تكلفة السفر، حسب المصدر نفسه.
وأوضح رفيعي "في لقائي الأخير مع مسؤولي الحكومة المصرية خلال زيارتي الأسبوع الماضي إلى مصر، اقترحت أن تنطلق رحلتنا الأولى بشكل رمزي من طهران إلى القاهرة مع تحسن العلاقات الثنائية وأن يتم إصدار التأشيرات مباشرة من إيران"، مؤكدا أنه "في غضون شهر، سيتم تحديد وضع السائحين الإيرانيين الراغبين بزيارة مصر".
ونوّه المسؤول الإيراني إلى أن "مدير عام وزارة السياحة المصرية سيتوجه إلى إيران الأسبوع المقبل بهدف مناقشة المزيد من التفاصيل وتحديد وقت الرحلات الأولى"، دون ذكر مزيد من التفاصيل حول الزيارة.

وتوقع أن "تتوجه الدفعة الأولى من السياح الإيرانيين إلى مصر في غضون 45 يوما"، مضيفا "بالنظر إلى أنه ليس لدينا قنصلية أو سفارة في مصر سنرسل السائحين إلى مصر بالتعاون مع العراق".

ولفت إلى أن "مباحثات تعزيز السياحة أجريت مع مصر بوساطة العراق، معربا عن أمله في "أن يذوب جليد العلاقات السياسية بين طهران والقاهرة قريبا".

بدوره أكد علي أكبر ولايتي كبير مستشاري الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي في تصريح إعلامي اليوم الأحد أن "استئناف العلاقات بين إيران ومصر يحظى بأهمية بالغة"، وفق وكالة "إرنا"

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قال الخميس إن بلاده ترحب بـ"تطبيع وتطوير العلاقات مع دول المنطقة والعالم، بما فيها مصر والمغرب"، مضيفا أن "سياسة تطوير العلاقات وتعزيز التعاون مع دول الجوار تأتي ضمن أولويات السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية برئاسة إبراهيم رئيسي"، وفق وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).

وكشف سفير إيران في العراق محمد كاظم الشهر الماضي عن مساع لإعادة العلاقات مع الجانب المصري، مرحبا بجهود العراق لتنظيم لقاء قريب بين مسؤولين في البلدين.

ولم تقطع القاهرة وطهران اتصالاتهما الدبلوماسية طيلة العقود الماضية على الرغم من أن العلاقات بين البلدين ظلت مشحونة.

ويعود التوتر بين البلدين إلى العام 1980 بعد اندلاع الثورة الإسلامية التي كانت معادية لنظام الرئيس المصري الأسبق أنور السادات بسبب سعيه إلى توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل. وتعمّقت الخلافات بين مصر وإيران خلال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد أن عرضت طهران في العام 2008 فلم "فرعون مصر" الذي تضمن إساءة إلى السادات وتكريما لقاتليه.