إيران تسرع انتاج اليورانيوم المخصب مستغلة توتر المنطقة

مخزون طهران من اليورانيوم المخصّب تضاعف بمقدار 22 مرة عن الحد الأقصى الذي يجيزه الاتفاق النووي لعام 2015 بين طهران والقوى الكبرى.

فيينا - قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء، أن إيران سرّعت في الأسابيع الماضية من وتيرة انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة القريبة من المستوى المطلوب لتصنيع أسلحة.

ويعتقد عديد من الدبلوماسيين أن التباطؤ، الذي بدأ بحلول يونيو، كان مرتبطا بمحادثات سرية بين الولايات المتحدة وإيران أدت إلى إطلاق سراح أميركيين كانوا محتجزين في إيران في وقت سابق من هذا العام، إضافة إلى أن إيران تنتهز فرصة انشغال القوى الكبرى بحرب غزة والتوتر المتصاعد في المنطقة للتسريع في نشاطاتها في تخصيب اليورانيوم.

وتمتلك إيران بالفعل كمية من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمئة يمكن إذا تم تخصيبها لدرجة أكبر أن تكفي لصنع ثلاث قنابل نووية، وكميات أكبر عند مستويات تخصيب أقل.  وذكرت الوكالة في بيان يلخص تقريرا سريا للدول الأعضاء، أن إيران "زادت إنتاجها من اليورانيوم عالي التخصيب، متراجعة عن خفض سابق في الإنتاج اعتبارا من منتصف عام 2023".

وتقوم إيران بالتخصيب لمستوى يصل إلى 60 بالمئة، القريب من مستوى 90 بالمئة تقريبا الذي يستخدم في الأسلحة، في منشأتي نطنز وفوردو.

وأشارت الوكالة الى أن مستوى الانتاج اعتبارا من نهاية تشرين الثاني/نوفمبر وصل الى زهاء تسعة كلغ شهريا "ما يشكّل زيادة عن الكيلوغرامات الثلاثة التي كانت تنتج شهريا اعتبارا من حزيران/يونيو، وعودة الى الكمية الشهرية من تسعة كيلوغرامات التي سجّلت في الفصل الأول من 2023".

وتتهم دول غربية في مقدمها الولايات المتحدة وإسرائيل، النظام الإيراني بالسعي الى تطوير سلاح ذرّي، وهو ما تنفيه طهران على الدوام. ويعتبر خصومها بأن لا حاجة مدنية لانتاج اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة، القريبة من نسبة 90 بالمئة المطلوبة للاستخدام ذات الغايات العسكرية.

ورأى محللون معنيون بالشأن الإيراني أن خطوة طهران السابقة بخفض وتيرة انتاج اليورانيوم العالي التخصيب، كانت بمثابة رسالة حسن نيّة حيال الولايات المتحدة بعد بدء الطرفين مفاوضات غير رسمية خلف الكواليس هدفت الى خفض التوترات بينهما. الا أن التوتر تصاعد بين العدوين اللدودين في الأسابيع الأخيرة على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة التي اندلعت في تشرين الأول/أكتوبر.

وكان تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر أفاد بأن مخزون طهران من اليورانيوم المخصّب تضاعف بمقدار 22 مرة عن الحد الأقصى الذي يجيزه الاتفاق النووي لعام 2015 بين طهران والقوى الكبرى.

والاتفاق الذي أتاح رفع عقوبات اقتصادية عن طهران لقاء تقييد أنشطتها النووي، باتت مفاعيله في حكم اللاغية مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحاديا منه عام 2018، معيدا فرض عقوبات قاسية. وردت إيران بعد نحو عام من ذلك ببدء التراجع تدريجيا عن غالبية التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.

وأبدى الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن استعداده للعودة الى الاتفاق. وأجرت إيران وأطراف الاتفاق مباحثات على مدى أشهر، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، لم تؤد الى نتيجة. وبلغت هذه المباحثات طريقا مسدودا اعتبارا من صيف العام 2022.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر، كان مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة يبلغ 597.1 كلغ، واليورانيوم المخصّب بنسبة 60 بالمئة 128.3 كلغ.