إيران في استعراض قوة تحتجز سفينة 'اسرائيلية' في ذروة التوتر

الجيش الإسرائيلي يحذّر إيران من أنها ستتحمّل تبعات أي تصعيد للنزاع في المنطقة.
البيت الأبيض يطالب إيران بالإفراج فورا عن السفينة المحتجزة
إسرائيل تضع قواتها في حالة تأهب

طهران - أعلن الحرس الثوري الإيراني اليوم السبت سيطرته على سفينة شحن ترفع علم البرتغال ويملكها رجل أعمال إسرائيلي، خلال عبورها مضيق هرمز، في وقت يترقب فيه العالم ردّ طهران على الضربة الإسرائيلية التي دمّرت منذ نحو أسبوعين قنصليتها في دمشق وأسفرت عن مقتل عدد من الضباط من بينهم الجنرال محمد رضا زاهدي.
وذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن القوات الجوية التابعة للحرس الثوري احتجزت السفينة "MSC Aries" التي قالت إنها مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي ايال اوفل، صاحب شركة "Zodiac Maritime" ومقرها لندن.
بدورها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي في منشور لها على منصة "إكس" إن السفينة "مملوكة على الأغلب لإسرائيل بشكل جزئي"، مضيفة أنها "كانت في طريقها إلى الهند".

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم السبت إن طهران نفذت عملية قرصنة ويجب فرض عقوبات عليها، مضيفا أن "نظام آية الله خامنئي هو نظام إجرامي يدعم جرائم حركة حماس وينفذ الآن عملية قرصنة في انتهاك للقانون الدولي".

وتابع "أدعو الاتحاد الأوروبي والعالم الحر إلى إعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية وفرض عقوبات على إيران على الفور".

وحذر الجيش الإسرائيلي إيران السبت من أنها "ستتحمّل تبعات" أي تصعيد للنزاع في المنطقة، عقب إعلان الجمهورية الإسلامية الاستيلاء على السفينة.

وألغت إسرائيل اليوم السبت الرحلات المدرسية وغيرها من الأنشطة الشبابية التي كانت مقررة في الأيام المقبلة مع بداية موسم عيد الفصح، كما وضعت كل قواتها في حالة تأهب كامل تحسبا لهجوم إيراني محتمل.

وقال المتحدث باسم الجيش الأميرال دانيال هاغاري خلال الإعلان عن الإجراءات في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون إن عشرات الطائرات المقاتلة تقوم بدوريات في إطار حالة التأهب.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد قال في وقت سابق اليوم السبت إن إسرائيل "تترقب عن كثب هجوما محتملا" عليها من جانب إيران وحلفائها في المنطقة، دون تقديم تفاصيل عن طبيعة هذا التهديد.

بدورها أفادت شركة الشحن الدولية زودياك ماريتايم في بيان إن "إم.إس.سي" هي المدير والمشغل التجاري للسفينة التي استولت عليها السلطات الإيرانية.

وقالت الشركة التي يملك رجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر جزءا فيها إن "إم.إس.سي هي المسؤولة عن جميع أنشطة السفينة بما فيها عمليات الشحن والصيانة. ملكية السفينة المحتجزة تعود لشركة جورتال شيبينغ كونها الممول وتم تأجيرها لشركة إم.إس.سي تأجيرا طويل الأجل. وجورتال شيبنغ تابعة لزودياك ماريتايم".

واحتجزت إيران خلال العامين الماضيين عددا من السفن وناقلات النفط في مياه الخليج، في غمرة توتر بينها وبين الولايات المتحدة، فيما اتهمتها الإدارة الأميركية بتهديد أمن الملاحة في المنطقة.

وسبق أن شددت واشنطن على أنها "لن تسمح لأي قوى أجنبية أو إقليمية بتهديد حرية الملاحة عبر الممرات المائية للشرق الأوسط بما يشمل مضيق هرمز" الذي تمرّ عبره خُمس صادرات النفط الدولية.

ويأتي احتجاز السفينة الإسرائيلية اليوم السبت وسط تصاعد المخاوف من اتساع الصراع في المنطقة، بعد أن توعدت إيران بالانتقام لمقتل عدد من ضباط الحرس الثوري في الضربة الإسرائيلية التي أدت إلى نسف قنصليتها في دمشق.

وطالب البيت الأبيض إيران بالإفراج فورا عن ناقلة الحاويات التي حجزتها في الخليج قرب مضيق هرمز، على وقع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون إن "احتجاز سفينة مدنية من دون استفزاز يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وفعل قرصنة ارتكبه الحرس الثوري الإيراني".

وقال قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني علي رضا تنكسيري الثلاثاء الماضي إن الحرس الثوري سيغلق مضيق هرمز إذا لزم الأمر.

وفي سياق متصل عبر اللواء يحيى رحيم صفوي كبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية عن ارتياحه لأن اسرائيل "تشعر بالهلع" من "انتقام وصفعة إيران المرتقبة" ردا على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" عن اللواء صفوي قوله الجمعة إن "الصهاينة يعيشون في حالة رعب منذ أسبوع وأعلنوا الاستنفار واوقفوا هجومهم المرتقب على رفح لأنهم لا يعرفون ماذا تريد إيران أن تفعله ومتى وكيف سيكون ردها، ولذلك فان الخوف يلف الكيان الصهيوني وحُماته".

وأضاف صفوي الذي كان يتحدث في مراسم تأبين في اليوم السابع لمقتل اللواء محمد رضا زاهدي في قصف القنصلية الإيرانية أن "هذه الحرب النفسية والسياسية والإعلامية هي أشد رعبا للصهاينة من الحرب نفسها وقد اجبرت قسما منهم على الهروب وقسما آخر على النزول إلى الملاجئ في كل ليلة لأنهم يخافون من الهجوم الإيراني".

ومنذ شنّ الغارة على دمشق في 1 أبريل/نيسان الجاري، أكد مسؤولون إسرائليون أن الدولة العبرية تتحسب لرد إيراني على اغتيال الجنرال محمد رضا زاهدي. 
بدوره أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الخميس في اتصال مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون أن بلاده "لا تسعى لتوسعة التوتر في المنطقة، لكن هجوم إسرائيل على سفارة إيران وصمت أمريكا وبريطانيا يعني تشجيع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على استمرار إشعال الحرب وتوسيعها في المنطقة".