احداث سبتمبر تنعكس ايجابيا على السياحة في دبي

دبي
مفاجآت دبي للجميع، زوارا ام مقيمين

عوضت الدول العربية جانبا من الخسائر التي تكبدتها في ‏ ‏الربع الاخير من العام الماضي عندما فقدت عشرات الآلاف من السياح الاجانب ‏ ‏الوافدين الى المنطقة خلال الفترة التي تلت احداث 11 سبتمبر/ايلول في الولايات المتحدة ‏ ‏والتي جعلتها تئن من الضربات الموجعة التي لحقت بصناعة الطيران والسياحة عالميا.
ورغم العوائق التي خلفتها تداعيات احداث تفجيرات سبتمبر والتي وضعت الدول ‏ ‏العربية في قائمة الدول المتضررة سياحيا فقد القت المتغيرات الامنية والاقتصادية ‏ ‏في العالم اثر تلك الاحداث بثقلها الحميد هذا الصيف على قطاع السياحة في الوطن ‏ ‏العربي لتجني بعض مدن هذه الدول موسما سياحيا يعد من انجح المواسم السياحية على ‏ ‏الاطلاق حسب شهادات مسؤولي قطاعي السفر والسياحة العرب والاجانب في المنطقة.‏
واجمع مسؤولو مكاتب السفر والسياحة المستطلعة اراءهم في دبي على وجود زيادة بارزة هذا الصيف على طلب حجوزات السفر من السياح العرب ‏ ‏والاجانب الى الدول العربية وفي مقدمتها الامارات ومصر ولبنان والاردن وتونس وهي الدول ‏ ‏التي تحرص على اعداد برامجها السياحية في فترة الصيف من كل عام.‏
ففي دبي التي اعتادت على تنظيم مهرجان التسوق الصيفي "مفاجآت صيف دبي" كل عام ‏ ‏تشهد الامارة اقبالا سياحيا منقطع النظير انعكس على زيادة حجم زوارها الخليجيين ‏ ‏والاوروبيين وارتفاع نسبة عابري الامارة ممن يتخذون مطار دبي محطة ترانزيت ‏ ‏للانتقال الى وجهات اخرى مختلفة من دول العالم.‏ ‏ ويظهر الاقبال الشديد على دبي كمقصد سياحي خليجي هذا الصيف في قائمة شركات ‏ ‏الطيران الخليجية القادمة الى الامارة والتي تسير عشرات الرحلات اسبوعيا فهي ‏ ‏مشغولة بالكامل في الاتجاهين ويصعب على المسافرين استخدامها ان لم تكن الحجوزات ‏ ‏قد تمت قبل اسابيع وهى فترة تماثل شكل الاقبال على دبي في فترة الشتاء.‏
وذكر احد مسؤولي مكاتب السفر الخليجية ان فصل الصيف يعتبر موسم سفر نشيطا جدا ‏ ‏بالنسبة لشركات الطيران وكان الطلب فيه يتركز على الرحلات المتجهة الى خارج دول ‏ ‏المنطقة الا ان الوضع اختلف منذ بداية انطلاقة فعاليات مفاجآت صيف دبي في 20 ‏ ‏يونيو/حزيران الماضي حيث باتت شركات الطيران تزيد من تسيير الرحلات من دبي واليها.‏
ويرى مصرفيون هنا ايضا ان الارتفاعات المتكررة لاسعار صرف العملات ‏ ‏الرئيسية في العالم وخاصة اليورو مقابل العملات الخليجية ساعد دبي على ان تكون ‏ ‏مقصدا مثاليا للعائلات الخليجية.
واوضحوا ان الدرهم وهو العملة الوطنية للامارات يتماثل سعر صرفه مع العملات ‏ ‏الخليجية الاخرى باستثناء الدينار الكويتي غير المرتبط بالدولار خلافا لبقية ‏ ‏العملات الخليجية.
من جانبه اكد المنسق العام لمهرجان مفاجآت صيف دبي سعيد النابودة ان ‏ ‏مهرجان مفاجآت صيف دبي في دورته الخامسة هذا العام يعد من انجح الدورات منذ بداية ‏ ‏تنظيم الامارة لهذا الحدث صيف عام 1998.‏
وقال ان كل الدراسات والتقديرات لهذا العام تشير الى تسجيل زيادة كبيرة في عدد ‏ ‏الزوار والمبيعات في مراكز التسوق بدبي عن العام الماضي الذي بلغ فيه عدد الزوار ‏ ‏اكثر من 1.96 مليون زائر بزيادة نسبتها 9 بالمائة على عام 2000 فيما تجاوزت فيه ‏ ‏مبيعات مراكز التسوق عتبة المليار و118 مليون درهم.
وكان عدد الزوار الخليجيين العام الماضي قد تجاوز 480 الف زائر فيما تجاوز ‏ ‏الزوار من داخل دولة الامارات مليونا و400 الف زائر ووصلت الزيادة في عدد الزوار ‏ ‏من الجنسيات الاخرى الى 23 بالمائة.‏
وذكر النابودة ان الاحصائيات الاولية لهذا العام تشير الى ان عدد زوار مراكز ‏ ‏التسوق خلال عطلات الاسابيع الخمسة الماضية وصل الى 1.200 مليون زائر في حين زادت ‏ ‏نسبة المبيعات في هذه المركز بما بين 10 و 12 بالمائة‏.
وقال النابودة ان مركز برجمان التجاري على سبيل المثال زاد معدل اقبال ‏ ‏الزوار فيه بنسبة 30 بالمائة مقارنة بالفترة عينها من العام الماضي فيما زاد معدل ‏ ‏اقبال الزوار في مركز التسوق سيتي سنتر بنسبة 53 بالمائة عن الفترة ذاتها.‏
واوضح ان زوار دبي هذا العام توزعوا على معظم الدول الخليجية حيث جاءت في ‏ ‏مقدمتها السعودية تليها الكويت ثم قطر فسلطنة عمان فالبحرين عدا عن الزوار الذين ‏ ‏قدموا من الدول العربية المجاورة وايران واوروبا مثل ايطاليا والمانيا وروسيا.‏
وتفيد مصادر الطيران في دبي ان عدد الزوار عبر مطار دبي الدولي وصل في يونيو/حزيران ‏ ‏الماضي وحده الى 558.742 زائرا بزيادة قدرها 14.16 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها ‏ ‏من العام الماضي.‏
ورغم اقراره بان احداث سبتمبر كان لها تأثير مهم في تحويل وجهات السائحين الى ‏ ‏المدن العربية وفي مقدمتها دبي فان النابودة اكد ان عوامل اخرى مثل نوعية البرامج ‏ ‏السياحية وكثافتها خلال فترة المهرجان هذا العام ووفرة العروض المغرية التي ‏ ‏تقدمها شركات النقل الجوي والفنادق كان لها تأثير بالغ في توجيه اختيار المصطافين ‏ ‏للسياحة بدبي لاسيما فئات الاسر ذات الاعداد الكبيرة الحريصة على الحد من النفقات.‏
وشهدت فنادق دبي حركة اشغال عالية خلال الاسابيع الثلاثة الاولى من مفاجآت صيف ‏ ‏دبي 2002 الذي تستمر فعالياته حتى نهاية اغسطس المقبل تتراوح نسبتها بين 80 و90 ‏ ‏بالمائة في الفنادق ومجمعات الشقق الفندقية المشاركة في العرض الترويجي الذي تشرف ‏ ‏عليه دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي.‏
وتسجل العائلات الخليجية نسبة الاشغال الاكبر في الفنادق والمجمعات الفندقية ‏ ‏التي تقدم عرضا يتضمن ليالي مجانية والكثير من الخدمات والتسهيلات للعائلات ‏ ‏والاطفال حيث تلعب التسهيلات السياحية التي تتمتع بها الامارة دورا كبيرا في ‏ ‏استقطاب الزوار وتسويق المنتج السياحي‏.
وعلى الرغم من حرارة الصيف فان مرافق دبي السياحية القائمة وتلك التي ‏ ‏شيدت بهذه المناسبة والمخصصة بشكل اساسي للعائلات تعج بالزوار الذين هم خليط ما ‏ ‏بين مقيمين بدولة الامارات وخليجيين وفدوا الى الامارة لقضاء اجازة تعتبر قصيرة ‏ ‏نسبيا تراوح نحو اسبوع او اكثر.
وضمت قائمة فعاليات مفاجآت صيف دبي 2002 اكثر من 250 فعالية شاركت في تنظيمها ‏ ‏الدوائر الحكومية المنظمة لهذا الحدث.‏
وانعكس شعار مفاجآت صيف دبي هذا العام "اجازة سعيدة ومفيدة للاطفال" على طبيعة ‏ ‏الفعاليات والمفاجآت التي حوته بحيث تركزت في معظمها على اقامة عروض ثقافية ‏ ‏وتعليمية ترفيهية تتناسب وطبيعة الزوار ومعظمهم من الاسر.
ومن بين الفعاليات التي اقيمت في مواقع مختلفة في الامارة وتستمر كل منها ايام ‏ ‏مغامرات سندباد في دول الخليج العربي التي ينطلق فيها في رحلة استعراضية على ‏ ‏الجليد باحثا عن الاميرة ايمان مقدما في هذه الرحلة من البحث العديد من المعلومات ‏ ‏عن منطقة الخليج العربي.‏
وتضمنت هذه الفعاليات عروضا لمهرجانات كرنفالية عالمية تقام في العديد من ‏ ‏الدول مثل البرازيل واسبانيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا استضافتها دبي ‏ ‏في هذه المناسبة اضافة الى عروض مائية ورياضية بحرية وتراثية والعاب ثلجية ‏ ‏والكترونية ومسابقات ثقافية وعلمية تنمي خيال الطفل وتقدم له التسلية والترفيه.‏
ويلخص المنسق العام لمهرجان مفاجآت صيف دبي تجربة الامارات السياحية قائلا ‏ ‏"انه على الرغم من انها ليست اعرق التجارب السياحية في العالم العربي والمنطقة ‏ ‏بشكل عام فان ما توصلت اليه في ظرف لم يتجاوز العقد الواحد من الزمن يعتبر نموذجا ‏ ‏للتجربة الناجحة بكل المقاييس خصوصا لجهة اظهار الدور الرائد الذي لعبته الدوائر ‏ ‏الحكومية في تحقيق هذا النجاح اللافت". (كونا)