الأردن يتسلم من إسرائيل النائب 'مهرب الأسلحة' ويُجرده من الحصانة

التحقيقات تكشف أن البرلماني الأردني استغل جواز سفره الدبلوماسي 12 مرة لتهريب سلع مختلفة إلى إسرائيل.
جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي يفسّر إقدام البرلماني الأردني على التهريب بـ"الجشع"
رفع الحصانة عن العدوان يعتبر إقرارا أوليا بصحة الاتهامات الإسرائيلية

القدس/عمان - سلمت السلطات الإسرائيلية اليوم الأحد النائب بالبرلمان الأردني عماد العدوان بعد نحو أسبوعين من احتجازه بتهمة تهريب أسلحة وسلع أخرى لاسرائيل، بينما رفعت السلطات الأردنية الحصانة عن العداون بطلب من محكمة أمن الدولة للتحقيق في ما نسب إليه من اتهامات.

وأكد جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) أن النائب عماد العدوان الذي لم تحاكمه الدولة العبرية، سُلّم اليوم الأحد إلى السلطات الأردنية "لمواصلة التحقيق معه واستكمال الإجراءات القانونية".

وكان العدوان اعتقل عند معبر اللنبي (الملك حسين) الحدودي في 22 أبريل/نيسان بعد أن عثر الأمن الإسرائيلي في مركبته التي كان يقودها على 12 بندقية و194 مسدسا، كما أعلن جهاز الأمن الداخلي (شاباك).

وكشفت التحقيقات أن العدوان استغل منذ فبراير/شباط من العام الماضي جواز سفره الدبلوماسي 12 مرة لتهريب سلع مختلفة إلى إسرائيل ومن بينها "طيور وسجائر إلكترونية وذهب"، وفق بيان الشاباك.

وأضاف جهاز الأمن أيضا أن العدوان (35 عاما) وهو عضو في لجنة فلسطين في البرلمان الأردني، هرّب منذ مطلع العام الجاري أسلحة من الأردن إلى إسرائيل، مشيرا إلى أن هدف النائب الأردني من عمليات التهريب كان "الجشع والحصول على مبالغ مالية كبيرة".

وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير سنان المجالي بدء مراسم "عملية تسليم النائب عماد العدوان من قبل السلطات الإسرائيلية إلى السلطات الأردنية الأمنية المعنية" على جسر الملك حسين.

بدوره قال رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي إن قرارا برفع الحصانة عن النائب العدوان قد اتخذ وذلك بناء على طلب من نيابة محكمة أمن الدولة، منوّها إلى أن مجلس النواب "صوّت بدوره على رفع الحصانة عن النائب".

ونقلت الوكالة الرسمية عن مصدر مسؤول أن "الجهات الرسمية وعلى إثر صدور قرار مجلس النواب برفع الحصانة النيابية عن النائب عماد العدوان ستقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة تمهيدا لإحالته ضمن المدة القانونية إلى مدعي عام محكمة أمن الدولة لاتخاذ المقتضى القانوني بحقه حسب الاختصاص مع باقي أطراف القضية الموقوفين لحساب نيابة أمن الدولة".
ولفت المصدر إلى أن قرار الإحالة يأتي "استنادا إلى التحقيقات التي قامت بها الجهات الرسمية الأردنية وتوافر الأدلة بحقهم، ومنها اعترافاتهم بتجارة وتهريب الأسلحة النارية ولعدة مرات بالاشتراك مع النائب المذكور، بالإضافة إلى قيامهم بتهريب الذهب والسجائر الإلكترونية ومواد أخرى".
وفي وقت سابق قال جواد بولص محامي العدوان إن إسرائيل أفرجت عن موكله و"انتهت القضية بطريقة تخدم جميع الأطراف بدءا من النائب العدوان والمملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل وعلاقاتها المتبادلة مع المملكة".
كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أنه بعد ضغوط مكثفة مارسها الأردن على إسرائيل "تم اليوم الإفراج عن النائب الأردني عماد العدوان المعتقل في إسرائيل بعد أن ضُبطت بحوزته ذخيرة حاول تهريبها الى داخل إسرائيل على أن تتم مقاضاته في الأردن".
وبعد إيقاف العدوان اعتقل الأمن الإسرائيلي عددا من الفلسطينيين بالضفة الغربية كما اعتقلت السلطات الأردنية على الجانب الآخر من الحدود لارتباطهما بمحاولته للتهريب.

ويعتبر العدوان وهو محام، أحد أصغر النواب سنا ويتحدر من إحدى أشهر العشائر في الأردن وعرف بمواقفه سياسية المعارضة للحكومة.

ووقع الأردن في 1994 اتفاق سلام مع إسرائيل ليكون الدولة العربية الثانية التي تقدم على هذه الخطوة بعد مصر 1979.