الأسبرين يُكسب مرضى السرطان وقت ثمينا

دراسة جديدة تشير إلى 'تأثير إيجابي شامل' للدواء شائع الاستخدام على البقاء على قيد الحياة وتقليل انتشار الأورام الخبيثة.

واشنطن – تتعزز يوما بعد يوم المزايا المنسوبة للأسبيرين رغم ان هذا  الدواء عمره نحو قرن ونصف، واخر هذه المزايا ربطه بابقاء المصابين بالسرطان على قيد الحياة لمدة أطول.

وحللت ورقة بحثية جديدة شارك فيها خبراء من جامعة كارديف البريطانية، دراسات طبية سابقة نشرت حول الأسبرين والسرطان.

ونشرت في دورية "اوبن بيولوجي" العلمية هذه المراجعة للدراسات حول الآليات البيولوجية والنتائج السريرية التي تشير إلى "تأثير إيجابي شامل" على البقاء على قيد الحياة وتقليل انتشار السرطان، الأمر الذي يفوق الآثار الجانبية المرتبطة الأصغر مثل النزيف المرتبط بالأسبرين.

وقال الباحثون إن هناك حاجة للبحث لفهم حجم أي تأثير وتنوعه، ولكن يجب إجراؤه "بدرجة عالية من الثقة في أن الأسبرين دواء آمن نسبيا".

درجة عالية من الثقة في أن الأسبرين دواء آمن نسبيا

وبحسب ما نشره موقع "ميديكال برس" البريطاني، كان الفريق قد راجع الأبحاث السابقة حول الأسبرين وقالوا إنه يمكن أن يقلل الالتهاب المرتبط بالسرطان، والتخثر غير الطبيعي، ونمو الأوعية الدموية غير الطبيعي، وتعزيز عمليات الإصلاح الخلوي.

وخلص الباحثون إلى وجود ارتباط بين الأسبرين وانخفاض  خطر الوفاة المرتبطة بالسرطان  وانتشاره ومضاعفات الأوعية الدموية للسرطان. وقالوا إنه على الرغم من أن الأسبرين قد يزيد من  حالات النزيف، إلا أن شدتها منخفضة، مما يشير إلى أنه يمكن استخدام هذا الدواء للمساعدة في كبح مجموعة واسعة من السرطانات.

ومع ذلك، فإن معظم الأدلة على التأثير المفيد المحتمل للأسبرين على السرطان تأتي من الدراسات القائمة على الملاحظة للأشخاص المصابين أصلاً بالسرطان، حيث تناول حوالي 25 في المائة من المرضى الأسبرين.

بشكل عام، يبدو أن الأدلة السريرية على الأسبرين والسرطان تدعم استخدام الأسبرين. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الأدلة من الدراسات السابقة كانت محدودة وبعضها قد قدم نتائج متناقضة.

ونظراً إلى أنه من المعروف أن الأسبرين يزيد من خطر النزيف، يشدد الباحثون على ضرورة استشارة الطبيب قبل تناوله كعلاج تكميلي.

والأسبرين هو عقار خافض للحمى والألم والالتهاب، ويعرف أيضا باسم حمض "الأسيتيل ساليسيليك" (acetylsalicylic acid)، وينتمي إلى مضادات الالتهاب غير السترويدية. ويقلل الأسبرين تجلط الدم.

ويمنع نشاط إنزيم الأكسدة الحلقية الذي يؤدي إلى تكوين "البروستاغلاندين" (PGs) الذي يلعب دورا في الالتهاب والألم.

وتستخدم جرعات عالية من الأسبرين -عادة 300 ملغرام- لتخفيف الألم وتقليل الحمى والتورم والصداع والصداع النصفي ووجع الأسنان وآلام الدورة الشهرية والرشح والبرد.

يذكر ان دراسة أمريكية تعود للعام 2020، وجدت أن تناول الأسبرين يوميًا يحد من نمو الأورام السرطانية، ويمنع عودة المرض مرة أخرى، عبر تفعيل آلية الموت المبرمج للخلايا السرطانية.

 وربطت دراسات سابقة ربطت بين تناول الأسبرين والوقاية من أمراض القلب، بالإضافة إلى علاج سرطان القولون والمستقيم.

كما ينسب للدواء معالجة الأمراض العصبية المدمرة، وعلى رأسها مرض الزهايمر والشلل الرعاش، ومفيد لتجلط الدم الوريدي، ويمكن أن يكون بديلا آمنا وأقل تكلفة، بالمقارنة مع أدوية إذابة الجلطات باهظة الثمن.