الأمن الاسباني يكشف ارتباط بوليساريو بشبكة تهريب واتجار بالبشر

استمرار الأنشطة الإجرامية وتورط بوليساريو فيها يكشف حالة الفساد المستشري في المخيمات وحالة الإفلاس السياسي الذي وصلت إليه الجبهة الانفصالية.

مدريد - ألقت السلطات الأمنية الاسبانية القبض على شبكة تنشط في التهريب والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، يتوزع عناصرها بين اسبانيا والجزائر ومخيمات تندوف وموريتانيا، وتضم أكثر من 22 شخصا يقودهم مقرب من قياديي جبهة بوليساريو الانفصالية.

وكشفت التحقيقات التي أجرتها السلطات الإسبانية أن أحد أقارب قيادي بارز في بوليساريو، يدعى لحسن البصير. استغل عمله الموسمي مع الصليب الأحمر الإسباني، حيث كان مكلفا بالملفات التي تصل إليه من الجبهة الانفصالية بهدف تمكين أصحابها من الهجرة إلى إسبانيا، من خلال توفير دعوات مزيفة أو إدراج أسمائهم في ملفات طبية مزورة. تستدعي ضرورة حضورهم لتقلي العلاج في المستشفيات الاسبانية.

وأوضح منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصارا بـ"فورساتين". في منشور له على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك أن الجزء الثاني من خطة التهجير تتكلف به شبكة أخرى تشرف عليها عصابة بوليساريو في مخيمات تندوف، تنسق مع موظفين جزائريين للمصادقة على الوثائق المتعلقة بطلب التأشيرة وتحضير الملفات الطبية تسهيلا لحصول أصحابها على تأشيرات للعلاج.
 وأوضح أن التحقيقات أظهرت أن الحاصلين على هذه التأشيرات وصلوا إلى إسبانيا جوا إلى مدريد وبرشلونة، بينما وصل البعض الاخر عن طريق البحر الى فالنسيا وألميريا حيث يتكلف المدعو لحسن البصير باستقبالهم وإيوائهم في مؤسسات تابعة للصليب الأحمر الدولي وعبر استغلال جمعيات تابعة لبوليساريو.

وأشارت التحقيقات الأسبانية أن العصابة سهلت خروج العشرات من الصحراويين من داخل المخيمات، منهم مقربين من قياديين في بوليساريو ومنهم جزائريون من تندوف وكذلك موريتانيون خرجوا على أنهم صحراويون، وتمكنوا من الحصول على التأشيرة ، وتلقوا تسهيلات للحصول على وثائق الاقامة بعد وصولهم عن طريق وثائق أخرى مزورة، خلال سنوات 2017 , 2018 و 2019 .

وأوصى القاضي الإسباني المكلف بهذه القضية بتشديد العقوبات على المتورطين في هذه الأفعال. خاصة وأنها ترقى إلى جريمة الاتجار بالبشر التي يجرمها القانون والاتفاقيات الدولية.

وقال رمضان مسعود، رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بمدريد. إن "رئيس هذه الشبكة الإجرامية هو أولا من عائلة أحد القياديين البارزين في الجبهة واليد اليمنى لزعيم الانفصاليين إبراهيم غالي". مضيفا أن "استمرار هذه الأنشطة الإجرامية. وتورط البوليساريو فيها يكشف في الحقيقة حالة الفساد المستشري في المخيمات. وحالة الإفلاس السياسي والقيمي الذي وصل إليه هذا التنظيم".

وتنتهج جبهة بوليساريو الانفصالية سلسلة من الانتهاكات على سكان مخيمات تندوف المحتجزين، حيث كشفت مؤخرا جريمة اختطاف أطفال المحتجزين، وبيعهم لأسر إسبانية بهدف ضخ الأموال في حساباتهم الخاصة.

وقد كشف "فورساتين"، أن قيادات البوليساريو تمنح عائلات إسبانية حق تبني فتيات من المخيم وبعد ذلك وفي زيارة إلى عائلتهن البيولوجية يتم حجزهن من ذويهن، بأوامر من العصابة المتخصصة في ذلك. ثم تقوم بابتزاز العائلات الأجنبية المتبنية لتقديم دعم إضافي مقابل تسهيل إعادة الأطفال إلى أحضانهم.

وتم تسجيل ملفات لأكثر من 150 فتاة محتجزة داخل المخيمات بأوامر من قيادة بوليساريو التي تتاجر بالأطفال وتبتز العائلات الإسبانية. وأحدثت قضية الفتاة الصحراوية فيلح منت شهيد منت لعروسي الأخيرة ضجة واسعة حيث قامت بوليساريو بالضغط على أسرتها لمنعها من العودة إلى إسبانيا حيث تقيم مع عائلة إسبانية بالتبني.

وأضاف المنتدى، أن العائلة البيولوجية للفتاة الصحراوية اضطرت بأوامر من البوليساريو، لحرق وثائق السفر لمنع الفتاة من العودة نهائياً والبقاء حبيسة المخيمات. ونظرًا لأن العائلة الإسبانية سعت لاستعادة الفتاة، تدخلت قيادة بوليساريو فسهلت لمختطف معروف يدعى حمادة ولد صالح التراخيص اللازمة لتهريب الفتاة من المخيمات الى وهران تمهيدا لنقلها إلى إسبانيا، قبل أن ينكشف الأمر".

وبعد الضجة التي أحدثها موضوع تهريب هذه الفتاة، تم نقلها إلى القنصلية الإسبانية في وهران التي احتفظت بها حتى قدوم محامٍ سيتولى مرافقتها إلى إسبانيا. وفي الجانب الآخر، تحاول السلطات الجزائرية إرجاع الفتاة إلى عائلتها البيولوجية لتجنب اندلاع مواجهات بين هذه العائلة وعائلة المختطف حمادة ولد صالح.

وأكد المنتدى أن شبكات الاختطاف تنشط داخل المخيمات بتوجيه من قيادة البوليساريو، حيث يقوم السماسرة والمهربون بتهريب واختطاف الأطفال من عائلاتهم، ويتلقون تسهيلات في التنقل والتراخيص لتنفيذ المهمة لإرضاء العائلات الأجنبية والجمعيات الإنسانية مقابل مبالغ مالية.

وأورد أمثلة على عمليات اختطاف تتعلق بملف الفتاة 'المعلومة تقية حمدة أو المعلومة موراليس دي ماتوس نسبة إلى العائلة الاسبانية المضيفة أو المتبنية للمخطوف وكذلك ملف الدرجة امبارك سلام  والكورية بدباد الحافظ ونجيبة محمد بلقاسم وأيضا ملف محجوبة حمدي الداف الذي تسبب في قيام انتفاضة كبيرة داخل مخيمات تندوف.

وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها فتيات للاختطاف في تندوف ضمن ما يعتقد أنها عمليات تهريب للبشر تمارسها عصابات في المخيم بتواطؤ مع قيادات في بوليساريو. وليست هذه الجريمة الأولى أيضا التي ترتكبها عصابات الجبهة الانفصالية بحق سكان المخيم الذي شهد في أكثر من مناسبة مظاهرات مناوئة للقمع والانتهاكات ونجحت الجبهة في اخمادها بالقوة.

وتعرض نشطاء صحراويون في السابق ممن كشفوا على وسائل التواصل الاجتماعي، الانتهاكات التي تقوم بها بوليساريو، للاعتقال والتعذيب والاحتجاز القسري وهي المممارسات التي كشفتها منتديات تعارض الطرح الانفصالي وتنادي بتخليص سكان المخيمات سيئة الذكر من ارهاب واجرام الجبهة الانفصالية.