الإمارات تمضي بنجاح في تشييد المدن المستدامة بتوسيع مدينة مصدر

مشروعات جديدة لبناء ثلاثة مبان تحقق صافي انبعاثات صفرية من الكربون بينما تستعد الإمارات لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب28".

أبوظبي - داخل مدينة مصدر وهي نموذج إماراتي لموقع ذكي ومستدام في أبوظبي يستطيع السكان العيش والعمل في مكان حضري صديق للبيئة يتميز بمبان خضراء وبيئة خالية من الكربون ووجود وسائل نقل سريعة تستوعب حركة المقيمين، وفي وقت تشهد فيه الإمارات توسعا لافتا في تشييد المدن المستدامة تماشيا مع مستهدفات الأجندة الوطنية لزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وتطبيق التنمية الخضراء.

وبالتجول في المدينة تلاحظ أن المباني قريبة من بعضها البعض وأن الشوارع ضيقة والنوافذ صغيرة لأنها مصممة لتوفير مساحة تبريد مستدامة في الدولة الخليجية التي تعاني من ارتفاع الحرارة والرطوبة.

والمباني الصديقة للبيئة مصممة لاستخدام كهرباء أقل بنسبة 70 في المئة ومياه أقل بنسبة 40 بالمئة من خلال تصميم مساحات مغلفة ونوافذ مظللة ومحكمة الغلق لمنع دخول أشعة الشمس وحرارتها وتقليل استخدام مكيفات الهواء.

وقال كريس وان المدير المساعد للاستدامة والمسؤولية المجتمعية للشركات في المدينة "ينطبق هذا المفهوم على أي مكان تبني فيه على أساس الاستدامة لأنه يتعين عليك وضع خطتك وميزانيتك والجدوى التجارية ومن هذا المنطلق تستطيع تحسين البصمة البيئية التي يمكنك الاستفادة منها من هناك".

ويسكن مدينة مصدر أكثر من أربعة آلاف شخص وتضم مجموعة من شركات التكنولوجيا النظيفة ومن بينها سيمنس، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة وأكثر من ألف منظمة من القطاعين العام والخاص.

وشُيدت جميع مباني مدينة مصدر باستخدام أسمنت منخفض الكربون، إضافة إلى الألمنيوم المعاد تدويره، حيث تبلغ نسبته 90 في المئة من الألمنيوم المستخدم وجميعها مصممة للحد من استهلاك الطاقة والمياه بنسبة لا تقل عن 40 في المئة مقارنة مع استهلاك المباني العادية.

وقال ستيف سيفيرانس مدير النمو في المدينة وهو يقود إحدى مركبات النقل الشخصي السريعة في المدينة التي تتحرك حسب الطلب وتعمل ببطاريات ليثيوم فوسفات الحديد "مثل المصعد تماما، تضغط على الزر لتسمح للنظام أن يعرف أنك جاهز، فيفتح أبواب الأمان الخارجية، ثم الأبواب الداخلية للمركبة. وتضغط على هذا الزر لتخبره أنك جاهز للانطلاق". وأردف "مصدر جادة في الحد من انبعاثات الكربون في مجال خدمات النقل منذ بدايتها".

وأضاف أن مركبات النقل الشخصي السريعة التي تم تصنيعها في عام 2010 لا تناسب تماما كل البيئات الحضرية، في ظل توافر المركبات ذاتية القيادة الأكثر تطورا والتي تعمل بشكل أفضل في حركة المرور.

ويقول كثيرون إن إقامة مدن ذكية ومستدامة هي جزء من حل مشكلة تغير المناخ، لكن أيوب شريفي الأستاذ في معهد التنمية والتعاون الدولي بجامعة هيروشيما يعتقد أن المدن الذكية قد تؤدي إلى زيادة الاستهلاك.

وقال "من غير الممكن معالجة القضايا الحضرية بمثال ناجح واحد فقط ما لم نجعله في متناول اليد بشكل أكبر وأصبحت بعض التقنيات في متناول اليد بشكل متزايد مثل الطاقة الشمسية وستصبح أقل تكلفة في خلال عام... لكن بالنسبة للتقنيات الأخرى، لا يزال أمامنا وقت طويل".

وتماشيا مع جهود الدولة للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية من الكربون بحلول عام 2050، يجري تنفيذ مشروعات إنشائية لتوسيع مدينة مصدر وتشييد ثلاثة مبان تحقق صافي انبعاثات صفرية من الكربون بينما تستعد الدولة لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) في دبي في الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/كانون الأول.