الاحتجاجات ضد التعديل القضائي تطارد نتنياهو في نيويورك

مجموعات إسرائيلية ويهودية أميركية رافضة لقوانين الإصلاح القضائي تحشد لمظاهرات قبالة مقر الأمم المتحدة بالتزامن مع إلقاء نتنياهو خطابه أمام الجمعية العامة.

واشنطن - لاحقت الاحتجاجات ضد قانون التعديل القضائي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى نيويورك التي وصلها اليوم الثلاثاء للمشاركة في أعمال الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة وينتظر أن يلتقي خلالها الرئيس الأميركي جو بايدن، فيما ذهب رئيس الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل إلى حدّ اتهام معارضيها بتوحيد قواهم مع منظمة التحرير الفلسطينية وإيران.

واستبق المحتجون وصول موكب نتنياهو إلى مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب باحتجاجات ووزعت مجموعات إسرائيلية ويهودية أميركية رافضة لقوانين الإصلاح القضائي دعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي لمظاهرات قبالة الفندق الذي سيقيم فيه نتنياهو في نيويورك.
وأشارت الدعوات إلى أنه سيتم تنظيم احتجاج قبالة مقر الأمم المتحدة في نيويورك الجمعة بالتزامن مع إلقاء نتنياهو خطابه أمام الجمعية العامة.
ويستهل نتنياهو زيارته إلى الولايات المتحدة بزيارة إلى ولاية كاليفورنيا للقاء مالك منصة "إكس" إيلون ماسك، ثم يغادر إلى نيويورك التي يمكث فيها حتى الجمعة.
واتهم السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة جلعاد أردان اليوم الاثنين المتظاهرين بتوجيه الأنظار عن القضايا التي سيطرحها نتنياهو في لقاءاته مع قادة دوليين وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال أردان لإذاعة الجيش الإسرائيلي "هناك معادون للسامية مثل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة وهذا ليس المكان المناسب لصرف الانتباه عن مصالح إسرائيل، يجب أن يتم اقتصار الأمور على داخل إسرائيل".
وأعلن أن اجتماع نتنياهو وبايدن سيعقد في فندق في نيويورك "وسيستمر لمدة ساعة على الأقل وسيتم خلاله مناقشة أهم القضايا بينه وبين الولايات المتحدة وهذا أمر بالغ الأهمية".
بدوره قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريح مكتوب اليوم الاثنين "في الوقت الذي سيوجه فيه نتنياهو كلمة بلاده إلى الأمم المتحدة، سيتظاهر إسرائيليون في نفس الوقت الذي سيتظاهر فيه أنصار منظمة التحرير الفلسطينية ومنظمة مقاطعة إسرائيل وهو أمر لم يحدث من قبل".
وكان نتنياهو قال للصحفيين مساء الأحد "سوف أؤكد على أن إيران تنتهك كافة التزاماتها وأنها تكذب بوقاحة وأنها تعتزم إنتاج أسلحة نووية ومواصلة عدوانها في المنطقة وسوف نواجه الأمرين معًا".

 "لا شيء يساعد الإيرانيين أكثر من الانقلاب الذي تقوم به حكومة نتنياهو".

وللأسبوع الـ37 على التوالي تتواصل الاحتجاجات في إسرائيل على حزمة قوانين الإصلاح القضائي التي تقول الحكومة إنها توازن ما بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية فيما تقول المعارضة إن من شأنها تحويل إسرائيل الى ديكتاتورية.

وقال زعيم المعارضة يائير لابيد في تغريدة عبر منصة "اكس" "لا يوجد شخص دمر صورتنا في العالم أكثر من نتنياهو في الأشهر الأخيرة"، مضيفا "لا شيء يساعد الإيرانيين أكثر من الانقلاب الذي تقوم به حكومة نتنياهو".
وتابع "اتهاماته للوطنيين في الاحتجاجات دليل آخر على الخلل الخطير في حكمه وقراءته للواقع".
وتعليقا على تصريحات نتنياهو قال زعيم حزب "الوحدة الوطنية" المعارض بيني غانتس في تغريدة على منصة "إكس" "هجوم نتنياهو، الذي يتهم فيه المتظاهرين في الولايات المتحدة بالتواطؤ مع أعدائنا، خطير ويستحق كل الإدانة".
وأضاف "ألف خطاب حماسي في الأمم المتحدة لن يُصلح الضرر الهائل الذي يلحقه نتنياهو بالمجتمع الإسرائيلي بسبب سلوكه".
وتابع غانتس "لقد حان الوقت لوقف الانقلاب وفرض النظام في الحكومة، بدلاً من إلقاء اللوم على المتظاهرين".
بدوره قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان في تغريدة في منصة "إكس" "المتظاهرون في إسرائيل وفي جميع أنحاء العالم يحتجون ضدكم ولصالح دولة إسرائيل"، مضيفا "ما من صديق لإيران ولمنظمة التحرير الفلسطينية سواك. أنت نفسك يا سيد بنيامين نتنياهو"، متهما إياه "بتفكيك المجتمع الإسرائيلي من الداخل".
كما قالت زعيمة حزب العمل المعارض ميراف ميخائيلي "نتنياهو يفعل ما يفعله باليسار منذ 30 عاماً من حيث نزع الشرعية ومقارنتها بأسوأ أعداء إسرائيل".
وأضافت "لقد حان الوقت لكي تفهم المعارضة برمتها أن هذا الرجل غير شرعي لا يصلح للشراكة ولا للمفاوضات".

وأثار قانون التعديل القضائي حفيظة حلفاء إسرائيل، فيما دعا الرئيس الأميركي الحكومة الإسرائيلية إلى التريث قبل إقراره، معربا عن الأمل في تعليقه.

ورغم تصاعد التعاون العسكري بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، إلا أن العلاقة بين بايدن ونتنياهو لم تغادر مربع الأزمة، فيما ظل رئيس الوزراء الإسرائيلي طيلة أكثر من نصف عام ينتظر ضوءا أخضر من البيت الأبيض لزيارة واشنطن.