الاعتناء بالهواتف الذكية يحدّ من أثرها البيئي

ورشة عمل أقيمت في باريس يسعى القائمون عليها إلى توعية كل أنواع الجمهور بتأثير التكنولوجيا الرقمية على البيئة.

باريس - أفاد خبراء في باريس بمناسبة اليوم العالمي للتنظيف الرقمي، أن اعتناء الأفراد جيدا بهواتفهم الجوّالة يشكّل وسيلة لإطالة عمرها وتاليا تفادي تغييرها قدر الإمكان، مما يحد من الأثر البيئي لإنتاج هذه الأجهزة.

وعندما يسأل جوليان نورا الذي يُحيي ورشة عمل عن إعادة استخدام وإعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية "هل لديكم هواتف عديمة الفائدة في خزانتكم؟"، يرفع ثلثا المشاركين في القاعة أيديهم.

ولاحظ نورا أمام عشرات المشاركين في الورشة التي أقيمت في مبنى جمعية "ميك سنس" (Makesense) في باريس بمناسبة اليوم العالمي للتنظيف الرقمي الذي يصادف السادس عشر من مارس/آذار أن "ثمة 30 مليون هاتف نائم في الأدراج في فرنسا".

وإحياءً لهذه المناسبة التي أطلقها معهد العمل الرقمي المسؤول والفرع الفرنسي لمنظمة "وورلد كلين آب داي" (يوم التنظيف العالمي) في مارس/آذار 2020، أي في خضم جائحة كورونا، أقيم على الأقل 2059 نشاطًا هذا الأسبوع في كل أنحاء فرنسا، من بينها 88 في العاصمة.

وقال جوليان نورا لوكالة فرانس برس إن "الهدف توعية كل أنواع الجمهور بتأثير التكنولوجيا الرقمية على البيئة". وتهدف نسخة 2024 للوصول إلى مليون شخص على الأقل، مقارنة بـ500 ألف عام 2023.

وأضاف "يعتقد البعض أن كل شيء افتراضي في هذا المجال، ولكننا نحاول التوعية بهذا الجزء المادي".

فبالنسبة إلى الهواتف المحمولة مثلاً، يرتبط 80 في المئة من الأثر الكربوني بتصنيع المعدات.

وشدد جوليان نورا على أن "المهم هو اعتناء المرء بهاتفه وتجهيزاته، وليس مجرد حذف رسائل بريده الإلكتروني".

ووفقًا لوكالة التحول البيئي، فإنه من المعروف أن الفرنسيين يحتفظون بأجهزتهم في المتوسط لمدة تقل عن عامين، ويلجأ 88 في المئة منهم إلى تغييرها وهي بعد صالحة للاستخدام.

ويقدم جوليان نورا لجمهوره اليقظ سلسلة من النصائح لإطالة عمر هواتفهم الذكية و"الحد بالنتيجة من التأثير البيئي للتكنولوجيا الرقمية".

ومن هذه النصائح، الحفاظ على البطارية من خلال تجنب شحنها ليلاً، وتصليحها في حالة حدوث عطل.

وأفاد نورا الذي كان يعلّق في رقبته جهاز "آي فون 6" (طُرح عام 2014) بأنه تولى بنفسه استبدال بطارية هاتفه المحمول بفضل شركة iFixit التي أرسلت له مجموعة تحتوي على الأدوات اللازمة وشرحا للخطوات التي ينبغي اتباعها، واستمرت عملية الاستبدال ساعتين.

ويتمثل خيار آخر في شراء هواتف قابلة للتصليح بسهولة، كتلك التي تنتجها شركة "فيرفون" (Fairphone) الهولندية.

أما في ما يتعلق بالاستخدام، فأوصى جوليان بالتخفيف عن ذاكرة الجهاز من خلال حذف الصور ومقاطع الفيديو والتطبيقات غير المستخدمة، موضحا أن "استخدام شبكة +واي فاي+ هو الأفضل دائما من حيث حجم استهلاك الطاقة".

وأشار إلى أن "البنية التحتية لشبكات الجيل الرابع 4G تستهلك ما يصل إلى عشرة أضعاف استهلاك الألياف وثلاثة أضعاف استهلاك خدمة خط الاشتراك الرقمي غير المتماثل ADSL".

وقالت إيلين آش المشاركة في ورشة العمل إنها، إدراكا منها لهذه المشكلة، اعتمدت إعدادا خاصا على تطبيق واتساب الخاص بها، مضيفة "لا أستطيع إرسال الصور أو تنزيلها إذا لم أكن متصلة بشبكة +واي فاي+".

وإذا تعطّل الجهاز رغم كل هذه التدابير، يركز جوليان على جمع نفايات التجهيزات الكهربائية والإلكترونية، حتى لو كانت إعادة التدوير معقدة في كثير من الأحيان.

ولفت نورا "لدينا ما بين 50 و70 مادة في الهاتف الذكي"، متابعا "إنها بكميات صغيرة جدا في سبائك معقدة"، معتبرا تاليا أن إعادة التدوير "حل جزئي جدا".

وشدد مشارك آخر هو أدريان كولون في ختام ورشة العمل على أن "الأصعب هو أن يتمكن المرء من تغيير عاداته… وأن يقول لنفسه: لا يهم إذا لم يكن لدي أحدث هاتف".

أما لوسي مينّا غيتّا، فاكتشفت في ورشة العمل مسارات لتحقيق تقدّم، وتعتزم الانتقال إلى استخدام هواتف "فيرفون" (Fairphone) السهلة التصليح.