التغير المناخي يهدد صحة العمال حول العالم

غالبية العمال حول العالم يواجهون مجموعة من المخاطر الصحية المرتبطة بتغير المناخ، والقواعد الموجودة حاليا لا توفر الحماية المناسبة لهم.

جنيف - حذرت منظمة العمل الدولية في تقرير من أن "عددا هائلا من العمال يتعرّض بالفعل لمخاطر مرتبطة بتغيّر المناخ في مكان العمل ويرجّح أن تزداد هذه الأرقام".

وأعلنت الأمم المتحدة الاثنين أن غالبية العمال حول العالم يواجهون مجموعة من المخاطر الصحية المرتبطة بتغير المناخ، محذّرة من أن القواعد القائمة حاليا لا توفر الحماية المناسبة لهم.

وقالت منظمة العمل الدولية إن العاملين في المزارع وغيرهم ممّن يمارسون أعمالا شاقة في ظل درجات الحرارة المرتفعة "قد يكونون عرضة لخليط من المخاطر" التي تشمل الحر الشديد والأشعة فوق البنفسجية وتلوث الهواء والأمراض المحمولة بالنواقل والكيميائيات الزراعية. ويعد الأشخاص الذين يعملون في أماكن مغلقة حارّة أو تعاني سوء التهوية في خطر أيضا.

وقال التقرير إن "العمال من بين الأشخاص الأكثر عرضة لمخاطر تغيّر المناخ ولكن لا خيار لديهم عادة غير مواصلة العمل وإن كانت الظروف خطيرة"، مشيرا إلى أنه في 2020، آخر عام تتوافر إحصاءات بشأنه، يقدّر أن 2.4 مليار عامل أي ما يعادل أكثر من 70 في المئة من إجمالي القوة العاملة في العالم، تعرّضوا للحرارة الشديدة في مرحلة ما، وفق التقديرات.

وقالت رئيسة الفريق العالمي المعني بالسلامة والصحة المهنيتين لدى منظمة العمل الدولية منال قزي للصحافيين في جنيف إن ذلك يمثّل "زيادة واضحة".

وارتفع عدد العمال المعرّضين لمخاطر الحرارة الشديدة بنسبة 35 في المئة على مدى عقدين حتى أنه تعدّل بحسب عدد السكان المتزايد حول العالم. وارتفعت نسبة القوة العاملة المتأثرة بـ8.8 في المئة منذ العام 2000.

وقالت قزي "هذه مشكلة ضخمة"، محذرة من أنه "يُنسى العمال عادة عندما نتحدث عن تغير المناخ والتداعيات الصحية خطيرة جدا".

وتسجّل حوالي 23 مليون إصابة عمل تنسب إلى الحر الشديد سنويا، تحصد أرواح نحو 19 ألف شخص كل عام، وفق التقديرات. ولا تشمل هذه الأعداد سوى أكثر من 26 مليون شخص يعانون من أمراض الكلى المزمنة المرتبطة بتداعيات الحر الشديد في أماكن العمل، وفق المنظمة. كما أن تأثير الاحترار العالمي على العمال يتجاوز بأشواط التعرّض للحر.

ولفت التقرير إلى ارتباط العديد من الأمراض الخطيرة في أوساط العمال بتغير المناخ بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والتنفس والفشل الكلوي والمشاكل النفسية.

ولفتت المنظمة الدولية إلى أن 1.6 مليار عامل معرّضون وفق التقديرات إلى الأشعة فوق البنفسجية كل عام، مع أكثر من 18960 حالة وفاة سنويا نتيجة الإصابة بسرطان الجلد غير الميلانيني.

ويرجّح أن 1.6 مليار شخص آخر معرّضون للتلوث في مكان العمل، ما يؤدي إلى نحو 860 ألف وفاة سنويا في أوساط العاملين في الأماكن الخارجية.

كما يرجّح أن أكثر من 870 مليون عامل في مجال الزراعة يتعرّضون للمبيدات إذ تسجّل أكثر من 300 ألف حالة وفاة تنسب إلى التسمم بالمبيدات كل عام.

وأضاف تقرير منظمة العمل الدولية أن 15 ألف وفاة مرتبطة بالعمل تنسب سنويا إلى التعرّض لأمراض طفيلية ومحمولة بالنواقل. وقالت قزي في بيان "من الواضح أن تغيّر المناخ تسبب بالفعل بمخاطر صحية إضافية كبيرة بالنسبة للعمال".

وتابعت "من الضروري أن نستجيب لهذه التحذيرات. يتعيّن أن تصبح السلامة في العمل والاعتبارات الصحية جزءا من استجاباتنا لتغير المناخ سواء كسياسات أو تحرّكات".

وقالت منظمة العمل إن مخاطر تغير المناخ قد توجب على الدول إعادة تقييم القوانين القائمة أو فرض قواعد جديدة لحماية العمال بشكل مناسب.

تستضيف المنظمة الأسبوع المقبل اجتماعا للخبراء وممثلي أصحاب العمل والعمال والحكومات لمناقشة المسألة على أمل التوصل إلى توصيات جديدة، بحسب قزي.