التهكم على بورقيبة يلغي عرضا مسرحيا في مسقط رأسه

أهالي مدينة المنستير لم يستسيغوا تصريحات تلفزيونية سابقة للفنان مقداد السهيلي انتقد فيها شخصية ابن مدينتهم الزعيم الحبيب بورقيبة.
تونس

أصدرت الهيئة المديرة لجمعية مهرجان المنستير الدولي (شرق تونس) بيانا قالت فيه إنه "نظرا للحساسية التي أثارتها مسرحية الفنان مقداد السهيلي "حسين في بيكين"، وحرصا من هيئة المهرجان على تجنب كل ما يفهم منه التشجيع على المس من رموز المدينة من قريب أو بعيد، وتفاعلا مع ما أبدته شرائح من أبناء المدينة وأحباء المهرجان من عزوف عن هذا العرض في علاقة بسابقة إعلامية وقع فيها المس من شخصية الزعيم الرئيس الحبيب بورقيبة، فإن الهيئة تقرر إلغاء هذا العرض وسيقع تعويضه لاحقاً بعرض مسرحي آخر".
وكان مقررا أن يعرض السهيلي مسرحيته الفكاهية بالمنستير الأحد الفائت.
وقوبل قرار إلغاء عرض المسرحية بموجة من الآراء المتباينة الصادرة عن مثقفين وسياسيين وناشطين بالمجتمع المدني.
ووصف القيادي بالحزب الجمهوري عصام الشابي في تدوينة نشرها على صفحته  على موقع فيسبوك القرار بـ"الخطير"، مضيفا أنه يمثل "ردة عن المكتسبات واعتداء على حرية الإبداع ومدخلا لتقييد الفكر وتحنيطه".
ودعا الشابي إلى "برمجة هذا العرض في أكثر من مهرجان للرد على أصحاب الفكر المتكلس والتجسيد الفعلي لرفض خنق الحرية ووأدها".

المعلقة الإشهارية لمسرحية مقداد السهيلي

وأوضح مدير مهرجان المنستير الدولي يافت بن حميدة أن "قطاعا من الرأي العام في محافظة المنستير ضد تصريح أدلى به مقداد السهيلي منذ سنوات لبرنامج تلفزيوني، مضيفا أنه "على الرغم من مرور السنين لم يُنس تصريحه وبقي متداولا".
وقال "رأت إدارة المهرجان أنه من مصلحة جميع الأطراف تجنب الصدام الممكن وقوعه وإلغاء العرض".
وعبر محمد علي الدقدوق  العضو بجمعية الفكر البورقيبي (جمعية مدنية تُعنى بإحياء التراث البورقيبي) في تصريح خاص لـ"ميدل إيست أونلاين"، عن ارتياحه لقرار إلغاء العرض، قائلا  إن "أهالي المنستير لم يغفروا للسهيلي تهكمه على الزعيم بورقيبة".
وأضاف أن "ما قاله السهيلي عن بورقيبة يدخل في باب التهكم وضرب الرموز الوطنية، ولا علاقة له بالنقد وحرية التعبير".
ومدينة المنستير هي مسقط رأس الحبيب بورقيبة، أول رئيس للجمهورية التونسية حيث تحظى ذكراه بتقدير كبير بين أهالي المدينة.