الجزائر تسعى لتفادي سيناريو الحرائق الكارثي العام الماضي

طائرات برمائية روسية ضخمة لإخماد الحرائق والتعامل بصرامة مع كل من يتعمد إشعال الحرائق بالغابات والأراضي الزراعية.
طائرات روسية لمواجهة موسم الحرائق بالجزائر
الجزائر

اندلعت حرائق في عدة مناطق من محافظة سكيكدة شرقي الجزائر والتهمت مساحات شاسعة من غاباتها، كما تسببت في وفاة شخصين على الأقل، فيما تحاول طائرة مكافحة الحرائق الروسية بيريف بي إي -200، المستأجرة حديثا من روسيا، تنفيذ أول عملية إطفاء لأول حريق غابات في الجزائر هذا العام.
وأظهر مقطع فيديو نشره ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي للطائرة وهي تحط بالقرب من أحد شواطئ المدينة لملء خزاناتها بالمياه قبل المغادرة.
ووصلت طائرة مكافحة الحرائق الروسية الضخمة إلى الجزائر مساء الأربعاء، من بين 3 طائرات تم استئجارها لمواجهة حرائق محتملة خلال هذا الصيف ستصل لاحقا.
والطائرة الروسية هي عبارة عن طائرة برمائية متعددة المهام يمكنها الإقلاع والهبوط على الماء كما يمكن أن تصل حمولتها إلى 12 طنا من الماء. ويمكن أيضا تجهيز الطائرة لمهمات خاصة كالإسعاف الجوي. 
وأوضحت إدارة محافظة سكيكدة في بيان إن الحرائق "خلّفت وفاة ضحيتين اختناقا في منطقتي رمضان جمال وبيسي بعزابة، إلى جانب احتراق مساحات شاسعة من الأشجار المثمرة والغابية".
وقالت إدارة الدفاع المدني في المحافظة إنها تعكف منذ الثلاثاء الماضي على إخماد الحرائق التي تعدّ الأولى من حجمها هذا العام في الجزائر.
والعام الماضي شهدت عدة محافظات جزائرية حرائق وُصفت بالأكبر في تاريخ البلاد، تسببت بوفاة 69 شخصا، بينهم 28 عسكريا، إلى جانب خسائر مادية ضخمة، والتسبب بإتلاف نحو 100 ألف هكتار.
وخلال الأسابيع الأخيرة، أعلنت السلطات الجزائرية سلسلة قرارات لمنع تكرار حرائق الغابات، منها تجميد نشاط إنتاج الفحم بصفةٍ مؤقتة. كما منعت عدة محافظات التجوال داخل الغابات.

عقوبات المتورطين في حرائق الغابات في الجزائر تصل إلى 30 سنة سجنا، وقد تصل للسجن مدى الحياة في حال خلفت وفيات

وقالت النيابة في محكمة سكيكدة في بيان، "إن وكيل الجمهورية (النائب العام) لدى محكمة سكيكدة أمر بفتح تحقيق معمق حول ملابسات الحريق" الذي تبين أنه اندلع بسبب رمي المتهم سيجارة في حقول القمح. وقضت المحكمة بسجن المتهم سجنا مؤقتا. 
والحبس المؤقت حسب قانون العقوبات الجزائري يمكن أن يصل إلى سنتين على ذمة التحقيق، قبل محاكمة المتهم. كما أن عقوبات المتورطين في حرائق الغابات تصل إلى 30 سنة سجنا، وقد تصل السجن مدى الحياة في حال خلفت وفيات.
وتفيد تقارير إعلامية جزائرية أن السلطات في الجزائر ستتعامل "بكل صرامة وقسوة" مع كل من يتعمد إشعال الحرائق. كما أعلنت الجزائر استعدادها لوجستيا لمواجهة موسم الحرائق هذا العام وأعلنت عزمها استئجار طائرات إطفاء بانتظار اقتناء 6 أخرى يجري التفاوض بشأنها مع مصنّعين.
ولدى وصول طائرة إخماد الحرائق الروسية إلى مطار هواري بومدين الدولي قال وزير الداخلية كمال بلجود في تصريح للصحافة المحلية إن "حرائق الغابات  التي شهدتها الجزائر العام الماضي بينت أن البلاد لا تملك الوسائل الكافية لمواجهة مثل هذه الحرائق ذات الحجم الاستثنائي". وأضاف أن الطائرة استؤجرت لمدة ثلاثة أشهر من 15 يونيو/ حزيران إلى 15 يوليو/ سبتمبر المقبل.

وارتفعت التحذيرات في الآونة الأخيرة مع ارتفاع درجات الحرارة التي بلغت مستويات قياسية، وقال المسؤول في الأرصاد الجوية صالح صحابي عابد ان درجات الحرارة المسجلة هذه الأيام على مستوى أغلب مناطق البلاد تفوق المعدلات الفصلية وراجعة إلى تسجيل كتل هوائية ساخنة مرتبطة بالتغيرات المناخية.