الجيش الأميركي يدمر منظومة دفاع جوي حوثية

السفن العسكرية في البحر الأحمر لم تتأثر بهجمات الطائرات بدون طيار أو الصواريخ التابعة للحوثيين، بينما ليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستغير نهجها العسكري.

صنعاء - أعلن الجيش الأميركي تدمير أنظمة للدفاع الجوي وللطائرات المسيرة تابعة للحوثيين في منطقة البحر الأحمر، وذلك دون تسجيل وقوع إصابات أو أضرار للسفن التجارية والأميركية وسفن التحالف، وذلك بعد أن اتخذت هجمات الحوثي تصعيدا خطيرا السبت الماضي بمقتل طاقم سفينة تجارية في أول حادثة من نوعها.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في منشور على منصة أكس إن قواتها دمرت منظومة دفاع جوي وصاروخين جاهزين للإطلاق ومحطة تحكم أرضية في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن ومنظومة للطائرات المسيرة التي يطلقها الحوثيون من اليمن على البحر الأحمر.

وأفاد الحوثيون في اليمن الأحد إنهم أطلقوا صواريخ وطائرات مسيرة على سفن بريطانية وأميركية وإسرائيلية في أحدث الهجمات ضمن حملة لاستهداف السفن لإظهار الدعم للفلسطينيين في الحرب على غزة. بينما ذكرت القيادة المركزية الأميركية الأحد إن صاروخا باليستيا مضادا للسفن أطلق من منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه خليج عدن، دون أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار للسفن الولايات المتحدة أو التحالف أو السفن التجارية.

وتعطل هجمات الحوثيين حركة الشحن العالمي عبر قناة السويس، مما أجبر شركات على تغيير المسارات إلى رحلات أطول وأكثر تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية. وتشن الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات على أهداف للحوثيين في اليمن.

واتخذت هجمات الحوثيين منحى أكثر خطورة السبت الماضي، حيث صرح مسؤول أميركي لشبكة "سي.إن.إم" الأميركية إن هجومًا صاروخيًا للحوثيين على سفينة تجارية في خليج عدن أدى إلى مقتل أفراد الطاقم، وهي المرة الأولى التي يسقط فيها قتلى جراء هجمات مستمرة على السفن العابرة للبحر الأحمر تنفذها الجماعة المسلحة المدعومة من إيران.

وأكد مسؤول أميركي آخر وقوع ضحايا في الهجوم على السفينة، لكنه امتنع عن تقديم المزيد من التفاصيل. وقال المسؤول الأول إن السفينة مهجورة منذ ذلك الحين.

وتمثل هذه الضربة تصعيدًا كبيرًا لهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، والتي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول ردًا على الحرب الإسرائيلية في غزة.

وأطلق الحوثيون أكثر من 45 هجومًا صاروخيًا وطائرات بدون طيار ضد السفن البحرية التجارية والأميركية وقوات التحالف العاملة في البحر الأحمر، وفقًا لمسؤولين أميركيين وغربيين، وقد اعترضت مدمرات أميركية وأخرى تابعة للتحالف معظمها أو هبطت في المياه دون أن تسبب أي ضرر.

وحتى الآن، لم تتأثر أي سفن عسكرية بطائرات بدون طيار أو صواريخ تابعة للحوثيين، وفقًا للمتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الرائد بيت نجوين. لكن نجوين قال إن أكثر من 12 سفينة تجارية، بما في ذلك عدة سفن أميركية، تعرضت للقصف منذ أكتوبر/تشرين الأول.

كما نفذت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أربع جولات من الضربات ضد أهداف الحوثيين داخل اليمن منذ يناير/كانون الثاني، حيث ضربت أهدافًا بما في ذلك مرافق تخزين الأسلحة، ومنشآت تخزين الصواريخ، والأنظمة الجوية بدون طيار للهجوم في اتجاه واحد، وأنظمة الدفاع الجوي، والرادارات، والمروحيات التي يستخدمها الحوثيون.

وشنت قوات القيادة المركزية الأميركية بانتظام ضربات ديناميكية ضد صواريخ الحوثيين التي كانت تستعد للانطلاق من داخل اليمن.

ومع ذلك، تكافح إدارة بايدن لوقف الهجمات، وتواصل الجماعة تحصين مخزونها من الأسلحة داخل اليمن، وقالت نائب المتحدث باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، الأسبوع الماضي، بعد ساعات من قيام الحوثيين بضرب سفينة شحن أخرى في خليج عدن بصواريخ باليستية "نحن نعلم أن الحوثيين يحتفظون بترسانة كبيرة. إنهم لديهم أسلحة متطورة، وذلك لأنهم مستمرون في الحصول عليها من إيران".

وليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستغير نهجها العسكري بشكل أكبر.
وقال أحد كبار مسؤولي الدفاع، في إشارة إلى الحوثيين: "إنهم يواصلون مفاجأتنا". "ليس لدينا فكرة جيدة عما لا يزال لديهم".

وعلى الرغم من الوجود القوي للولايات المتحدة وقوات التحالف في البحر الأحمر، الذي يضم حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور والعديد من المدمرات الأميركية، فقد تسببت هجمات الحوثيين في انخفاض كبير في عدد السفن التي تمر عبر قناة السويس.

ويربط الممر البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، مما يسمح للسفن بقطع آلاف الأميال عن طرق الشحن بدلا من الإبحار حول أفريقيا. وفي النصف الأول من فبراير/شباط، شهدت قناة السويس انخفاضًا بنسبة 42 بالمئة في العبور الشهري وانخفاضًا بنسبة 82 بالمئة في حمولة الحاويات عن ذروتها في عام 2023، وفقًا للأمم المتحدة.