الجيش الاسرائيلي يكثف عملياته في مستشفيات غزة

إسرائيل تقول إن حماس وجماعات مسلحة أخرى تستخدم المستشفيات في غزة كقواعد لها ووزعت مقاطع فيديو وصورا تدعم هذا الادعاء.

القاهرة – يتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الأحد، وقُتل 77 شخصاً على الأقل ليل السبت الأحد في الغارات الإسرائيلية، فيما أفاد الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارة جوية على مركز قيادة تديره حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في باحة مستشفى الأقصى في قطاع غزة.

وقال الجيش “تم قصف مركز القيادة والإرهابيين بدقة، بهدف تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين في منطقة المستشفى”. وأضاف أن “مبنى مستشفى الأقصى لم يتضرر ولم يتأثر العمل فيه”.

وعلى الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، إلّا أنّ القتال لم يتوقّف في القطاع المحاصر والمدمّر، حيث بلغت حصيلة القتلى 32782 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، كما تهدد المجاعة سكّانه البالغ عددهم 2.4 مليون شخص فيما تدخل المساعدات الإنسانية التي تخضع لرقابة من الجانب الإسرائيلي، بكميات قليلة إليه.

ومنذ بداية الحرب، تمّ التوصّل إلى هدنة واحدة لمدّة أسبوع في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، سمحت بالإفراج عن حوالي مئة رهينة، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل.

وفي انتظار تحقيق اختراق جديد في هذا الإطار، يتواصل القتال في القطاع الفلسطيني خصوصاً في محيط عدد من المستشفيات التي أصبح معظمها خارج الخدمة، والتي يتهم الجيش الإسرائيلي مقاتلي حماس بالاختباء فيها.

وأعلن الجيش السبت قتل عدد من المقاتلين من بينهم قيادي في الحركة الفلسطينية في “العملية” التي ينفّذها منذ 14 يوماً في مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة، والذي يعدّ الأكبر في القطاع.

وأشار الجيش الأحد إلى أنه اكتشف “الكثير من الأسلحة المخبّأة في الوسائد والأسرة” وحتى في أسقف المجمّع.

من جهتها، أفادت الحركة بأنّ 107 مرضى لا يزالون “محتجزين” في المستشفى، بينما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنّه لا يزال هناك مئة مريض و50 عاملاً صحياً.

كذلك، أفادت حركة حماس بأنّ القوات الإسرائيلية تتواجد في مجمّع مستشفى ناصر في جنوب قطاع غزة، فيما ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ عمليات تجري في مستشفى الأمل الواقع في جنوب القطاع أيضاً.

من جهته، أشار مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، إلى أنّ هذا المستشفى يعدّ المؤسسة “الوحيدة المتاحة للحالات الحرجة”، ولكنّه يواجه حالياً نقصاً في الدم.

وأضاف الجيش الإسرائيلي إن القوات العاملة في مجمع الشفاء قتلت مسلحين كانوا يحصنون المنطقة. وتابع أن “طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قصفت عدة مجمعات تستخدم لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات ويعمل منها قناصون” في حي الرمال بالقرب من الشفاء.

كما ذكر أن القوات قتلت 15 مسلحا وسط قطاع غزة وعددا آخر في خان يونس، بما في ذلك بالقرب من مستشفى الأمل.

وتقول إسرائيل إن حركة حماس وجماعات مسلحة أخرى تستخدم المستشفيات في غزة كقواعد لها، ووزعت مقاطع فيديو وصورا تدعم هذا الادعاء. وتنفي حماس والطاقم الطبي وجود أي مسلحين داخل المنشآت الطبية، متهمين إسرائيل بقتل واعتقال المدنيين.

وأفاد مسؤولو صحة فلسطينيون إن غارة جوية إسرائيلية قتلت تسعة في بني سهيلا قرب خان يونس، بينما قتلت غارة جوية أخرى أربعة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.

وفي دير البلح، أصابت غارة جوية إسرائيلية عدة خيام داخل مستشفى شهداء الأقصى، مما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة عدد آخر، بما في ذلك بعض الصحافيين. وأفادت وزارة الصحة في القطاع إن القوات الإسرائيلية واصلت العمليات داخل مستشفى الشفاء في مدينة غزة.

 وقال سكان يعيشون في مكان قريب إن القوات الإسرائيلية دمرت أحياء سكنية بالقرب من مجمع الشفاء.

وصرح أبو مصطفى (49 عاما) “طلعت من البيت أجيب علاج من الصيدلية شفت شغلات كسرت قلبي، شوارع كاملة بالمباني اللي عليها اختفت”. كما قال لرويترز عبر الهاتف من مدينة غزة “هاي مش حرب، هاي إبادة جماعية”.

ومثل بقية سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يكابد أبو مصطفى، وهو أب لستة، لتوفير الطعام لأسرته في شمال القطاع، حيث حذرت الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة.

وقال “بيكفي اللي صار فينا، بننام وبنصحى نحلم في وقف إطلاق نار ينهي الحرب ويحفظ أرواح الناس اللي ضايلة (باقية) في غزة”، رافضا ذكر اسمه خوفا من الانتقام الإسرائيلي.

وأمر قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوم الخميس إسرائيل التي تتهمها جنوب أفريقيا بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة باتخاذ كل الإجراءات الضرورية والفاعلة لضمان دخول الإمدادات الغذائية الأساسية لسكان القطاع.