الحرب والفقر ينتزعان أطفال اليمن من مقاعد الدراسة

منظمة اليونيسف تقدر عدد الأطفال اليمنيين الذين لا يرتادون المدارس بأكثر من مليوني طفل، أي بزيادة تقارب نصف مليون طفل منذ بدء النزاع.
أطفال يمنيون يفتروش العراء ليتلقوا الدروس بجانب مدارسهم المدمرة
الكتاب المدرسي لا يصل إلى تعز بسبب الحصار المفروض من الحوثيين
مدارس صنعاء تفتح أبوابها لأول مرة منذ سبع سنوات
تعز (اليمن)

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن اليمن يواجه مع بدء العام الدراسي الجديد، "أزمة تعليمية حادة"، مشيرة إلى أن "النزاع والانقطاع المتكرر في التعليم في جميع أنحاء البلاد وتفتت نظام التعليم أثرت بشكل عميق على التعلّم وبشكل عام على التطور المعرفي والعاطفي، وعلى الصحة النفسية لـ10,6 مليون طفل في سن الدراسة في اليمن".
وقدرت اليونيسف أن هناك "أكثر من مليوني طفل خارج المدارس، بزيادة تقارب نصف مليون منذ بدء النزاع ".
ويدور نزاع مسلح في اليمن منذ عام 2014 بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات الحكومة التي يساندها تحالف عسكري بقيادة السعودية. 
وأفادت تقارير أممية أن الحرب تسببت بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها.
وأشارت يونيسيف إلى أن "النزوح المتعدد وبُعد المدارس ومخاوف السلامة والأمن بما في ذلك مخاطر المتفجرات، والافتقار إلى المدرّسات، ومرافق المياه والصرف الصحي، عوامل تزيد من أزمة التعليم".
وأفادت وكالة فرانس برس للأنباء أن تردي الأوضاع الاقتصادية يدفع الكثير من الأطفال للعمل لمساعدة أسرهم في بلد تتهدده المجاعة، بدلا من الانضمام لأقرانهم على مقاعد الدراسة مع بدء العام الدراسي الجديد.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم في اليمن في يوليو/ تموز الماضي، عن موعد انطلاق العام الدراسي الجديد في جميع المراحل الدراسية، وحددته بيوم السابع من أغسطس/ آب الجاري.
وأضافت الوكالة أن واحدة على الأقل من كل أربع مدارس غير صالحة للاستخدام بسبب النزاع الدائر منذ سبع سنوات.

إقامة حواجز ترابية في تعز لحماية الطلاب من نيران القناصة الحوثيين 

ورصدت توجه الطلاب إلى مقاعدهم الدراسية في محافظة الحديدة المطلة على ساحل البحر الأحمر، في مناطق يتهددها خطر الألغام الذي تسبب بمقتل العديد من الأطفال في الأشهر الأخيرة.
وافترش الطلاب الأرض في العراء بجانب مدرستهم المدمرة لتعم القراءة والكتابة، فيما حمل آخرون كتبهم بأكياس بلاستيكية.
وفتحت المدارس في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين أبوابها أمام آلاف الطلاب الذين استأنفوا الدراسة هذا العام بعد انقطاع استمر منذ بداية الحرب، مستفيدين من الهدنة المبرمة منذ الثاني من أبريل/ نيسان المنقضي.
وسمحت الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة، بوقف الأعمال العدائية واتخاذ تدابير تهدف إلى التخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للسكان، في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وفي تعز توجه الأسبوع الماضي أكثر من 500 ألف تلميذ وتلميذة إلى مقاعدهم الدراسية في ظروف قاسية.
ويقول مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز عبد الواسع شداد لفرانس برس، إن الحصار "تسبب في إعاقة الكثير من الطلاب ووصول المستلزمات الدراسية الرئيسية ومنها الكتاب المدرسي"، مضيفا أن وصول الكتاب المدرسي من محافظة عدن إلى هنا يكلف ضعف قيمته نتيجة لوعورة الطرق وصعوبة الوصول إلى هذا المكان".
وتقام حواجز ترابية لحماية الطلاب من الاستهداف أثناء ذهابهم إلى المدرسة حيث يواجهون نيران القناصة بين الحين والآخر، والتي يمكن أن تصيبهم حتى وهم يستقلون الحافلة.
وتخضع تعز التي تحيط بها الجبال ويسكنها نحو 600 ألف شخص، لسيطرة القوات الحكومية، لكن المتمردين يحاصرونها منذ سنوات، ويقصفونها بشكل متكرر، الأمر الذي جعلها إحدى أكثر المدن تأثرا بالحرب.
وتتذمر العائلات من مضاعفة تكاليف النقل أربع مرات بسبب حواجز الطرق والتحويلات العديدة التي تساهم أيضا في تعقيد إيصال المساعدات الإنسانية وتحرم العديد من اليمنيين من الانتفاع بالخدمات الأساسية.