الحرس الثوري يحتجز ناقلتي نفط يونانيتين بالقوة المسلحة

أثينا تتهم طهران بقرصنة ناقلتي نفط يونانيتين في مياه الخليج عبر عملية إنزال جوي من مروحيات، فيما تأتي هذه القرصنة على خلفية إعلان اليونان أنها ستسلم الولايات المتحدة نفطا إيرانيا كان على متن ناقلة تحتجزها.
العملية الإيرانية تعتبر تهديدا لأمن الملاحة البحرية
اليونان تدعو مواطنيها إلى تجنب السفر إلى إيران
 تسعة يونانيين ضمن طاقمي السفينتين المحتجزيتين

طهران - احتجزت إيران الوم الجمعة ناقلتي نفط يونانيتين في عملية قرصنة بحرية في مياه الخليج ردا على احتجاز اليونان ناقلة نفط إيرانية بعد أن أبلغتها واشنطن أنها خاضعة للعقوبات الأميركية بينما سيتم نقل شحنة النفط المصادرة إلى الولايات المتحدة. وقيام الولايات المتحدة بمصادرة شحنة نفط كانت تنقلها

وتأتي هذه خطوة وسط توتر مع أثينا على خلفية إعلان الأخيرة أنها ستسلّم الولايات المتحدة، نفطا إيرانيا كان على متن ناقلة تحتجزها.

وسارعت اليونان إلى اتهام إيران بـ"القرصنة"، داعية مواطنيها إلى تجنب السفر إلى الجمهورية الإسلامية.

ويشكل تصدير النفط أحد المجالات المشمولة بالعقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على إيران، لاسيما تلك التي أعادت واشنطن فرضها بعد انسحابها الأحادي من الاتفاق النووي في 2018. وسبق لأميركا أن أعلنت مرارا توقيف ناقلات تحمل نفطا إيرانيا، وهو ما تعتبره طهران مخالفا للقانون الدولي.

والجمعة، أعلن الحرس الثوري أن بحريته "أوقفت اليوم ناقلتي نفط يونانيتين بسبب مخالفات ارتكبتهما" في ما تسميه طهران بـ"الخليج الفارسي"، وذلك في بيان مقتضب نشره موقعه "سباه نيوز"، لكنه لم يحدد طبيعة المخالفات وهي العبارة التي تستخدمها إيران عادة عند قيامها بعمليات قرصنة بحرية كتلك التي حدثت مع ناقلة نفط كورية جنوبية في العام الماضي ومع ناقلة النفط البريطانية 'ستينا إمبيرو' في العام 2019.

وأوضحت الخارجية اليونانية أن العملية شاركت فيها مروحيات قامت بإنزال عناصر مسلّحين على متن ناقلتي النفط، مشيرة إلى أن إحدى الناقلتين "دلتا بوسايدون" كانت تبحر في المياه الدولية، في حين كانت الثانية التي لم تذكر اسمها، موجودة على مقربة من السواحل الإيرانية.

وأفادت أن تسعة يونانيين هم ضمن طاقمي السفينتين، رافضة تحديد عدد البحارة الآخرين على متنهما، مؤكدة أن أثينا أبلغت الاتحاد الأوروبي والمنظمة البحرية الدولية بالحادث.

وأتى الإعلان عن احتجاز السفينتين بعد ساعات من طلب الخارجية الإيرانية الإفراج عن ناقلة نفط أعلنت اليونان أنها ستسلّم حمولتها للولايات المتحدة بناء على طلب القضاء الأميركي.

واستدعت الخارجية الإيرانية الجمعة القائم بأعمال السفارة السويسرية التي ترعى المصالح الأميركية في طهران، في ظل انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين منذ 1980.

وقالت الخارجية إنها أبلغت القائم بالأعمال "قلق واحتجاج الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشديد على استمرار الانتهاك الواضح للقوانين والمعايير الدولية لقانون البحار والاتفاقات الدولية ذات الصلة، وخاصة مبدأ حرية الملاحة والتجارة الدولية الحرة من قبل الإدارة الأميركية".

كما شددت على ضرورة "الرفع الفوري للحجز عن السفينة وشحنتها"، من دون أن تحدد اسمها أو طبيعة ما تحمل.

للحرس الثوري الإيراني سوابق في احتجاز ناقلات نفط أجنبية
للحرس الثوري الإيراني سوابق في احتجاز ناقلات نفط أجنبية

وفي 19 أبريل/نيسان احتجزت السلطات اليونانية قبالة جزيرة إيفيا ناقلة النفط "بيغاس" (تغيّر اسمها بعد أيام إلى "لانا") التي ترفع العلم الروسي، وذلك تنفيذا لعقوبات صادرة من الاتحاد الأوروبي على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي بيانها الجمعة، أكدت الخارجية الإيرانية أن السفينة "تابعة لسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، إلا أن موقع "مارين ترافيك" المتخصص في تتبع حركة الملاحة البحرية، أشار إلى أن السفينة لا تزال قانونا تحت العلم الروسي حتى بعد تغيير اسمها، فيما أفادت التقارير بأنّ الناقلة محمّلة بـ115 ألف طنّ من النفط الإيراني.

وأكدت السلطات اليونانية الأربعاء أنها ستنقل الحمولة إلى واشنطن بناء على طلب القضاء الأميركي، في خطوة اعتبرتها طهران دليلا على "القرصنة".

وأكد مصدر في خفر السواحل اليوناني لوكالة الجمعة أن نقل الحمولة إلى سفينة تحمل علم ليبيريا بدأ اليوم الجمعة وسيستغرق "بضعة أيام".

وكان تصدير النفط يعد من أبرز موارد إيران قبل العام 2018، حين انسحبت الولايات المتحدة أحاديا من الاتفاق الدولي بشأن ملف طهران النووي، وأعادت فرض عقوبات قاسية عليها.

ويشكّل موضوع النفط نقطة تجاذب بين الجانبين، إذ تتهم واشنطن طهران بالتحايل على العقوبات لتصدير نفطها إلى دول مثل الصين وسوريا وفنزويلا.

وسبق لإيران أن احتجزت ناقلات كانت تعبر في مياه منطقة الخليج التي تضم مضيق هرمز، أحد أبرز الممرات المائية عالميا لتصدير النفط. واتهمت واشنطن التي يتخذ أسطولها الخامس من البحرين مقرا، طهران بالقيام بأعمال "عدائية" في الخليج.

في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أعلن الحرس الثوري الإفراج عن ناقلة فيتنامية بعد استعادة حمولتها من النفط العائد للجمهورية الإسلامية، إثر احتجازها لنحو أسبوعين على خلفية ما قال إنها كانت محاولة أميركية لمصادرة هذه المادة.

ونفت واشنطن في حينه ذلك، مشيرة إلى أن قواتها البحرية اكتفت بمراقبة قيام بحرية إيرانية بمصادرة ناقلة نفط ونقلها إلى مياهها الإقليمية.

وفي أبريل/نيسان 2021، أفرجت إيران عن ناقلة نفط ترفع علم كوريا الجنوبية احتجزتها في مياه الخليج في يناير/كانون الثاني من العام ذاته، عندما كانت طهران تضغط للإفراج عن أصول إيرانية بمليارات الدولارات مجمّدة بموجب العقوبات الأميركية.

وفي يوليو/تمّوز 2019، احتجز الحرس الثوري الناقلة النفطية "ستينا إمبيرو" التي ترفع علم بريطانيا أثناء عبورها مضيق هرمز. ولم تفرج السلطات الإيرانية عن السفينة إلا بعد شهرين.

وأتى احتجاز "ستينا إمبيرو" بعدما اعترضت بريطانيا قبالة سواحل جبل طارق ناقلة نفط إيرانية قبل أن تفرج عنها رغما عن الاعتراضات الأميركية.