الدبلوماسية المغربية تسقط غطاء المظلومية المزعومة عن الانفصاليين

أميناتو حيدر التي تقدم نفسها ناشطة صحراوية وتسترزق من ملف النزاع المفتعل في الصحراء المغربية تعترف بأن لا أحد في اسبانيا يهتم لأمرها حتى تلك الأحزاب والمنظمات التي كانت تدعم طروحات الانفصال.
الانفصالية أميناتو حيدر مهددة بالطرد من اسبانيا في أية لحظة
أحزاب ومنظمات اسبانية تراجع موقفها على وقع اعترافات دولية بمغربية الصحراء

مدريد - يبدو أن كثيرا من داعمي بوليساريو تحولوا من مربع التأييد لطروحات الانفصال إلى تفكير أكثر عمقا ووعيا على وقع دبلوماسية مغربية هادئة فككت أحزمة الدعم المفترض من خلال طرح منطقي وواقعي قابل للتحقيق ومن خلال دحض حجج ومبررات الطرف المقابل مع نجاح الرباط في اسقاط غطاء المظلومية الزائفة التي يروج لها الانفصاليون وفي مقدمتهم الانفصالية أميناتو حيدر.

وعملت الدبلوماسية المغربية طيلة السنوات الماضية على كشف زيف الادعاءات التي تروج لها شخصيات انفصالية كانت إلى وقت قريب تحظى بالظهور الاعلامي في المحافل الدولية وتقدم نفسها مدافعة عما تسميه "حق تقرير المصير" وهو العنوان الذي ترفعه جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر وتسوق له كحراك "تحرير وطني" ثبت مع مرور الوقت أنه حراك ميليشاوي.

وتتواجد حيدر التي تقدم نفسها ناشطة صحراوية وتتمعش من قضية النزاع في الصحراء المغربية من خلال ما تحصله من أموال دعم خارجية من جهات تدعم ما تسميه جبهة بوليساريو تقرير المصير، في اسبانيا في وضعية غير قانونية بعد أن رفضت مدريد تجديد إقامتها.

وقالت لوسائل إعلام اسبانية إنها معرضة للطرد في اية لحظة، معتبرة رفض الحكومة الاسبانية الاشتراكية بأنها ترفض تجديد إقامتها لأسباب سياسية وأن هذا الرفض جاء بايعاز من المغرب، بينما أعلنت محاميتها أن أسباب رفض تجديد الإقامة يتعلق بمخالفة أميناتو حيدر لشرط الإقامة مع تغيبها لفترات طويلة عن التواجد في اسبانيا في الفترة بين 2019 و2022.

وزعمت أن عدم تواجدها في اسبانيا يعود لأسباب تتعلق وقتها بتفشي فيروس كورنا وأنها ظلت في مدينة العيون المغربية بسبب إجراءات الغلق وتعليق الرحلات الجوية والقيود على التنقل بين البلدان.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2022 رفضت الجهات الاسبانية الحكومية نهائيا تجديد إقامتها بسبب مخالفتها لقانون الإقامة، ما يعرضها حاليا للطرد لأنها في وضعية غير قانونية.

وأقرت بأنها لم تعد تحظ بالدعم الذي كانت تتمتع به في السنوات الماضية وأن الأحزاب الاسبانية التي كانت تؤيدها انفضت تقريبا من حولها وأنها لم تعد تستأثر باهتمام أحد داخل اسبانيا.  

وادعت أن السلطات المغربية هي من يقف وراء منع تجديد إقامتها في اسبانيا بعد التقارب الكبير بين الرباط ومدريد واعتراف الأخيرة بمغربية الصحراء وبمقترح الحكم الذاتي سبيلا وحيدا لحل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.

وللمفارقة تحمل الناشطة المفترضة جواز سفر مغربي وتتنقل بحرية ولم تتعرض لأي مضايقات من قبل السلطات المغربية ولم يصدر عن الأخيرة أي قرار أو بلاغ للسلطات الاسبانية للمطالبة باتخاذ إجراءات بحقها.

 ويكشف هذا الأمر غطاء المظلومية الزائفة التي تدعيها أميناتو حيدر وتسويق انهاء اقامتها سياسيا لاستقطاب الدعم، لكنها اعترفت بأنها لا تتواصل مع أيا من الأحزاب والمنظمات التي كانت تدعمها وأن السياسيين في اسبانيا لم يأبهون لأمرها ولا يهتمون لـ"قضيتها" وأنها لم تعد تستأثر باهتمام أحد.

وتشير اعترافاتها إلى تحولات في مواقف عدد من الأحزاب والمنظمات الاسبانية ليس تماهيا مع موقف الحكومة الاشتراكية من مغربية الصحراء بقدر ما هو انكشاف زيف وادعاءات شخصيات انفصالية امتهنت الاسترزاق من ملف النزاع المفتعل.

ومع تواتر تقارير دولية حول تحويل بوليساريو أموال الدعم الإنساني المخصصة للصحراويين إلى جيوب قادة الانفصال واستئثارهم بمعظم تلك التمويلات وتمتعهم بإقامات فاخرة في الجزائر وخارجها بينما يئن سكان مخيمات تندوف تحت وطأة الفقر والقمع والمحسوبية، تراجع مستوى الاهتمام بالمزاعم التي تروج لها الجبهة الانفصالية وفي مقدمتها تقرير المصير.

وفي المقابل تتعاظم الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء وبمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الذي تطرحه الرباط حلا وحيدا للنزاع المفتعل وهو المقترح الذي يكتسب يوم بعد آخر زخما دوليا وإقليميا.

وتتركز المقارنات في الوقت الراهن لدى عدد من المنظمات والأطراف الدولية على الفرق بين منطق الدولة ومنطق العصابة، بين منطق البناء والتنمية ودفع جهود الاستقرار الذي يتبناه المغرب وبين منطق التخريب وتقويض الأمن الذي تنتهجه بوليساريو.

وتحاول أميناتو حيدر العودة للأضواء بعد أن خفت صوتها وطروحاتها التي شكلت مصدر دخل لها ولغيرها ممن يقدمون أنفسهم نشطاء صحراويون، مستثمرة قرار الحكومة الاسبانية رفض تجديد إقامتها لشن حملة على المغرب واتهامه بأنه هو من يقف وراء هذا القرار.

وهي من الشخصيات الانفصالية التي تمعشت لسنوات طويلة من قضية الصحراء، ما دفع مصادر محلية لاتهامها بالاسترزاق والرغبة في الظهور الإعلامي.

وكانت قد حصلت من السلطات المغربية على تعويضات مالية بعنوان جبر الضرر الفردي في إطار هيئة الإنصاف والمصالحة التي أطلقتها الرباط في بداية الألفية الثالثة برئاسة الراحل إدريس بنزكري وكانت أيضا تتمتع براتب شهري من الهيئة ذاتها التي كانت موظفة فيها. ثم عدلت بوصلتها إلى قضية الصحراء في تسعينات القرن الماضي لأنه مصدر دخل كبير ومورد تسترزق منه بالعملة الصعبة في ذروة سوء فهم كثير من الدول لأصل النزاع المفتعل وفي وقت كانت تلك الجهات تنظر إلى بوليساريو على أنها جبهة تحرير وطني بينما انكشفت حقيقتها تدريجيا كميليشيا مسلحة تمارس الإرهاب والترهيب والابتزاز تحت تلك عنوان التحرر.