الدعم السريع ترد على انتهاكات الجيش السوداني باستخدام مكثف للمسيرات

الجيش السوداني يحاول التغطية على قوة الهجوم في القضارف بالحديث عن تقدم في ولاية الجزيرة.
الدعم السريع باتت ترد على الخروقات من قبل الجيش السوداني
قوات الدعم قصفت لأول مرة مقرات تابعة الجيش وجهاز الأمن والمخابرات السودانية في القضارف
البرهان يتمسك بالقتال رغم خسائره المتتالية

الخرطوم - شهدت ولاية القضارف جنوب شرق العاصمة السودانية قصفا جويا الثلاثاء بمسيرات تابعة لقوات الدعم السريع لأول مرة منذ اندلاع الحرب في البلاد بينها وبين قوات الجيش منذ قرابة العام فيما فهم ذلك أنه إشارة بعودة قوات الدعم للرد على انتهاكات الجيش مع قرب انتهاء الهدنة خلال شهر رمضان وفق القرار الأممي.
وأفاد مسؤول أمنى وشهود عيان في الولاية أن المسيّرات قامت بقصف مقرات تابعة الجيش وجهاز الأمن والمخابرات السودانية فيما قال مسؤول أمني إن "مسيرة قصفت مقر جهاز الأمن والمخابرات وسط المدينة ولكنها لم تحدث اضرارا".
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم إيراد اسمه أنه "قصفت مسيرة أخرى المنطقة (الواقعة) أمام مقر الجهاز القضائي المجاور لمبنى جهاز الأمن".
وفي الوقت نفسه أفاد شهود عيان في الولاية التي تبعد حوالي 450 كيلومترا شرق العاصمة الخرطوم عن قيام مسيرة ثالثة بقصف مقر الجيش في القضارف، من دون الإشارة إلى وقوع خسائر، فضلا عن "اصوات كثيفة للمضادات الأرضية".
كما أكد مسؤول عسكري تعرض مقر الفرقة الثانية للجيش السوداني بمنطقة "الفاو" بالولاية للقصف. وتبعد المنطقة نحو 25 كيلومترا عن المنطقة التي تشهد حاليا اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والدعم السريع على الحدود بين ولايتي القضارف والجزيرة.

وكانت قوات الدعم قالت الأحد في حسابها على اكس "قضت قوات الدعم السريع مساء اليوم الأحد، على متحرك لمليشيا البرهان وعناصر النظام البائد الإرهابية وأتباعهم من مرتزقة الحركات على تخوم منطقة الفاو بولاية القضارف، وكبدت العدو، خسائر فادحة في الأرواح بالمئات ومثلهم من الأسرى والجرحى، واستولت على أعداد كبيرة من العتاد الحربي منه عدد 67 عربة قتالية بكامل عتادها العسكري وحرق نحو عشرين عربة قتالية، وتدمير عدد 2 دبابة واستلام 3 دبابة".

وأعرب قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان مساء اليوم الثلاثاء عن تمسكه باستمرار القتال ضد قوات الدعم السريع حتى "طرد آخر متمرد".

وقال في خطاب للشعب بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك الأربعاء "عازمون وماضون سويا في طريق الشهداء حتى طرد آخر متمرد وخائن من أرضنا وتطهير كل بقعة دنسها التمرد" ورأى أن "النصر يقترب أكثر كل يوم بفضل وحدة وتلاحم الشعب مع قواته المسلحة".
وشدد على أنه لا عودة إلى ما قبل 15 أبريل/نيسان 2023، ولا عودة إلى ما قبل 25 أكتوبر/تشرين الأول 2022.

وفي محاولة للتقليل من تأثير تلك العمليات النوعية قال مسؤول عسكري ان قوات الجيش "أحرزت تقدماً في اتجاه غرب مدينة ود مدني (عاصمة ولاية الجزيرة) وصارت على بعد حوالي 10 كيلومترات منها" فيما تنفي قوات الدعم معظم هذه المعطيات وتعتبرها محاولة للتغطية على الخسائر التي تتكبدها قوات الجيش.
كما تدور مواجهات عنيفة بين الجانبين، بحسب ما قال المسؤول، في الاتجاهين الشرقي والجنوبي لود مدني عاصمة ولاية الجزيرة والتي أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها عليها نهاية العام الماضي.
وفي إقليم دارفور غرب البلاد، أفاد شهود عيان عن توجيه الطيران الحربي ضربات في مدن نيالا عاصمة جنوب دارفور والضعين عاصمة شرق دارفور والفاشر عاصمة شمال دارفور ليل الاثنين الثلاثاء.
وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن الأسبوع الماضي عن وصول بعض مواد الإغاثة إلى إقليم دارفور للمرة الأولى منذ أشهر عبر الحدود مع تشاد، إلا أنه كرر التحذير من تفاقم كارثة الجوع في البلاد.
وبحسب البرنامج التابع للأمم المتحدة، وصلت إلى مناطق في دارفور نهاية الشهر الماضي قافلتا مساعدات كانتا محملتين مواد غذائية يستفيد منها نحو 250 ألف شخص يعانون من الجوع الحاد.
وأدى القتال منذ 15 نيسان/أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، الرجل الثاني السابق في السلطة العسكرية، إلى مقتل آلاف الأشخاص. كما أسفر عن نزوح نحو ثمانية ملايين آخرين، لجأ أكثر من 1,5 مليون منهم إلى الدول المجاورة، بحسب الأمم المتحدة. ووفقا للأمم المتحدة، أصبحت 70 في المئة من المرافق الصحية في السودان خارج الخدمة.
وتسبب النزاع بكارثة إنسانية، إذ يحتاج حوالى 25 مليون شخص، أي ما يعادل أكثر من نصف السكان، إلى المساعدات، بينهم نحو 18 مليونا يواجهون انعداما حادا للأمن الغذائي، وفق بيانات الأمم المتحدة. ويُتهم طرفا النزاع بارتكاب جرائم حرب، بما فيها استهداف مدنيين وقصف عشوائي لمناطق سكنية ونهب المساعدات وعرقلة وصولها.