السعودية تشد أزر لغة الضاد بـ'الغناء بالفصحى'

المهرجان الترفيهي الجديد يأتي تحقيقا لأهداف 'رؤية السعودية 2030' في دعم اللغة العربية ونشرها وبرنامج 'جودة الحياة' الموجه لمحبي الموسيقى الأصيلة بشكل عام.

الرياض – عززت وزارة الثقافة السعودية روزنامتها الترفيهية والغنائية بمهرجان جديد يهتم بتعزيز ارتباط الجمهور باللغة العربية تحت عنوان مهرجان "الغناء بالفصحى".

والحدث الذي انطلق نهاية الاسبوع في المملكة وكان يفترض ان يستمر لغاية الجمعة بحفل للعراقي كاظم الساهر، علق حتى يوم الاثنين.

وعلى الرغم من أن وزارة الثقافة السعودية، لم تشر في بيانها إلى أسباب قرار تأجيل حفل الفنان كاظم الساهر، إلا أن هذا القرار  صدر بعد وفاة رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

والمهرجان الغنائي الذي اقتصر على يوم الخميس أحياه كبار المطربين العرب وقدموا خلاله مجموعة من الأغاني والقصائد المغناة بالفصحى.

وأقيم المهرجان الغنائي على مسرح أبوبكر سالم في منطقة رياض بوليفارد سيتي وشارك في الحفل الغنائي الأول الفنانون لطفي بوشناق وجاهدة وهبة وبدر حكيم، فيما كان مقررا ان يحيي  الفنان العراقي كاظم الساهر والفنانة زينة عماد الليلة الثانية من المهرجان.

وحظي ضيوف المهرجان على مدار اليوم الاول بتجربةٍ ممتعةٍ جمعت بين كلاسيكيات الفن، والعروض الغنائية الحديثة، ما يعزِّز من ارتباطهم باللغة العربية.

وطبقًا لبيان وزارة الثقافة السعودية فإن هذا الحدث الفني يأتي تحقيقاً لأهداف "رؤية السعودية 2030”" في دعم اللغة العربية ونشرها، وبرنامج "جودة الحياة"، ويستهدف محبي الموسيقى الأصيلة بشكلٍ عام، واللغة العربية الفصحى خاصةً.

وتولي المملكة العربية السعودية أهمية خاصة للعناية باللغة العربية والمحافظة عليها، وتأخذ على عاتقها مهمة النهوض بلغة الضاد وحمايتها من خلال استراتيجية عمل متكاملة، حيث يتجسد ذلك في المادة الأولى من دستورها الذي نص علي أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية، كما عززت رؤية المملكة هذا الاهتمام حينما تضمّنت إشارة مباشرة إلى ضرورة العناية باللغة العربية بوصفها جزءاً أساسياً من مكوّنات الهوية الوطنية السعودية.

وتحتل اللغة العربية المركز الرابع من حيث أكثر اللغات انتشارا في العالم حيث يتحدثها نحو 7 في المئة من سكان العالم، ورغم أنها كانت اللغة المستخدمة أكثر من قبل العرب في الماضي، في تأليف الأشعار والغناء والخطابة، إلا أنها تراجعت خلال العقود الماضية لتفسح المجال أمام اللهجات العامية، فحتى الشعراء صاروا يميلون إلى قصيدة النثر، وارتبط الغناءَ بالفصحى ارتباطاً وثيقاً بالأغاني الوطنية وأصبحَ لصيقاً بما يُسمّى "بالفن الهادف" أو "الموسيقى الملتزمة".

ونجد العربية الفصحى في الأناشيد الدينية أيضاً، فيما تقتصر بقية الأنماط الغنائية على لهجات محلية، ولا نجد مبادرات للغناء بالعربية الفصحى إلا من قلة قليلة من المطربين العرب ومن أشهرهم كاظم الساهر الذي يغني أشعارا بالفصحى، والفنان السعودي الشاب عبدالرحمن محمد الذي يختار أغنياته من القصائد العربية القديمة.

ووفق بيان الوزارة، يأتي هذا المهرجان الغنائي المتميز للغناء بالفصحى ضمن فعاليات موسم الرياض، الذي افتتحه الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة، بداية من يوم الثالث عشر من فبراير/شباط.

وقد بدأت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة في احتضان العديد من الفعاليات والمناسبات الترفيهية والغنائية التي تعزز وجود السعودية على خارطة الترفيه العربي والعالمي، وأبرزها موسم الرياض الذي حقق في نسخته للعام الماضي أرقامًا قياسية، وتخطى عدد زواره حاجز الاثني عشر مليون زائر.