السويداء تحذر دمشق من التصعيد مع استقدام تعزيزات عسكرية

الأجهزة الأمنية تمنع ضباط وعناصر قوات الجيش السوري من دخول محافظة السويداء خشية احتجازهم.

السويداء (جنوب سوريا) - أصدرت إحدى المرجعيات الأهلية في السويداء جنوب سوريا، بيانًا حذرت فيه الحكومة السورية والفصائل الموالية لإيران في المنطقة من أي تصعيد يستهدف المحافظة، في إشارة إلى اختطاف سكان المنطقة ضباطًا من قوات الجيش خلال الأسبوع الماضي وإطلاق سراحهم مقابل افراج دمشق عن شاب تم اعتقاله قبل ثلاثة أشهر والحديث عن وصول تعزيزات عسكرية للمحافظة.

وقالت “مضافة الكرامة” التي يقودها الشيخ ليث البلعوس، مساء الاثنين “إننا في مضافة الكرامة نحذر النظام السوري والميليشيات الإيرانية من أي رد فعل اتجاه الموقف المشرف الذي قام به أحرار جبل العرب”، وأضافت أن “رجال الشيخ الشهيد وحيد البلعوس” (مؤسس المضافة) سيردون أي اعتداء على محافظة السويداء.

ومنذ الأسبوع الماضي تستمر التعزيزات العسكرية إلى محافظة السويداء دون معلومات عن أسباب وجود هذه القوات العسكرية خصوصًا أن لا جبهات قتال في السويداء.

وهددت المضافة، دمشق في حال التصعيد بقولها “نحرم التعدي منا ونحرم التعدي علينا، ستزلزل المنطقة بأكملها من تحت أقدامكم حتى تصبحون رمادًا وكأنكم لم تكونوا سنقتلعكم من جذوركم اليابسة”.

ونشر موقع محلي تسجيلًا مصورًا يظهر عناصر وجنود من قوات الجيش السوري، إلى جانب آليات عسكرية على الطريق المؤدي للمحافظة، ودخل جزء منها إلى “الفوج 44” المتموضع في حرش بلدة قنوات.

وجاءت تحذيرات “مضافة الكرامة” بعد مرور ساعات على أخرى أطلقها الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري الاثنين، محذرا من أي تصعيد في المحافظة غداة تعزيزات عسكرية وصلت تباعًا نحو السويداء.

وجاء في بيان نشرته الصفحة الرسمية للرئاسة الروحية عبر فيسبوك، “نحن نحذر أي جهة كانت من أي تصعيد أو تحريك أو تخريب أو أذية مهما كان نوعها”.

وأضاف أن أبناء المحافظة “وطنيون مسالمون وهم عند اللزوم أهل للدفاع عن الوطن، وعن السلم والكرامة والحق في سبيل مستقبل أفضل”.

وعلى مدار الأيام الأربعة الماضية، دفعت قوات الجيش السوري بتعزيزات عسكرية نحو محافظة السويداء بعد توتر استمر لأيام على خلفية احتجاز ضابط كرد فعل على اعتقال طالب جامعي لانخراطه في الحراك السلمي المعارض في المحافظة. ومع انتهاء التوتر لم تتضح أسباب الدفع بتعزيزات عسكرية نحو المحافظة.

وبحسب "شبكة السويداء 24"، فإن مجموعات أهلية في المحافظة أفرجت الخميس، عن ثلاثة ضباط من النظام السوري كان قد جرى احتجازهم ردا على اعتقال الطالب الجامعي داني عبيد، الذي يدرس في جامعة تشرين بمحافظة اللاذقية الساحلية.

وأوضحت المصادر أن الضباط الثلاثة الذين تم الإفراج عنهم، هم العميد ركن مازن القصاص، والعميد محمود محمد، والملازم أويس فارس.

وكانت مجموعات أهلية قد أفرجت أيضا عن العقيد منار محمود، رئيس فرع الهجرة والجوازات في السويداء، بعد احتجازه لبضع ساعات صباح يوم الخميس، نتيجة تدخل وساطات عديدة في سبيل الإفراج عنه.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، أن بعض الأهالي في السويداء احتجزوا ضباط بقوات النظام، للضغط والإسراع بالإفراج عن عبيد.

وأشار إلى أنه في 25 أبريل/نيسان الحالي شهدت مناطق في السويداء توترا كبيرا، حيث أقدمت مجموعات أهلية على احتجاز عدد من ضباط قوات النظام بينهم ضابط برتبة عقيد وهو رئيس فرع الهجرة والجوازات.

كما انتشرت العديد من المجموعات على طريق دمشق – السويداء، في حين منعت الأجهزة الأمنية ضباط وعناصر قوات الجيش من دخول محافظة السويداء خشية احتجازهم.

وتعتبر السويداء منطقة فقيرة وغير قادرة على إقامة مشروعات مستقلة، حسب ما يقول سكان فيها، وكانت تعتمد في السابق على أموال المغتربين وحصاد المواسم الزراعية، في حين أسهمت القروض الصغيرة في تأسيس مشروعات بسيطة، خاصة قبل الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها سوريا عام 2011.

وبناء على ذلك يضطر الكثير من سكان تلك المحافظة إلى الذهاب إلى دمشق وغيرها من المناطق، طلبا للعمل أو الدراسة في إحدى الجامعات أو للعلاج، وليس انتهاء بضرورة السفر عبر المطارات في دمشق أو حلب أو اللاذقية.

وما حدث مع الطالب، داني عبيد يتكرر فعلا مع بعض أبناء محافظة السويداء في كل فترة، وبالتالي تحدث ردود الفعل نفسها من أهالي المعتقلين.

ويقول ناشطون حقوقيون أن فقدان الثقة بالسلطة وبنزاهة القضاء أغلق كل أبواب الحلول القانونية والسلمية في وجه المتظاهرين مما أجبرهم على احتجاز ضباط في الجيش السوري والشرطة. وأكدوا أن هذا الخيار كان الوحيد المتاح لإطلاق سراح الطالب عبيد، الذي اعتقل بسبب مشاركة منشور في موقع فيسبوك، أي أنه لم يُعتقل لارتكابه مخالفة أو جنحة.