السياحة العالمية تتجاوز ارتدادات جائحة كورونا

الأمم المتحدة تتوقع تعافي السياحة العالمية بالكامل خلال العام الحالي، مرجحة عودتها إلى مستوى ما قبل الوباء.

مدريد - كشفت منظمة السياحة العالمية، الجمعة، عن توقعاتها بأن تتعافى السياحة العالمية خلال العام الحالي بالكامل من تداعيات جائحة كورونا، مرجحة أن يزيد عدد السياح الدوليين باثنين في المئة مقارنة بعام 2019.

وقال الأمين العام لمنظمة السياحة زوراب بولوليكاشفيلي في بيان إن "أحد بيانات منظمة السياحة العالمية تسلّط الضوء على قدرة السياحة على المقاومة وانتعاشها السريع".

ويحمل البيان توقعات للعام 2024، بمستوى نشاط أعلى بنسبة 2 في المئة مما كانت عليه في العام 2019.

وأعلنت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن عدد السياح الدوليين سيتجاوز بشكل طفيف في العام 2024 مستواه قبل الوباء، بفضل انتعاش القطاع في آسيا، وذلك رغم التوترات الدولية، خصوصا في الشرق الأوسط.

ولفتت المنظمة الأممية التي تتخذ من مدريد مقرا إلى أن 1.3 مليار سائح سافروا إلى الخارج العام الماضي، أي أكثر بنسبة 44 في المئة مقارنة بالعام 2022. ويُعادل هذا الرقم 88 في المئة من مستوى العام 2019، أي العام الذي يسبق الجائحة.

ووفقا لتقرير المنظمة، بلغت مساهمة قطاع السياحة في الاقتصاد العالمي في العام الماضي نحو 3.3 تريليون دولار.

ففي 2023، استعاد الطلب على السفر في أوروبا وأفريقيا تقريبا مستويات ما قبل الجائحة، فيما تجاوزها في منطقة الشرق الأوسط.

وجاء هذا الانتعاش مدفوعا بزخم قوي في الشرق الأوسط، حيث تجاوز عدد السياح الوافدين مستواهم في العام 2019 بنسبة 22 في المئة، وأيضا في أوروبا التي تعد الوجهة السياحية الرائدة في العالم، حيث وصل النشاط السياحي إلى 94 في المئة من مستواه قبل الوباء.

وحققت بعض الوجهات السياحية مثل دول جنوب أوروبا المطلة على البحر المتوسط ومنطقة البحر الكاريبي ودول أميركا الوسطى وشمال أفريقيا إنجازا في استقطاب عدد أكبر من السياح الدوليين في العام الماضي بالمقارنة مع 2019.

وأشارت المنظمة في بيان إلى أن تعافي السياحة كان أضعف في آسيا، حيث بلغ عدد السيّاح الدوليين 65 في المئة من العام 2019، على الرغم من رفع القيود الصحية قبل عام في الصين، بعد ثلاث سنوات من سياسة "صفر كوفيد".

وأضافت المنظمة في تقرير أن "زيادة عدد الرحلات الجوية وتعافي الأسواق الآسيوية سيتيحان عودة كاملة لأنشطة السياحة في أنحاء العالم هذا العام، رغم أن الاضطراب في الشرق الأوسط ومناطق أخرى يشكل خطرا لأنه يؤثر على رغبة الأفراد في السفر".

وتتوقع المنظمة أن تنتعش السوق الصينية في 2024 بعد أن أتاحت الحكومة لمواطني فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا وماليزيا السفر دون تأشيرة حتى أواخر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إضافة إلى تسهيل سفر الصينيين إلى مناطق أخرى من العالم.

غير أن هذه التوقعات تتأثر بـ"تطور المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية"، خصوصا في الشرق الأوسط، حيث من المتوقع أن تعاني السياحة من عواقب الصراع بين إسرائيل وحماس، وتطور الظروف الاقتصادية.

وحذرت منظمة السياحة العالمية من أن "التضخم المستمر وارتفاع أسعار الفائدة وتقلب أسعار النفط، والاضطرابات" التي تسببها "للتجارة، يمكن أن تستمر في التأثير على تكاليف النقل والإقامة" خلال العام الحالي.