الصين والسعودية تكثفان الجهود لاحتواء التوتر في الشرق الأوسط

وزير الخارجية الإيراني يؤكد لنظيره الصيني رغبة بلاده في التهدئة بعد قصفها غير المسبوق لإسرائيل.
بكين تثمن تأكيد الرياض على حل مسألة الهجوم على السفارة الإيرانية عبر السبل الدبلوماسية
الصين تعتقد أن ايران قادرة على المضي في التهدئة وعدم التصعيد
العلاقات الصينية الاسرائيلية تمر بمرحلة من البرود ما يجعل التأثير الصيني على الدولة العبرية ضعيفا

بكين - قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظيره السعودي  الأمير فيصل بن فرحان خلال مكالمة هاتفية إن بلاده مستعدة للعمل مع المملكة لتجنب المزيد من التصعيد في المواجهة الجارية بالشرق الأوسط حيث يرى مراقبون أن البلدين يمكن لهما لعب دور هام لإعادة الاستقرار نظرا لعلاقتهما بإيران وكذلك قدرة الرياض على التأثير في السياسات الأميركية لوقف أي تصعيد إسرائيلي في المستقبل.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) إن بكين تثمن تأكيد السعودية على حل مسألة الهجوم على السفارة الإيرانية في سوريا عبر السبل الدبلوماسية.
ولعبت بكين دورا كبيرا في إعادة العلاقات بين طهران والرياض ويمكن وفق مراقبين ان تلعب دورا هاما الى جانب المملكة الدولة المؤثرة في الشرق الاوس لإحلال السلام وتجنيب المنطقة تداعيات حرب شاملة يرى مراقبون أنها تلوح في الأفق.
وليست هنالك علاقات بين إسرائيل والسعودية فيما تعتقد ان العلاقات الصينية الإسرائيلية تمر بمرحلة من البرود بسبب مواقف بكين من الحرب في قطاع غزة.
وأعلنت السلطات الصينية الثلاثاء أنّ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أكدّ لنظيره الصيني خلال مكالمة هاتفية رغبة طهران بـ"التهدئة" بعد قصفها غير المسبوق لإسرائيل.
وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" الحكومية أنّ أمير عبداللهيان أبلغ وانغ بموقف الجمهورية الإسلامية من الغارة الجوية التي دمّرت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق وحمّلت طهران مسؤوليتها لإسرائيل.
ونقلت الوكالة عن الوزير الإيراني قوله لنظيره الصيني إنّ مجلس الأمن الدولي "لم يقدّم الردّ اللازم على هذا الهجوم" وإنّ "لإيران الحقّ في الدفاع عن نفسها ردّاً على انتهاك سيادتها".
وليل السبت الأحد أطلقت إيران على إسرائيل أكثر من 300 مقذوف شملت طائرات مسيّرة مفخّخة وصواريخ بالستية ومجنّحة، في هجوم غير مسبوق أكّد الجيش الإسرائيلي أنّه تمكّن بمساعدة أميركية خصوصاً من"إحباطه".
وقالت طهران إنّ هذا القصف هو ردّ على غارة دمّرت مطلع نيسان/أبريل الجاري القنصلية الإيرانية في دمشق وتسبّبت بمقتل 16 شخصاً بينهم عناصر وقياديان في الحرس الثوري الإيراني. وأكّدت السلطات الايرانية أنّ الغارة التي استهدفت قنصليتها شنّتها إسرائيل.
وخلال مكالمته مع نظيره الصيني أكّد عبداللهيان أنّ إيران لديها "الرغبة في ممارسة ضبط النفس" وليست لديها أيّ نية لتصعيد أكبر للتوترات. كما نقلت شينخوا عن الوزير الإيراني قوله إنّ الوضع الإقليمي "حسّاس للغاية".
في المقابل، أكّد وانغ أنّ بكين "تدين بشدّة وتعارض بشدّة الهجوم" الذي استهدف القنصلية الإيرانية وتعتبره "انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي".
ونقلت الوكالة عنه قوله "يبدو أنّ إيران قادرة على التعامل مع الوضع بشكل جيّد ومنع المنطقة من التعرض لمزيد من الاضطرابات، وفي الوقت نفسه حماية سيادتها وكرامتها".
كما حذّر الوزير الإيراني نظيره الصيني، وفقاً للوكالة، من أنّ أيّ هجوم جديد ضدّ مصالح إيران أو أمنها سيؤدّي إلى ردّ فعل "حاسم وفوري وكبير"، مشيرة إلى أنّ هذا التحذير موجّه خصوصاً إلى واشنطن.
ومنذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول، اندلعت اشتباكات بين إسرائيل والجماعات المتحالفة مع إيران في لبنان وسوريا واليمن والعراق.