العراق يحتاج 5 سنوات للتخلي عن الغاز الإيراني

وزير النفط العراقي يؤكد أن إيران تطالب بلاده بتسديد 9 مليارات دولار كمستحقات استيراد الغاز.
العراق يسعى لتحقيق اكتفائه الذاتي من الطاقة في أسرع وقت

بغداد - كشف وزير النفط العراقي زياد علي فضل عن المدة التي تحتاجها بلاده للتخلي عن الغاز الإيراني قائلا أنها تصل لنحو 5 سنوات فيما يستمر الاعفاء الأميركي لبغداد من العقوبات المفروضة على الطاقة الإيرانية والتي بدأت منذ 2018 بسبب تنصل السلطات الايرانية من تعهداتها النووية وتسليح الميليشيات والتمرد في عدد من الساحات في المنطقة ما يهدد أمن الشرق الاوسط.
وكان آخر اعفاء صدر في مارس الجاري ومدته 120 يوماً في محاولة لمساعدة البلاد على توفير ما يكفي من الكهرباء بينما لا تزال طهران تمتلك نفوذا سياسيا واقتصاديا على جارتها منذ نحو عقدين.
وقال الوزير العراقي في تصريح اعلامي نقله موقع شفق نيوز العراقي الكردي" نحتاج من 3 إلى 5 سنوات للتخلي عن استيراد الغاز الإيراني". قائلا أن " إيران تطالبنا بتسديد 9 مليارات دولار كمستحقات استيراد الغاز.
وكشف زياد علي فضل عن الجهود الذي تبذلها بلاده لتخطي العقوبات الأميركية على إيران في حال انتهاء الاعفاء قائلا "سنشتري الغاز من إيران عبر دولة ثالثة لتخطي العقوبات"، في إشارة الى العقد المبرم مع تركمانستان.
وسبق أن أكد مسؤولون أميركيون أن طهران استخدمت العقوبات كوسيلة ضغط لقطع الكهرباء عن العراق، كما ضغطت في الماضي على بغداد للحصول على إذن الولايات المتحدة للإفراج عن هذه الأموال عن طريق وقف صادرات الغاز الطبيعي إلى العراق، ما حد من قدرته على توليد الطاقة وتسبب في انقطاع الكهرباء في البلاد ليثير استياء المواطنين.
وذكر موقع "واشنطن فري بيكون" في تقرير سابق أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أكدت بأن إعفاءات إيران من العقوبات ستسمح لنظام طهران باستخدام 10 مليارات من أموالها المجمدة في العراق. ولاقي هذا الإجراء معارضة واسعة النطاق من قبل الجمهوريين وكذلك انتقادات من عدد من النواب الديمقراطيين وأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي.
واستورد العراق 297 مليار قدم مكعب من الغاز في 2021 مقارنة بـ364 مليار قدم مكعب في 2020، ثم ارتفع نسبيا الى 333 مليار قدم مكعب في 2022.
ويتعرض أي كيان يتعامل مع قطاع الطاقة الإيراني والمصرف المركزي المدرجين على اللائحة السوداء الأميركية، لعقوبات ثانوية. وأدى الإعفاء الأميركي إلى حماية العراق من عقوبات مماثلة، ما سمح له بمواصلة استيراد حوالي 1400 ميغاواط من الكهرباء و28 مليون متر مكعب (988 مليون قدم مكعبة) من الغاز من إيران.
وقامت بغداد بتسديد عدة دفعات لكن إيران لم تتمكن من الوصول إلى الأموال بسبب وجود خلافات حول مسائل تقنية تتعلق بآلية الإيداع والسحب. مع تصاعد العقوبات الأميركية والجهود التي بذلت لمحاسبة بعد البنوك والمصارف التي يتم من خلالها تهريب الدولار.
ويسعى العراق أحد أكبر منتجي النفط لتحقيق اكتفائه الذاتي من الطاقة حيث أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الشهر المالي أن بلاده ستعلن رسميا خلال شهرين الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية، وبالتالي وقف الاستيراد، مما سيوفر 3.2 مليار دولار