العراق يُفشل مخططا لإشعال فتنة طائفية بين بغداد وديالى

شخصان تم اعتقالهما أثناء التحضير لعمليات إجرامية يعترفان بأنهما كانا يخططان لمهاجمة قرية شيعية ليتبعها انتقام من قرية سنّية وتهجيرها لإشعال الاقتتال الطائفي وتنفيذ مخططات ديمغرافية تقودها جهات متنفذة.

بغداد - أحبطت السلطات العراقية مخططا لإشعال فتنة طائفية في المنطقة الممتدة بين محافظة ديالى وبغداد، وفق ما نقلت وكالة شفق نيوز الكردية العراقية اليوم الخميس عن مصدر أمني من المحافظة. وبحسب المصدر ذاته فإنه تم اعتقال شخصين هما المتهمان الرئيسيان في مخطط الفتنة وقد اعترفا بأنهما كانا يعدان لمهاجمة قرية شيعية ومن ثمة دفعها لردود انتقامية تستهدف قرية سنّية، بينما المراد من ذلك تهجير أهل القرية الأخيرة بما يتيح إحداث تغييرات في التركيبة الديمغرافية.

وقال المصدر إن "مفارز سيطرة الشهيد عباس نعمان 109 التابعة لقسم شؤون السيطرات والطرق الخارجية في ناحية بهرز جنوبي ديالى وعلى طريق بغداد السياحي تمكنت من ضبط عجلتين إحداهما نوع كيا بنكو حمل زرقاء اللون والأخرى نوع نيسان باترول، يقودهما شخصان يحملان هويات رسمية لأحد الفصائل المسلحة من سكان منطقة النهروان في بغداد".

وتابع أن العربتين كانتا محملتين ب"تسع رايات لتنظيم داعش ومسدسات مختلفة الأحجام وأجهزة موبايل متنوعة وكمية من مادة C4 شديدة الانفجار ونحو 15 كلغم من المواد المتفجرة وأسلاك ومواد تفجير عبوات ناسفة و74 حشوة وعبوات تي ان تي والعديد من المواد الأخرى المعروفة وغير المعروفة".

وأشار المصدر ذاته إلى أنه من خلال اعترافات الموقوفين، أميط اللثام عن تفاصيل هذا المخطط لإشعال اقتتال طائفي. وقال إن "المتهمين اعترفا أيضا بأنهما كانا يخططان لمهاجمة قرية شيعية ليتبعها انتقام من قرية سنية وتهجيرها لإشعال الاقتتال الطائفي وتنفيذ مخططات ديمغرافية تقودها جهات متنفذة".

لكنه لم يكشف عن تلك الجهات المتنفذة التي تريد إشعال فتنة طائفية، لكن مصادر محلية قالت إنه يوجد ميليشيات موالية لإيران منفلتة وربما هي من يتولى دفع الأمور بين ديالى وبغداد إلى حافة الصدام الطائفي.

ونقلت الوكالة الكردية العراقية عن مصدرها قوله إن "مناطق بهرز المحاذية لحدود بغداد آمنة منذ 2008 وحتى الآن لم تشهد أي حوادث أمنية".

وأحيلا المتهمين والمحجوزات مع السيارتين إلى مديرية استخبارات ومكافحة إرهاب ديالى لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم".

وكان مدير ناحية بهرز (جنوب بعقوبة)، نزار اللهيبي قد ذكر أول أمس الثلاثاء، أنه تم إفشال مخطط لمهاجمة قوات الجيش من قبل مسلحين ينتحلون صفة أمنية.

ونقلت وكالة 'شفق نيوز'عن اللهيبي قوله إن "قوة خاصة تمكنت من اعتقال ثلاثة أشخاص عند نقطة تفتيش 109 الفاصلة بين بغداد وجنوب ديالى في أطراف ناحية بهرز وبحوزتهم هويات تنتحل صفة أمنية ويحملون أسلحة ورايات لداعش داخل عجلة تقلهم"، مضيفا أن "قوات الأمن اقتادتهم إلى أحد المراكز الأمنية لإجراء التحقيقات اللازمة".

كما تم إفشال مخطط لاستهداف نقاط تابعة لقوات الجيش في أطراف ناحية بهرز جنوب بعقوبة".ن وفق المصدر ذاته.

وشهد العراق خلال السنوات التي تلت الغزو الأميركي واسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، موجة من أعمال القتل الطائفي كان أسوأها خلال عهد رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.

وتأجج الاقتتال الطائفي كذلك بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) التنظيم السنّي المتشدد، على مساحة واسعة من العراق في 2014، وارتكابه فظاعات ومجازر. وبعد إعلان هزيمته في 2017 شهدت البلاد كذلك أعمال قتل طائفية وتعرض السكان العرب السنّة في بعض المناطق للتهجير القسري أو القتل والخطف.