الفصائل المسلحة المدعومة من إيران تركز نشاطها على شرق سوريا

القواعد العسكرية الأميركية في سوريا رفعت جاهزيتها وأجرت مناورات تدريبية متنوعة الوسائط النارية بمشاركة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

البوكمال (سوريا) - كشف المرصد السوري لحقوق الانسان عن اجتماع عقده قادة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في مركز "قاسم سليماني" في مدينة البوكمال السورية، وذلك لدعم فصائل "المقاومة الإسلامية في العراق"، فيما يبدو أن التركيز سيكون منصبا على القواعد الأميركية في سوريا بدلا من العراق الذي يخشى على مصالحه من تداعيات التصعيد.

ومنذ 17 أكتوبر تشرين الأول الماضي، بدأت الأذرع الإيرانية في العراق وسوريا بتبني الهجمات على القواعد الأميركية في الدولتين تحت اسم "المقاومة الإسلامية في العراق.

وقال المرصد في بيان نشره على موقعه الالكتروني، أن مصادره أفادت بعقد اجتماع ضم قادة رفيعي المستوى في صفوف الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، لدعم ما تعرف باسم "المقاومة الإسلامية" في العراق بهدف الانتقام لغزة ودعم حركة حماس.

وفي بغداد اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الهجمات ضدّ القوات الأميركية في العراق وسوريا، والتي اشتدت وتيرتها بعد بدء الحرب بين حماس وإسرائيل، "غير مقبولة على الإطلاق".

ويقول مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية إن الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على القوات الأميركية وقوات التحالف تصاعدت في العراق وسوريا منذ أن شنت حركة حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول هجمات على إسرائيل، لتشن بعدها حملة عسكرية مكثفة على غزة.

ويبدو أن هذه الفصائل تريد تركيز ضرباتها في سوريا بدلا من العراق بعد أن تعهد رئيس الوزراء السوداني محمد شياع السوداني بملاحقة منفذي الهجمات الصاروخية على ثلاث قواعد عسكرية في العراق تضم مستشارين للتحالف الدولي، وهي عين الأسد في غرب العراق وقاعدة عسكرية قرب مطار بغداد الدولي وقاعدة حرير في مدينة أربيل شمال العراق، وزار طهران الاثنين للضغط على الميليشيات لوقف التصعيد في العراق.

وتم تشكيل هذه المقاومة "بإشراف الحرس الثوري الإيراني، لاستهداف القواعد الأميركية في شمال شرق سوريا، وأشار المرصد إلى تعيين قادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، للقيام بإدارة هذه العمليات وهم الحاج محمد الشريف الذي يشغل منصب قائد "المقاومة الإسلامية" في العراق، ويتولى تنسيق العمليات واتخاذ القرارات الإستراتيجية.

وبحسب المرصد فإن الحاج حسين يعمل كنائب للقائد ومسؤول عن التدريب والتجهيزات العسكرية للمجموعة، بالإضافة إلى تولي الحاج سجاد تنسيق العمليات العسكرية وتوجيه العناصر الميدانية، كما يشغل "علي الحكيم" دور المسؤول عن الشؤون اللوجستية وتوفير الإمدادات والتجهيزات العسكرية الضرورية.

وتنفذ ما تعرف باسم فصائل "المقاومة الإسلامية في العراق" هجمات بطائرات مسيّرة وقذائف صاروخية، على القواعد العسكرية التابعة للتحالف الدولي في العراق وسوريا.

ويقول المرصد السوري، أن معظم تلك الهجمات تنطلق من مدينة الميادين والعشارة وبادية البوكمال، مشيراً إلى أن هذه العمليات تأتي في إطار الجهود الإيرانية لتعزيز نفوذها في المنطقة وردًا على التواجد الأميركي، حيث زادت حدة هذه الاستهدافات مع استمرار التوترات الإقليمية في غزة.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، منذ تاريخ أكتوبر19 تشرين الأول الجاري 21 استهدافا لقواعد التحالف الدولي، على قاعدة التنف وحقل العمر النفطي، وحقل كونيكو للغاز، وعلى القاعدة الأميركية في روباربا بريف مدينة المالكية، إضافة إلى قاعدة خراب الجير برميلان، والشدادي، وتل بيدر.

ورفعت القواعد العسكرية الأميركية في شرق سوريا جاهزيتها وأجرت مناورات تدريبية متنوعة الوسائط النارية، خصوصا في حقل العمر النفطي حيث شارك بالتدريبات مقاتلون يتبعون إلى قوات سوريا الديمقراطية "قسد" .

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية إرسال 300 جندي إلى منطقة الشرق الأوسط، وأوضح المتحدث باسم الوزارة باتريك رايدر أن مهمتهم هي تقديم الدعم في عدة مجالات لوجستية وهندسية منها "تفكيك العبوات الناسفة والاتصالات، ودعم جهود الردع في المنطقة وتعزيز قدرات حماية القوات الأميركية".

وذكرت شبكة "سي ان ان" الأميركية أن مسؤولين أميركيين أفادوا بأن شركة فاغنر شبه العسكرية الروسية ستنقل منظومة دفاع جوي إلى حزب الله اللبناني بموافقة من رئيس النظام السوري بشار الأسد، ووصف وزير الخارجية أنتوني بلينكن في جلسة استماع أمام الكونغرس، الثلاثاء، العلاقة المتنامية بين روسيا وإيران بأنها "تشكل تهديدا لإسرائيل". وتعليقا على الاتهامات، نفى الكرملين الجمعة تقريرا نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" حول الأمر.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "كل هذه التكهنات لا أساس لها من الصحة"، مضيفا "هناك قنوات اتصال للطوارئ بين الجيشين الروسي والأميركي، وإذا كانت هناك مخاوف حقيقية بشأن شيء ما يمكنهم دائما نقلها إلى جيشنا".