القوات الأميركية بالعراق تردّ لأول مرة على هجمات أذرع إيران

جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق" تعلن مقتل أحد عناصرها في ضربة جوية نفذتها طائرة أميركية ردا على هجوم استهدف قاعدة عين الأسد الجوية.

بغداد - ردّت القوات الأميركية على هجوم استهدف قاعدة عين الأسد الجوية غربي بغداد في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء، فيما يأتي هذا التطور بعد تتالي الهجمات التي تشنّها الميليشيات العراقية الموالية لإيران على المصالح الأميركية منذ اندلاع الحرب على غزة بذريعة دعم واشنطن للدولة العبرية.

وهذه هي أول مرة تردّ فيها القوات الأميركية داخل العراق على هجوم لأذرع إيران على الرغم من تعرضها لعشرات الهجمات هناك في الآونة الأخيرة.

وقال مسؤول أميركي إن الهجوم تسبب في إصابات طفيفة وألحق أضرارا بالبنية التحتية وكشف آخر أن القوات الأميركية استخدمت طائرة حربية من طراز إيه.سي - 130 للرد. والضربة الجوية هي الأولى التي تعلنها الولايات المتحدة في العراق منذ أكثر من عامين.

وكانت الولايات المتحدة قد ردت فيما مضى على هجمات استهدفت قواتها في العراق وسوريا المجاورة، تبنتها فصائل مسلحة عراقية، بثلاث مجموعات منفصلة من الضربات على أهداف في سوريا.

وبدأت الهجمات المسلحة على القوات الأميركية بطائرات مسيرة وصواريخ في 17 أكتوبر/تشرين الأول وربطتها الميليشات العراقية الموالية لإيران بالدعم الأميركي لإسرائيل في حربها على غزة والتي بدأت بعد أن هاجم مسلحو حركة إسرائيل في السابع من الشهر الماضي.

وأنهت الهجمات على أهداف أميركية هدنة مع واشنطن استمرت عاما، أعلنتها من جانب واحد فصائل عراقية تشكل بعضها في أعقاب الغزو الأميركي للعراق عام 2003 لمحاربة القوات الأميركية وبعضها الآخر في عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مرتبطة بالفصائل المسلحة العراقية المتحالفة مع إيران، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، بيانا باسم جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق" أعلنت فيه أن أحد عناصرها قُتل "خلال معركة الحق" ضد القوات الأمريكية.

وهذا هو أول عنصر يُعلن مقتله في العراق على صلة بالحرب بين إسرائيل وغزة والتي اجتذبت فصائل أخرى في شبكة وكلاء إيران في المنطقة، المعروفة باسم محور المقاومة، مثل جماعة حزب الله اللبنانية.

وقال النائب السابق مثال الالوسي إن "الرد الأميركي على عمليات الميليشيات الموالية لإيران باستهداف المصالح والأهداف الأميركية في العراق وسوريا كان متوقعا جدا"، مضيفا أن "الإدارة الأميركية لا يمكنها السكوت أطول على عمليات الفصائل المسلحة، وسط عجز حكومة محمد شياع السوداني عن ردعها"، وفق وكالة "شفق نيوز" الكردية.

ويقول مسؤولون إن القوات الأميركية والدولية التي تشكل التحالف الدولي لمحاربة فلول تنظيم الدولة الإسلامية تم استهدافها أكثر من 60 مرة في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول.

وأصيب عشرات الجنود الأميركيين بجروح طفيفة في هذه الهجمات التي نفذتها الميليشات العراقية الموالية لإيران، لكنهم عادوا جميعا إلى الخدمة.

وللولايات المتحدة 900 جندي في سوريا و2500 في العراق وتقول إن مهمتهم هي تقديم المشورة والمساعدة للقوات المحلية التي تحاول منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى في عام 2014 على مساحات شاسعة من أراضي البلدين قبل هزيمته.