الكشف عن مقبرة جماعية في مجمّع ناصر بغزة

الدفاع المدني الفلسطيني يعثر على جثث “منزوعة الملابس” لأكثر من خمسين شخصا ”قد تحلل” معظمها في باحة مجمع ناصر الطبي.

 

غزة – أكد الدفاع المدني في قطاع غزة الأحد إخراج ما لا يقل عن 50 جثة لأشخاص دفنوا بعد قتلهم بأيدي القوات الإسرائيلية في مستشفى في خان يونس بجنوب قطاع غزة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه يتحقق من هذه التقارير.

وبحسب الدفاع المدني الفلسطيني فقد عثر على الجثث “منزوعة الملابس” و”قد تحلل” معظمها في باحة مجمع ناصر الطبي.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل لوكالة فرانس برس “فوجئنا بأن هناك مقابر جماعية داخل مجمع ناصر الطبي أقامها الاحتلال الإسرائيلي … فوجئنا أمس بوجود 50 شهيدا في إحدى الحفر”.

وأشار بصل إلى وجود علامات على أن الجثث “تعرضت لأنواع من التعذيب والاعتقال والتنكيل وبعد ذلك تم دفنها”. وأضاف أن هناك “جثثا  في مرحلة متقدمة من التعفن والتحلل”.

وأكد بصل أن عمليات انتشال الجثامين مستمرة و”يمكن أن يرتفع عددها”.

وشهد محيط مجمع ناصر منتصف شباط/فبراير قتالا عنيفا وحاصرته الدبابات الإسرائيلية في 26 آذار/مارس.

من جهتها، قالت حركة حماس في بيان إن العثور على “المقبرة الجماعية في مجمع ناصر الطبي … يؤكد من جديد حجم الجرائم والفظائع التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي”. وبحسب بيان الحركة فإن عدد الجثامين “أكثر من خمسين شهيدا من مختلف الأعمار، تم إعدامهم بدم بارد”.

ورصد مصور فرانس برس عناصر في الدفاع المدني وهم يستخرجون الجثث من باحة المستشفى فيما لفت عدة جثث بأكفان بيضاء.

ولطالما اتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس باستخدام المرافق الطبية في قطاع غزة كمراكز قيادة، وأيضا لاحتجاز الرهائن الذين تم خطفهم خلال هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وفي السادس من نيسان/أبريل الجاري، قالت منظمة الصحة العالمية إن مستشفى الشفاء أكبر مستشفيات قطاع غزة تحول إلى أثر بعد عين بسبب الحصار الإسرائيلي الذي تعرض له الشهر الماضي.

وتحدث عاملون في منظمة الصحة العالمية تمكنوا من الوصول إلى المستشفى المدمر عن مشاهد مروعة لجثث مدفونة جزئيا وأطراف بارزة ورائحة تحلل كريهة.

وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، استحالة استعادة الحد الأدنى من الوظائف على المدى القصير في المستشفى الشفاء بقطاع غزة.

وفي منشور على منصة “إكس” في التاسع من أبريل/نيسان الجاري، قال غيبريسوس إن “منظمة الصحة العالمية وشركائها تمكنوا من الوصول إلى مستشفى الشفاء شمالي غزة، الذي كان في يوم من الأيام العمود الفقري للنظام الصحي في القطاع”.

وأوضح أن طاقم الصحة العالمية “عثر على جثامين 5 أشخاص في المجمع الطبي”.

وأضاف “دمرت معظم المباني داخل المستشفى إلى حد كبير، وتضررت معظم الأصول أو تحولت إلى رماد. وإن استعادة الحد الأدنى من الوظائف يبدو مستحيلا على المدى القصير”.

وذكر غيبريسوس أنه يتعين على فريق من المهندسين إجراء تقييم شامل لتحديد ما إذا كانت المباني المتبقية آمنة للاستخدام في المستقبل.

وشدد على أن الجهود الأخيرة التي بذلتها منظمة الصحة العالمية وشركاؤها لاستعادة الخدمات الأساسية في مستشفى الشفاء “لن تلقى أي استجابة”، ودعا إلى “حماية المرافق الصحية القائمة في غزة”.

وأشار إلى انتشار المجاعة والأوبئة في غزة، مؤكدا ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين دون أي عوائق ووقف إطلاق النار.

وانسحب الجيش الإسرائيلي من مجمع الشفاء الطبي والمناطق المحيطة به، مخلفا دمارا هائلا وكارثة إنسانية ارتكبها على مدى 14 يوما، فضلا عن إحراق وتدمير مباني المجمع ومعظم المنازل بالمنطقة.

وكان وصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى مؤخرا  العملية العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في مجمع الشفاء في قطاع غزة بأنها “جريمة حرب متكاملة الأركان”.

وأضاف رئيس الوزراء “الإدانة والاستنكار لا تكفي أمام الجرائم المتواصلة في قطاع غزة، وفي الضفة والقدس”. وتابع “الإدانة والاستنكار يجب أن يُوجًّه ضد الصمت على الفظائع التي ترتكب، والسماح باستمرارها، وآخرها الجريمة في مشفى الشفاء – وهي جريمة حرب متكاملة الأركان تم تنفيذها على مرأى ومسمع العالم”.