الكعك عادة لا تغيب عن موائد المصريين في العيد

إعداد الكعك والبسكويت مع قرب حلول عيد الفطر تقليد متوارث عابر للأجيال في مصر.

القاهرة - تسارع أسر مصرية الوقت لاستقبال عيد الفطر الذي يحل الأربعاء فلكيا، وفي مقدمة تلك التجهيزات المليئة بالبهجة إعداد الكعك والبسكويت في تقليد متوارث، والمعروف بأنهما ضمن وجبة الحلوى الرئيسية عقب أداء صلاة العيد.

وفي إحدى قرى مدينة الزقازيق شمالي مصر، تتجمع أسر داخل أحد أفران الخبز الذي ينتظم في إعداد حلوى الكعك مع قرب حلول عيد الفطر.

في ذلك الفرن عدد من الخبازين يتجمع حولهم الأطفال والسيدات بأعمار متنوعة صغار وكبار، في كرنفال سنوي، يتابعون فيه خطوات صناعة الكعك بأنواعه المختلفة مثل الكعك السادة وآخر يضع عليه البعض السكر الناعم، و"البيتفور" و"الغُريبة"، بجانب البسكويت.

وكلما بدأ الخباز في إعداد تلك العجينة، كلما ابتهج الأطفال الذين يرافقون أسرهم، في عادة رمضانية سنوية، التي لا تنقطع.

أيد مهارة من الخبازين تسارع الوقت لإعداد الكعك، ووزن الدقيق ومكونات الصناعة، بينما تترقب الأسر خطوات الصناعة، وعلى وجهها بهجة كل عام.

كعك العيد يتكون من مكونات عديدة أبرزها دقيق وسمن وسكر، ووفق مشاهدات، يتم خلطهم بمهارة من جانب الخبازين، ويتم تشكيل العجين على شكل دائري، قبل أن يدخل في الفرن للتسوية لبعض الوقت. بينما يأخذ البسكويت شكل مستطيل، والغريبة شكل قرص دائري صغير الحجم و"البيتفور" شكل مخمس.

السيد علي أحد صناع الكعك، يتحدث من داخل الفرن، قائلا "نبدأ من يوم 15 رمضان نعمل الكعك والبسكويت والبيتفور والغريبة".

ويبدأ سعر تجهيز كيلو الكعك والبسكويت بين 50 و55 جنيها (نحو دولار) بخلاف المكونات التي تجلبها الأسر معها للفرن، بينما تبدأ أسعار الكعك في محال الحلويات من 200 جنيها (أكثر من 4 دولارات)، وفق علي.

وتكثر في مصر حاليا شوارد بيع حلويات عيد الفطر وفي مقدمتها الكعك والبسكويت، غير أن قطاعا كبيرا من المصريين يحرصون على إعداده في المنازل.

كعك العيد، يعود أصل صنعه إلى العصر الفرعوني منذ ما يقرب من 5 آلاف سنة، وفق تقرير سابق لصحيفة أخبار اليوم المملوكة للدولة.

وكان يحضر المصريون القدماء، الكعك على "أشكال دائرية في الأعياد وقبل زيارة الموتى والقبور، كما يفعل المصريون الآن عند تحضيره في حفلات الزفاف واستقبال عيد الفطر، حيث وجد علماء الآثار طريقة تحضير الكعك وصوره، منقوشة على جدران المعابد الفرعونية مثل معابد الأقصر ومنف (جنوب).

وتقول المراجع التاريخية إن قدماء المصريين كانوا يستخدمون السمن وعسل النحل والدقيق في صناعته، وهو ما أكدته الصور التي عثر عليها على جدران بمقابر منف وطيبة والتي توضح كيفية صناعة الكعك في عصر الفراعنة، وهي مكونات أقرب للمكونات التي يتم استخدامها في العصر الحالي في صناعته، وفق المصدر ذاته.

واحتفظ المصريون بعاداتهم وتقاليدهم التي لم تتغير على مر العصور، ومع العصر الإسلامي ارتباط صناعة الكعك وتناوله بالاحتفال بعيد الفطر، وظهر هذا لأول مرة في عهد الدولة الطولونية (868 ميلاديا/ 905 ميلاديا) ومن بعدها الدولة الإخشيدية ( 935 ميلاديا _ 969 ميلاديا).

وازدهرت صناعة الكعك في عهد الدولة الفاطمية (912 ميلاديا/ 1171 ميلاديا)، التي كان حكامها يحرصون على المبالغة في مظاهر الاحتفال بالمناسبات الدينية والتي كان من بينها عيد الفطر الذي حرصوا فيه على ازدهار صناعة الكعك في مصر وتوزيعه على عامة الشعب، وفق المصدر ذاته.