المركزي اليمني يضيق الخناق على بنوك تتعامل مع الحوثيين

الاجراء يأتي في وقت واصل فيه الريال هبوطه الحاد ليصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في عدن.
البنك المركزي يوجه بإيقاف التعامل مع 13 شركة صرافة في محافظة مأرب

عدن - قال البنك المركزي اليمني في عدن الأربعاء إنه أوقف التعامل مع البنوك وشركات الصرافة المخالفة لتعليماته، وبينها خمسة من أكبر البنوك والمؤسسات المصرفية والمالية في البلاد في خضم أزمة مالية واقتصادية يعاني منها البلد الذي يعيش على وقع الحرب والانقسام منذ 2015.
والبنوك المخالفة هي التضامن، أحد أكبر البنوك التجارية في اليمن، و(اليمن والكويت) والأمل للتمويل الأصغر ومصرف اليمن والبحرين الشامل وبنك الكريمي للتمويل الأصغر الإسلامي.
كما وجه البنك المركزي بإيقاف التعامل مع 13 شركة صرافة في محافظة مأرب في شمال شرق البلاد على خلفية مخالفة للتعليمات.
وأكد مسؤول رفيع في البنك المركزي بعدن الأربعاء أن أسباب إيقاف التعامل مع البنوك الخمسة وشركات الصرافة في مأرب هي عدم التزامها بتعليمات البنك المتعلقة بحصر تحويل الأموال على الشبكة الموحدة لتحويل الأموال التي يشرف عليها البنك في عدن واستمرار تلك المنشآت بالتعامل مع شبكات تحويل الأموال إلى مناطق الحوثيين.
وقال المسؤول إن البنك أوقف مطلع الأسبوع عمليات تحويل الأموال عبر مختلف شبكات الصرافة من المناطق المحررة في جنوب اليمن إلى مناطق سيطرة الحوثيين بالشمال مشيرا إلى أن وقف عمليات تحويل الاموال إلى مناطق الحوثيين جاء بسبب منع الجماعة المتحالفة مع إيران لشبكات شركات الصرافة في صنعاء من الربط مع الشبكة الموحدة الخاصة بالتحويلات المالية التابعة للبنك المركزي في عدن.
ويأتي الإجراء الذي أقدم عليه البنك المركزي في وقت واصلت قيمة العملة اليمنية هبوطها الحاد لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار والعملات الأجنبية في مدينة عدن، حيث اقترب سعر الدولار من حاجز 1700 ريال. وقد تبادلت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي اتهامات بالتسبب في تدهور سعر الريال أمام العملات الأجنبية.
وقال صرافون ومتعاملون في عدن إن سعر الصرف في تعاملات السوق الموازية مساء الأربعاء بلغ 1658 ريالا للدولار للشراء و1670 للبيع، بعد أن كان 1640 للشراء و1690 للبيع قبل أسبوع.
غير أن مصادر مصرفية تقول إن أسعار صرف الريال في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي بشمال اليمن مازالت ثابتة عند 530 ريالا للدولار . وثمة بنكان مركزيان متنافسان أحدهما خاضع للحكومة المعترف بها دوليا في عدن والآخر لجماعة الحوثي في صنعاء.
وتسبب الصراع المستمر في اليمن منذ تسع سنوات في انخفاض خطير في قيمة العملة اليمنية ونقص في الاحتياطيات الأجنبية وأوجد ما تسميه الأمم المتحدة أكبر أزمة إنسانية في العالم.
وبُذلت في الآونة الأخيرة جهود أممية دولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفود سعودية وعمانية إلى صنعاء، لكن تجديد الهدنة في البلاد لا يزال يواجه تعنّتا من جانب الحوثيين مع تداعيات حرب غزة.
وتصاعدت آمال بين اليمنيين بإحلال السلام منذ أن وقَّعت السعودية وإيران بوساطة الصين اتفاقا استأنفا بموجبه علاقاتهما الدبلوماسية، ما أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات.