المظاهرات تتركز عند القصر الرئاسي في الخرطوم

رغم الإجراءات الأمنية وقطع الانترنت، محتجون يتمكنون من الوصول الى محيط القصر الرئاسي للمرة الثانية في اسبوع.

الخرطوم - أظهرت لقطات تلفزيونية وصول محتجين معارضين للحكم العسكري قرب القصر الرئاسي في العاصمة السودانية الخرطوم السبت للمرة الثانية في غضون سبعة أيام، على الرغم من إطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة وقطع خدمات الإنترنت في المدينة.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن 178 شخصا أصيبوا خلال احتجاج السبت، منهم ثمانية بالرصاص الحي.
وفي تصريحات منفصلة، قالت اللجنة إن قوات الأمن اقتحمت مستشفى الخرطوم ومستشفى بورسودان.
واستمرت الاحتجاجات حتى بعد إعادة حمدوك لمنصب رئيس الوزراء الشهر الماضي. ويطالب المحتجون بعدم تولي الجيش أي دور في الحكومة خلال المرحلة الانتقالية حتى إجراء انتخابات حرة.
وقبل أسبوع، تمكن المتظاهرون من بدء اعتصام على بوابات القصر، لكنهم واجهوا السبت صفوفا من القوات الأمنية التي صدتهم.
وتعطلت خدمات الإنترنت في العاصمة الخرطوم، ولم يتمكن السكان من إجراء مكالمات محلية أو تلقيها السبت، بينما أغلق الجنود وقوات الدعم السريع الطرق المؤدية إلى الجسور التي تربط الخرطوم بمدينة أم درمان.
وبدأت الخدمة في العودة لبعض المستخدمين في ساعة متأخرة من مساء السبت.
واستطاع سكان الوصول إلى مواقع للتواصل الاجتماعي ونشروا منشورات اشتملت على صور لاحتجاجات في عدة مدن أخرى من بينها مدني وعطبرة.
وقالت وكالة رويترز نقلا عن مصادرها إن قوات الأمن السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود في اليوم العاشر من المظاهرات الكبرى منذ انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول.
من جهتها، نقلت وكالة السودان للأنباء، وهي الوكالة الرسمية للبلاد، عن لجنة تنسيق شؤون أمن الولاية القول إن "الخروج عن السلمية والاقتراب والمساس بالمواقع السيادية والاستراتيجية بوسط الخرطوم مخالف للقوانين وسيتم التعامل مع الفوضى والتجاوزات مع التأكيد على حق التظاهر السلمي".
وهتف المحتجون في الخرطوم احتجاجا على قطع الإنترنت وإغلاق الطرق. كما هتفوا ضد الفريق أول عبدالفتاح البرهان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة السوداني.
وحث الممثل الخاص للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرثيس السلطات السودانية على عدم الوقوف في طريق المظاهرات.
وقال ان "حرية التعبير حق من حقوق الإنسان. وهذا يشمل الوصول بلا أي عوائق إلى الإنترنت. وطبقا للمعاهدات الدولية يجب ألا يُلقى القبض على أحد لاعتزامه الاحتجاج سلميا".
ونظم مئات الآلاف مسيرة يوم الأحد الماضي إلى القصر الرئاسي وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والأعيرة النارية لتفريق المحتجين الذين حاولوا بدء اعتصام.
وذكرت لجنة أطباء السودان المركزية أن 48 شخصا قُتلوا في قمع قوات الأمن للاحتجاجات منذ الانقلاب.