المغرب صمام الأمان في منطقة الساحل

صحيفة بنميّة تسلّط الضوء على التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها الصحراء المغربية، لافتة إلى أن منافعها ستشمل دول منطقة الساحل.

الرباط - سلّط تقرير نشرته صحيفة "أون سيغوندوس" البنميّة الضوء على الاستقرار السياسي والأمني الذي يتمتع به المغرب في منطقة تشهد اضطرابات، مشيرا إلى الدور الهام الذي تلعبه المملكة في تهدئة التوترات من خلال التركيز على المشاريع الاقتصادية والمبادرات الهادفة إلى تحسين الأوضاع الاجتماعية لشعوب المنطقة وفي صدارتها المبادرة الأطلسية.

وأشار التقرير إلى أن الموقع الإستراتيجي الهام للمغرب في غرب أفريقيا وعلى الواجهة الأطلسية أهّله ليكون بمثابة حاجز في مواجهة الاضطرابات التي تشهدها المنطقة، وفق موقع "الصحيفة" المغربي.

وتابع أن المملكة تركّز على التنمية الاقتصادية والاجتماعية للصحراء المغربية باعتبارها الأقرب إلى دول منطقة الساحل، ضمن إستراتيجية أرسى دعائمها العاهل المغربي الملك محمد السادس وتهدف إلى إقامة جسور التواصل وتعزيز الاندماج الإقليمي والتنمية الشاملة والمستدامة لمجموع بلدان غرب أفريقيا بهدف تخفيف الاضطرابات في المنطقة.

ولفت إلى أن الصحراء المغربية تشهد تنفيذ العديد من المشاريع في مختلف القطاعات، بالإضافة إلى التحولات في مجال البنية التحتية، مشيرا إلى أن "منتدى الأعمال للاستثمار الذي احتضنته مدريد مؤخرا سلط الضوء على الإمكانيات الهامة التي تحظى بها منطقة الداخلة، ما جعلها وجهة للعديد من المستثمرين الأجانب".

وكشفت تقارير دولية خلال الآونة الأخيرة أن الصحراء المغربية تشهد طفرة تنموية، فيما يحظى سكان سكان مدنها مثل العيون والداخلة بالعديد من الامتيازات التي ساهمت في الرفع من المستوى المعيشي.

وأكدت الصحيفة البنمية في تقريرها أن المغرب يعد شريكا موثوقا بالنسبة إلى العديد من الدول، لا سيما الأوروبية التي تعوّل على جهوده في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية إلى جانب كل من السنغال وموريتانيا، مردفا أن المملكة "تضطلع بأدوار هامة كحاجز أمام العديد من المخاطر التي قد تنجم عن الاضطرابات في منطقة الساحل".

ويولي المغرب أهمية بالغة لمعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة ضمن التزامه ببعده الأفريقي في إطار إستراتيجية للتعاون جنوب - جنوب تشمل المجالات الأمنية والاقتصادية والثقافية والدينية، فضلا عن دوره في نشر الأمن الروحي في القارة الأفريقية، معتمدا على مقاربته التي تهدف إلى نشر قيم التسامح والوسطية ومكافحة كافة أشكال التطرف.

وأبدت دول منطقة الساحل خلال الآونة الأخيرة رغبتها في تسريع تفعيل المبادرة الأطلسية التي أطلقها المغرب بهدف تسهيل ولوجها إلى الممر المائي الحيوي لاقتناعها بأنها تشكل فرصة غير مسبوقة لوضع حد لكافة أزماتها الاقتصادية والاجتماعية.

ويحرص العاهل المغربي الملك محمد السادس على تجسيد رؤيته التي "تقوم على وضع المغرب كشريك للعديد من الدول الأفريقية، ملتزما ومعبأ وعازما على مواجهة تحديات السلم والأمن والتنمية في شتى بقاع أفريقيا".

وأوضح خلال إعلانه عن إطلاق المبادرة الأطلسية بمناسبة الذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن "الواجهة الأطلسية الإفريقية تعاني من خصاص ملموس في البنيات التحتية والاستثمارات رغم مستوى مؤهلاتها البشرية ووفرة مواردها الطبيعية"، مشددا على أنه "من هذا المنطلق نعمل مع أشقائنا في إفريقيا ومع كل شركائنا على إيجاد إجابات عملية وناجعة لها في إطار التعاون الدولي".