الملح ينادي الفشل الكلوي

وفق اول دراسة من نوعها، اضافة كميات كبيرة من 'السم الابيض' إلى الأطعمة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.

واشنطن – رغم سمعة الملح السيئة صحيا عموما يستمر ملايين البشر حول العالم في استخدامه بشكل مفرط، وهو سلوك خطير حذرت دراسة أميركية حديثة من انه فضلا عن رفعه لضغط الدم ومخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية ربما يتسبب في زيادة معتبرة في احتمال الإصابة بمرض الكلى المزمن.

وأوضح باحثون في دراسة نشرت نتائجها الخميس، في دورية "غاما نتورك"، أنه يمكن تقليل خطر الإصابة بالأمراض الناجمة عن الملح الزائد،عبر إبقاء الملح بعيداً عن متناول اليد على المائدة.

ويمكن للأشخاص أن يحصلوا على الملح الزائد أيضاً من خلال تناول الأطعمة المحفوظة والمُصنّعة، مثل المخللات واللانشون والبسطرمة، والنقانق، والأسماك المحفوظة، فالملح يدخل مكوّناً أساسياً لحفظ هذه الأطعمة من التلف.

وقال الدكتور لو تشي من مركز أبحاث السمنة بجامعة تولين، في مدينة نيو أورليانز الأميركية، والذي قاد فريق الباحثين في الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "غاما" الطبية، إن "إضافة كميات كبيرة من الملح إلى الأطعمة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة"، وهو حالة تصيب الكلى بالتلف، وتؤدّي مع الوقت إلى تراجع تدريجي ودائم في وظائفها، يُطلق عليه طبياً الفشل الكلوي المزمن.

توقّف تدريجي لوظائف الكلى

ويؤدّي المرض إلى التوقّف التدريجي لوظائف الكلى المسؤولة عن تنقية الدم عن طريق "فلترة" المخلفات والسوائل الزائدة، والتخلّص منها في البول، وقد يتطلّب في النهاية غسيل الكلى أو زرعها.

وحلّل تشي وزملاؤه بيانات أكثر من 465 ألف شخص، متوسط أعمارهم 56 عاما، لم يكن لديهم أمراض كلى عندما قاموا بالتسجيل في قاعدة بيانات صحية، وتم تتبع صحة المشاركين ونمط حياتهم من عام 2006 إلى عام 2023.

ووفق الباحثين، ظهرت أكثر من 22000 حالة من أمراض الكلى خلال فترة الدراسة.

وبالمقارنة مع الأشخاص الذين لم يضيفوا الملح مطلقا أو نادرا ما كانوا يضيفونه إلى طعامهم، فإن الأشخاص الذين فعلوا ذلك كانوا أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في الكلى، مع ازدياد الخطر بتكرار استخدام ملح الطعام.

فعلى سبيل المثال، مقارنة بمن لم يستخدموا الملح مطلقا، فإن الأشخاص الذين قالوا إنهم أضافوا ملحا زائدا "أحيانا"، كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى بنسبة 4 في المئة، أما أولئك الذين يضيفون الملح "عادة" فلديهم خطر أعلى بنسبة 7 في المئة، وبالنسبة لأولئك الذين يضيفون الملح "دائما" شهدوا زيادة في خطر الإصابة بنسبة 11 في المئة.

وجاءت تقديرات المخاطر هذه بعد أن أخذ فريق تشي في الاعتبار عوامل نمط الحياة التي غالبا ما تصاحب تناول كميات كبيرة من الملح مثل زيادة الوزن والتدخين، وشرب الكحوليات، وعدم ممارسة الرياضة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم.

وهذه الدراسة هي الأولى التي تشير إلى أنّ ارتفاع وتيرة إضافة الملح إلى الأطعمة يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن لدى عامة السكان.