انطلاق التبادل التجاري بين إيران والسعودية يعطي دفعة للعلاقات

وزير الصناعة والمعادن والتجارة الإيراني يعلن بدء تصدير البضائع إلى السعودية، تفعيلا لاتفاق عودة العلاقات بين القوتين الإقليميتين.
ينتظر أن يتم خلال الفترة المقبلة الإعلان عن تأسيس الغرفة التجارية المشتركة بين إیران والسعودیة

طهران - أعلن وزير الصناعة والمعادن والتجارة الإيراني رضا فاطمي أمين اليوم الثلاثاء بدء التبادل التجاري بين إيران والسعودية، فيما تأتي هذه الخطوة تنفيذا لأحد بنود الاتفاق الذي أعاد العلاقات بين القوتين الإقليميتين وأنهى سنوات من القطيعة.

وقال فاطمي أمين في تصريح لوكالة "إرنا" إنه "بالنظر إلى الاتفاق بين إيران والسعودية لاستئناف العلاقات بين البلدين، فإن دخول البضائع الإيرانية إلى السعودية مطروح على جدول الأعمال"، مؤكدا أنه تم الشروع في عملية تصدير السلع.

وكان وزير الاقتصاد والشؤون المالية الإيراني إحسان خاندوزي قد صرّح خلال الشهر الماضي بأن النية تتجه إلى إنشاء غرفة تجارية مشتركة بين إيران والسعودیة، كاشفا أن الهدف يتمثل في إعادة العلاقات التجارية بين البلدين إلى مستوى المليار دولار.

وكان وزير المالية السعودي محمد الجدعان قد قال في مارس/آذار الماضي إن الاستثمارات السعودية أمامها فرصة للتوجه إلى إيران.

ويشمل اتفاق المصالحة الدبلوماسية بين إيران والسعودية تعزيز العلاقات وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة.

وأكد مساعد وزير الخارجية ومدير إدارة شؤون الدول الخليجية بالخارجية الإيرانية، علي رضا عنايتي في تصريح سابق أن  العلاقات بين الرياض وطهران "لن تقتصر على مجالات محددة، كونهما دولتين كبيرتين وأن التعاون بينهما سيكون له تأثير كبير على المنطقة وخارجها".

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود قد عقد مؤخرا لقاء مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان لوضع اللمسات الأخيرة لتنفيذ الاتفاق على عدة مستويات وتم الاتفاق على تكثيف اللقاءات التشاورية لتحقيق المزيد من الآفاق الإيجابية للعلاقات وتأكيد الاستعداد لبذل كل ما يمكن لتذليل أي عقبات تواجه تعزيز التعاون الثنائي.

وأعلنت السعودية وإيران في 10 مارس/آذار استئناف علاقاتهما الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين، فيما رحبت دول في المنطقة وخارجها باتفاق المصالحة الدبلوماسية بين الخصمين الإقليميين باعتباره خطوة إيجابية نحو الاستقرار قد يمهّد الطريق لمزيد من التقارب الدبلوماسي الإقليمي.

وينتظر أن تشهد المدة المقبلة إعادة افتتاح سفارات وقنصليات البلدين بعد أن تحول مؤخرا وفد إيراني إلى السعودية لإنهاء ترتيبات هذه الخطوة، كما أدى وفد سعودي زيارة إلى طهران لإنجاز مهمّة مشابهة.

وتلعب بكين دورا محوريا في إنجاح اتفاق عودة العلاقات بين القوتين الإقليميتين، لتكون لاعبا رئيسيا في المنطقة، بالإضافة إلى أن الاتفاق من شأنه أن يقود إلى استقرار تعوّل عليه كثيرا سواء تعلق الأمر بمبادلاتها التجارية، أو بإمدادات الطاقة.

وينتظر أن يساهم التبادل التجاري بين إيران والسعودية في تضميد جراح الاقتصاد الإيراني التي تعمّقت منذ استأنفت الولايات المتحدة عقوباتها ضد طهران قبل نحو 7 سنوات، ما أدى إلى أزمة اقتصادية وتراجعت وتيرة الاستثمارات الأجنبية، فيما تتالت انهيارات الريال الإيراني وتراجعت المقدرة الشرائية للإيرانيين.

وأثرت العقوبات بشكل رئيسي على القطاع النفطي الذي يعد أبرز الموارد الأساسية التي تعتمدها الحكومة لتغطية نفقاتها وتفاقمت معاناة النظام الإيراني الذي فقد أهم عائداته.