انهاء مجانية مشاركة الحسابات دواء نتفليكس المر

بعد نتائح مخيبة في الربع الاول من العام، المنصة ستضطر الى اجبار مشتركيها على دفع رسوم مقابل مشاركة حسابتهم مع الأخرين فضلا عن ادخال نموذج اعلاني لمعادلتها الربحية لخفض قيمة اشتراكتها.

واشنطن – تضيق الخيارات أمام نتفليكس لايقاف نزيف حاد اصابها يتوقع ان يفضي خلال اشهر لخسارتها اكثر من مليون مشترك فضلا عن خسائر قياسية في قيمتها السوقية، ما يعني انها ستضطر قريبا الى انهاء مجانية مشاركة الحسابات وادخال نموذج اعلاني لمعادلتها الربحية يخفض قيمة اشتراكتها.

وخسرت نتفليكس 200 ألف مشترك في كل أنحاء العالم في الربع الأول من العام مقارنة بنهاية العام 2021، وهي سابقة منذ أكثر من عشر سنوات دفعت بسعر أسهمها إلى التراجع في بورصة وول ستريت بنسبة وصلت الأربعاء إلى أكثر من 30 في المئة.

وعزت المنصة الأميركية العملاقة للبث التدفقي تراجع عدد المشتركين بشكل أساسي إلى صعوبة استقطاب مشتركين جدد في كل مناطق العالم بالإضافة إلى تعليق الخدمة في روسيا.

وكلف الانسحاب من السوق الروسي، عقب غزو أوكرانيا، نتفليكس 700 ألف مشترك، بينما ألغى 600 ألف شخص في الولايات المتحدة وكندا اشتراكاتهم عقب رفع قيمة الاشتراك، كما قالت الشركة.

لكن النزيف الاكير يأتي على الأرجح من تقاسم نحو مئة مليون اسرة للحسابات.

وأشارت المنصة العملاقة إلى أن تشارك أسر كثيرة الحسابات بين أفرادها واحتدام المنافسة في القطاع "يُنشئان عوائق أمام نمونا. الطفرة الكبيرة في خدمات البث التدفقي بفضل كوفيد حجبت الواقع حتى فترة قريبة".

واعتمدت المجموعة الأميركية في الآونة الأخيرة سياسة متشددة إزاء تشارك الحسابات على شبكتها الذي كان يسمح لكثيرين بالإفادة مجاناً من الخدمة.

وأعلنت نتفليكس في أوائل آذار/مارس أنها ستجري اختبارات في دول أميركا الجنوبية لفرض بدل مالي على عملائها في حال أرادوا زيادة ملفات تعريف إضافية إلى حساباتهم.

وقالت مديرة ابتكار المنتجات في نتفليكس تشينغيي لونغ في بيان إن مشاركة كلمات المرور بين الأسر "تؤثر على قدرتنا على الاستثمار في المسلسلات والأفلام عالية الجودة لمشتركينا".

وقدّم رئيس العمليات في الشركة، وكبير مسؤولي المنتجات، غريغ بيترز، مزيداً من التفاصيل حول طريقة تفكير الشركة حين قال: "إذا كان لديك أخت تعيش في مدينة مختلفة، وأنت تريد مشاركة حسابك معها، فهذا رائع! نحن لا نحاول إيقاف هذه المشاركة، لكننا سنطلب منك دفع المزيد حتى تتمكّن من المشاركة معها كي تحصل على فائدة وقيمة الخدمة، ونحصل نحن على قيمة الإيرادات المرتبطة بهذه المشاهدة".

وينبغي على المشتركين بموجب التجربة دفع مبلغ إضافي غير رسم اشتراكهم الشهري (نحو ثلاثة دولارات في تشيلي و2.99 دولار في كوستاريكا ونحو 2.12 دولار في البيرو) لكي يتمكنوا من إضافة ما يصل إلى حسابين إضافيين إلى ملفهم الشخصي.

واختبرت نتفليكس العام الفائت طريقة للحد من مشاركة كلمات المرور تتمثل في إرسال رسالة تحذير إلى بعض المشتركين للتحقق من أن المستخدم يعيش في المكان نفسه الذي يعيش فيه مالك الحساب.

الاعلانات في قلب المعادلة الجديدة

من جهة اخرى وفي ذات سياق محاولة تهدئة المخاوف، قال المسؤولون التنفيذيون في الشركة للمحللين الثلاثاء إنهم يتطلعون إلى تقديم نسخة تعتمد على الإعلانات خلال العام أو العامين المقبلين، ووعدوا بشن حملة على مشاركة كلمات المرور، وهي مشكلة تواجهها الخدمة لفترة طويلة.

وتمتلك المنصات المنافسة لنتفلكس بالفعل نسخا مدفوعة بالإعلانات أو تفكر في إصدارها وتتيح (إتش.بي.أو ماكس) اشتراكا مدعوما بالإعلانات، بينما قالت ديزني بلس مؤخرا إنها ستطلق نسخة تعتمد على الإعلانات.

وصرح ريد هاستينجز الرئيس التنفيذي المشارك لنتفليكس بأن المنصة باتت منفتحة على تقديم اشتراكات منخفضة السعر مدعومة بالإعلانات ضمن خدمة البث.

وقال: "لطالما عارضت إضافة إعلانات تجارية أو عروضاً ترويجية إلى هذه المنصة»، لكنه قال: «من المنطقي للغاية أن نقدم للمشتركين خياراً أقل كلفة".

وتحدث هاستينجز عن التغيرات الجديدة، وقال: "من يتابعون نتفليكس يعرفون أنني كنت ضد تعقيد الإعلانات وأنني معجب بشكل كبير ببساطة الاشتراك". وأضاف: "ولكن بقدر ما أنا معجب بذلك فأنا من أشد المعجبين بتقديم خيارات للمشتركين ومن المنطقي السماح لمن يرغب منهم في الحصول على سعر أقل ويطيق الإعلانات بالحصول على ما يريد".

وذكر أن الخيار لن يكون متاحا في الخدمة لمدة عام أو عامين على الأرجح؛ حيث يعتقد هاستينجز بأن هذا المستوى الجديد المدعوم بالإعلانات ربما يحقق ربحاً كبيراً لمنصة نتفليكس والتي أعلنت يوم الثلاثاء عن أول خسارة في المشتركين فيها منذ أكثر من عقد.

وعلى عكس العديد من منافسيها، ركّزت نتفليكس بالكامل تقريبًا على شريحة "ضيّقة" نسبيّاً من الأفلام والمسلسلات التي أنتجتها والعروض المرخّصة، وحصلت بالفعل على الإشادة بهذا النهج لبناء منصّة واسعة مع المحتوى "دائم الخضرة"، الذي يمكنه جذب اشتراكات جديدة، ولكنّه يحدّ من جاذبية الخدمة عند شريحة أخرى من المشاهدين.

وكشفت أحدث دراسة استقصائية عن اتجاهات الوسائط الرقمية من شركة ديلويت، والتي صدرت في مارس/اذار، أن الجيل زد، وهم الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 25 عاما، يقضون وقتا أطول في ممارسة الألعاب أكثر من مشاهدة الأفلام أو المسلسلات التلفزيونية في المنزل، أو حتى الاستماع إلى الموسيقى.

وقال غالبية من الجيل (زد) وجيل (الألفية) الذين شملهم الاستطلاع إنهم يقضون وقتا أطول في مشاهدة مقاطع الفيديو التي أنشأها مستخدمون مثل تلك الموجودة على تيك توك ويوتيوب مقارنة بمشاهدة الأفلام أو العروض على البث المباشر.

في المقابل، سعى المنافسون مثل "أمازون" و"أبل" و"ديزني" إلى تضمين الرياضة والأخبار والترفيه في باقاتهم الأوسع. وأشار تقرير صدر في العام 2018 إلى أن "نتفليكس" كانت تنوي إضافة البرامج الإخبارية، ولكن يبدو أن الشركة قد سلكت طرقاً أخرى بدلاً من ذلك، حين أطلقت خدمة ألعاب مجانية للمشتركين.