بايدن يدعو رئيس الإمارات لزيارة واشنطن قبل نهاية العام

دعوة الرئيس الأميركي نظيره الإماراتي لزيارة الولايات المتحدة تأتي بينما اختار الشيخ محمد زايد فرنسا كأول محطة خارجية له منذ توليه منصبه في مايو الماضي.

جدة - دعا الرئيس الأميركي جو بايدن السبت نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للقيام بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، في بادرة تأتي بعد شهور من توتر العلاقات بين واشنطن وأبوظبي على خلفية الموقف من الحرب الأوكرانية وقضايا أخرى.

وقال بايدن بعدما التقى الشيخ محمد بن زايد على هامش اجتماع مع قادة عرب في جدة "تحديات اليوم تزيد من أهمية التواصل بيننا. أريد أن أدعوك رسميا للمجيء إلى الولايات المتحدة قبل انتهاء هذه السنة".

وفي مارس/آذار الماضي، قال السفير الإماراتي في الولايات المتحدة يوسف العتيبة إن العلاقة بين بلاده والولايات المتحدة تمرّ بمرحلة "اختبار القدرة على تحمّل الإجهاد"، وذلك بعد سلسلة تباينات في المواقف بين الحليفين، آخرها حيال الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأعلنت الإمارات صراحة الوقوف على مسافة واحدة من الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، مشددة على ضرورة الحوار سبيلا للتوصل إلى حل ينهي الحرب.

ولطالما كانت الإمارات شريكا إقليميا استراتيجيا لواشنطن، لكنها على غرار جيرانها الخليجيين الآخرين، تحاول إيجاد توازن في علاقاتها مع تنامي روابطها السياسية والاقتصادية مع موسكو.

وبينما سارع العالم إلى إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، تجنّبت غالبية دول مجلس التعاون الخليجي الست، وخصوصا السعودية والإمارات، إدانة موسكو بشكل مباشر، داعية إلى حل سلمي.

وامتنعت الإمارات عن التصويت على مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة وألبانيا يدين الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش لصحافيين الجمعة "العلاقة في مكان جيد ولكن هناك بعض الأشياء التي نحتاج إلى حلها وهناك نقاش جار" بشأن ذلك.

واختار الرئيس الإماراتي فرنسا لزيارتها كأول محطة خارجية منذ توليه منصبه في مايو/أيار الماضي، وسيلتقي نظيره الفرنسي امانويل ماكرون في باريس الاثنين.

وقال قرقاش، إن بلاده تتشاور مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بالعقوبات المفروضة على عدد من الشخصيات الروسية، لكنها لا تريد أن تجمع كل الروس في فئة واحدة مع سعي بعضهم لملاذات آمنة في ظل الحرب في أوكرانيا.

وبرزت دبي مركز المال والأعمال في منطقة الخليج، كملاذ للثروات الروسية مع استهداف عقوبات غربية لحلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولم تفرض الإمارات التي تسعى للحفاظ على وضع محايد من الحرب، أي عقوبات.

وأصاب ذلك البعض في الغرب بالإحباط ويقولون في أحاديث خاصة إن موقف الإمارات لا يمكن الدفاع عنه ويتحيز لموسكو، لكن الإمارات تؤكد مرارا على البقاء على مسافة واحدة من طرفي الحرب وتشدد على أهمية الحل السلمي للأزمة بين روسيا وأوكرانيا.

وقال قرقاش "نجري مشاورات مكثفة مع الحكومة الأميركية بشأن الأفراد الروس. نحن دولة يهيمن الدولار على اقتصادها وبالتالي من المهم لنا أن نجري تلك المحادثات"، مضيفا "هناك العديد من الروس غير الخاضعين لعقوبات والمهتمين بملاذات أكثر أمنا. العديد من هؤلاء لا يشعرون بالترحيب في دول أوروبية ويشعرون أن تلك الحرب ستستغرق وقتا أطول من اللازم وينظرون في أمر البدائل. هؤلاء الأفراد غير الخاضعين لعقوبات لا علاقة لهم بالحرب ومحاولة جمعهم في فئة واحدة وربطهم بمشكلات أكبر يشكل معضلة".

وقالت باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى أمام اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي في يونيو/حزيران إن واشنطن مستاءة من تقارير أفادت باحتماء أصول يملكها أثرياء لهم صلات بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الإمارات.