بعد 200 يوم من الحرب.. القسّام تدعو للتصعيد الشامل

المتحدث باسم كتائب عزالدين القسام يعتبر أن إسرائيل عالقة في غزة، متهما الحكومة الإسرائيلية بعرقلة جهود الوساطة.

غزة - قال أبوعبيدة المتحدث باسم كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الثلاثاء إن إسرائيل "عالقة" في قطاع غزة وتعرقل جهود الوساطة لوقف إطلاق النار المستمر منذ أكثر من 6 أشهر، داعيا إلى التصعيد على كافة الجبهات.
وجاء حديث أبوعبيدة في كلمة مصورة مدتها نحو 20 دقيقة بمناسبة مرور 200 يوم من معركة "طوفان الأقصى"، وهي أول كلمة مصورة له منذ شهر ونصف الشهر.
وقال إن "العدو الإسرائيلي لم يستطع خلال مئتي يوم أن يحقق سوى المجازر الجماعية والتدمير والقتل"، مضيفا "ندعو كل جماهير أمتنا إلى تصعيد الفعل المقاوم بكل أشكاله وفي كل الساحات".

كما دعا إلى التصعيد في الضفة الغربية والأردن الذي وصفه بأنه "من أهم الساحات العربية" وبخصوص جهود وقف إطلاق النار، قال أبوعبيدة إن "حكومة العدو تماطل للوصول إلى صفقة للتبادل وتحاول عرقلة جهود الوسطاء للوصول لوقف النار".
وبوساطة قطر ومصر، تجري حماس وإسرائيل منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وتحتجز تل أبيب في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني وتقدر وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، فيما أعلنت حماس مقتل 70 منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.
وفي أكثر من مناسبة، قال قادة سياسيون وعسكريون في إسرائيل إن استمرار الحرب وزيادة الضغط العسكري على حماس من شأنه إجبارها على القبول بأي صفقة لتبادل الأسرى.
غير أن أبوعبيدة أكد في كلمته أن "ما يُسمى بالضغط العسكري الإسرائيلي لن يدفعنا إلا للثبات على مواقفنا والحفاظ على حقوق شعبنا".
وتابع "لن نتنازل عن الحقوق الأساسية الإنسانية لشعبنا وعلى رأسها وقف العدوان وانسحاب العدو، وعودة النازحين وإعادة الإعمار ورفع الحصار".
ومنذ 17 عاما، تحاصر إسرائيل قطاع غزة وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني على النزوح في أوضاع كارثية.
وشدد أبوعبيدة على أن "قوات الاحتلال تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل المقاومة وهذه أكذوبة كبرى" وتوعد إسرائيل بقوله "سنواصل ضرباتنا ومقاومتنا ما دام الاحتلال مستمرا على أي شبر من أرضنا" وأضاف "بعد 200 يوم من معركة طوفان الأقصى لا يزال العدو المجرم يحاول لملمة صورته".
ودخلت الحرب بين إسرائيل وحماس يومها الـ200 بلا أيّ بوادر تهدئة تلوح في الأفق، في وقت تشتدّ المخاوف من هجوم إسرائيلي على رفح وتتزايد النداءات للإفراج عن الرهائن.

وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية تسبّب القصف الإسرائيلي بمقتل 32 فلسطينيا، وفق ما أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس، ما رفع حصيلة قتلى الحرب إلى 34183، غالبيتهم من المدنيين ولا سيما من النساء والأطفال، بحسب تعداد الوزارة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن قصف عدّة مواقع لعناصر حماس في جنوب قطاع غزة المحاصر. وأغارت طائراته ليلا على "حوالى 25 هدفا"، من بينها مراكز مراقبة عسكرية.

والثلاثاء، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى الإفراج عن الرهائن في رسالة على "إكس" كتبت فيها "طوال مئتي يوم، العالم متوقّف بالنسبة إلى أسرهم... ونحن لن نتوقّف طالما لم يفرج عن الرهائن. ولن يكون للسلام فرصة إلّا عند عودة هؤلاء إلى ديارهم".

وخيّمت مأساة الرهائن على احتفالات عيد الفصح اليهودي. ودعت عائلات إلى ترك كرسي فارغ حول مأدبة العيد التقليدية، في إشارة إلى الأمل برجوعهم.

ومدّ محتجّون طاولة كبيرة أطباقها وكراسيها فارغة مساء الاثنين أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي في شمال تل أبيب.

وقالت داليت شتيفي في بيان لمنتدى أسر المختطفين والمفقودين "لا يمكنني تصوّر الاحتفال بعيد الفصح اليهودي، عيد الحرّية في غياب ابني".

وأردفت "إنه لأمر جدّ صعب. وتخونني الكلمات لأصف المعاناة... وأتوسّل بأن يتمّ التوصّل إلى اتفاق ويعود إلينا هذا المساء ويحتفل معنا... بالحرّية وبالعيد".

وأكّد بنيامين نتانياهو الذي يواجه ضغوطات متزايدة للتوصّل إلى اتفاق يسمح بالإفراج عن الرهائن أن عزمه "لم يتزعزع" بإعادتهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الثلاثاء إلى إجراء تحقيق دولي في المقابر الجماعية المكتشفة في مجمع الشفاء ومجمع ناصر، وقال إن تدمير أكبر مجمعين طبيين في قطاع غزة "مرعب".

وشدّد المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان على الحاجة إلى "تحقيقات مستقلّة وفعالّة وشفّافة" في هذه الوفيات وفي "المناخ السائد من الإفلات من العقاب".

بالإضافة إلى الدمار الهائل وحصيلة الضحايا الثقيلة، تهدّد المجاعة القطاع المحاصر الذي حكمته حماس منذ 2007 وتدعو الأمم المتحدة إلى تيسير وصول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى سكانه المقدّر عددهم بحوالى 2.4 مليون نسمة.

غير أن رئيس الوزرء الإسرائيلي مصرّ على شن هجوم على رفح، المدينة المحاذية للحدود المصرية التي يتكدّس فيها 1.5 مليون شخص معظمهم نزحوا من الشمال، بحجّة أنها تمثّل آخر معقل كبير لحماس.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين مصريين أن إسرائيل تتحضّر لنقل المدنيين من رفح إلى خان يونس حيث تعتزم إقامة ملاجئ ومراكز لتوزيع المواد الغذائية.

ومن المفترض أن تستغرق عملية الإجلاء أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وأن تنظّم بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومصر وبلدان عربية أخرى مثل الإمارات، وفق المسؤولين المصريين.