تبون لن يحضر مؤتمرا حول ليبيا تستضيفه فرنسا

وزير الخارجية الجزائري يرحب بتصريحات الرئيس الفرنسي التي قال فيها إنه يحترم الأمة الجزائرية وتاريخها وسيادة الجزائر معبرا عن أسفه لما نجم عن تصريحاته من جدل وسوء فهم.
وزير الخارجية ينوب الرئيس الجزائري في مؤتمر ليبيا بباريس
التوتر لا يزال قائما بين فرنسا والجزائر رغم تراجع ماكرون عن 'إساءات' سابقة

الجزائر - أعلنت الجزائر اليوم الأربعاء أن الرئيس عبدالمجيد تبون لن يحضر مؤتمرا حول ليبيا تستضيفه فرنسا لكنه سيرسل مندوبا عنه في أحدث إشارة على حالة الفتور في العلاقات الفرنسية الجزائرية بعد سلسلة توترات.

وتوترت العلاقات بين فرنسا والجزائر واستدعت الأخيرة أوائل الشهر الماضي سفيرها في باريس وأغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية بعد ما وصفته بالتعليقات "غير المسؤولة" المنسوبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وكان ماكرون قد تساءل عما إذا كانت هناك دولة جزائرية قبل الحكم الاستعماري الفرنسي وقال إن "النظام السياسي العسكري" الجزائري أعاد كتابة تاريخ الاستعمار على أساس "كراهية فرنسا".

وقالت فرنسا يوم الثلاثاء إن ماكرون أبدى أسفه لما نجم عن تصريحاته من جدل وسوء فهم وإنه "يحترم الأمة الجزائرية وتاريخها وسيادة الجزائر" ويريد أن يحضر تبون المؤتمر الخاص بليبيا.

لكن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أعلن اليوم الأربعاء أن تبون لن يحضر مؤتمر ليبيا، موضحا عقب لقاء مع سفراء جزائريين أنه "تقرر أن تشارك الجزائر في المؤتمر لكن ليس على مستوى رئيس الجمهورية".

وأضاف أن "الظروف ليست كافية لمشاركته شخصيا في هذه الندوة رغم التزامه بدور الجزائر الفعال إلى جانب الأشقاء الليبيين والدفع بالقضية الليبية إلى الحل السلمي والديمقراطي المنشود".

وكان قصر الإليزيه قد ذكر أمس الثلاثاء أن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون تلقى دعوة لحضور مؤتمر الجمعة لمساعدة ليبيا على استعادة استقرارها خصوصا من خلال التحضير للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر/كانون الأول.

لكن بحسب وسائل إعلام جزائرية سيتولى لعمامرة تمثيل بلاده في المؤتمر. وهو سيكون أرفع مسؤول جزائري يزور باريس منذ استدعاء السفير.

وكان تبون قد أكد السبت أنه لن يقوم "بالخطوة الأولى" لمحاولة تخفيف التوتر مع فرنسا.

وفي مقابلة مع المجلة الألمانية الأسبوعية "دير شبيغل"، قال تبون "لا أشعر بأي ندم. أعاد ماكرون فتح نزاع قديم بطريقة غير مفيدة"، متسائلا في المقابلة "لماذا قال هذا؟ أعتقد أن ذلك أسبابه انتخابية استراتيجية".

كما رحّب لعمامرة الأربعاء بتصريحات الرئاسة الفرنسية حول الأزمة الدبلوماسية بين البلدين معتبرا أنها "تحترم الجزائر"، قائلا إن التصريح الصادر عن قصر الإليزيه الثلاثاء، "خلافا للتصريحات التي تسببت في الخلافات والأزمات، يحمل أفكارا معقولة على اعتبار أنها أفكار تحترم الجزائر تاريخا ماضيا وحاضرا وتحترم السيادة الجزائرية".

وأثار ماكرون غضب الجزائر بعد تصريحات نقلتها صحيفة لوموند في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي متهما النظام "السياسي-العسكري" الجزائري بتكريس "ريع للذاكرة" من خلال تقديم لشعبه "تاريخا رسميا لا يسند إلى حقائق". وبحسب الصحيفة قال أيضا إن "بناء الجزائر كأمة ظاهرة تستحق المشاهدة. هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟ هذا هو السؤال".