تبون يبقي الباب مواربا لتخفيف التوتر مع فرنسا

الرئيس الفرنسي يؤكد أن زيارته لباريس لا تزال قائمة رغم التوتر والاختلاف في وجهات النظر في عدد من الملفات.

الجزائر - أكد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون السبت أن زيارته الرسمية لفرنسا "لا تزال قائمة" لكنه ينتظر إعلان الإليزيه عن "برنامجها"، بحسب مقتطفات من مقابلة أجراها مع وسائل إعلام محلية فيما يبدو انه محاولة من الجزائر لتهدئة التوتر مع فرنسا.
وقال تبون في المقتطفات التي نشرتها الرئاسة الجزائرية على صفحتها في فيسبوك، "ننتظر برنامج الزيارة إلى فرنسا من قبل الرئاسة الفرنسية. الزيارة لا تزال قائمة".
وأفادت مصادر متطابقة أن الزيارة التي كان من المقرر إجراؤها في مطلع أيار/مايو تم إرجاؤها بسبب تزامنها مع احتجاجات عيد العمال الحاشدة في فرنسا ضد إصلاح نظام التقاعد.وأشار الإليزيه حينها إلى وجود "نقاش لإيجاد موعد مناسب".
ولم يقم تبون حتى الآن بزيارة لتأكيد تحسن العلاقات بين البلدين بعد عدد من الأزمات الدبلوماسية.

والعلاقة بين الجزائر وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة (من 1830 إلى 1962)، مضطربة للغاية فمن توتر شديد إلى حديث عن سوء التفاهم، ظلت العلاقات الفرنسية تتقلب بين ذريعة وأخرى، لكن الواضح أن الأزمة الكامنة في علاقة وصفها تبون ذاته بأنها "متذبذبة"، لا تزال على حالها وان حاولت العبارات الدبلوماسية من الجانبين تغليفها بأسباب واعتبارات أخرى.
وأثار قرار الجزائر التمسك بمقطع الوعيد في نشيدها الوطني أزمة جديدة بين البلدين حيث عبرت وزيرة الخارجية كاثرين كولونا، عن استغرابها من إبقاء الجزائر للمقطع أثناء تأدية نشيد "قسما" خلال المناسبات والاحتفالات الرسمية.
وأشار تقرير سابق لصحيفة "لوموند" الفرنسية إلى أن "التأجيل تم بناء على رغبة جزائرية وذلك خشية من مظاهرات محتملة مناهضة للنظام من قبل أطراف من الجزائريين في فرنسا".
وردا على سؤال في منتصف حزيران/يونيو لتلفزيون "إل سي آي" عن زيارة تبون إلى باريس، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية "نحن نعمل على مواعيد" لكنها "ليست ثابتة".
كما تشكل مسألة ذاكرة الاستعمار الفرنسي في القرن التاسع عشر وحرب الاستقلال الجزائرية (1954-1962) إحدى النقاط الحساسة الكبرى في العلاقة بين باريس والجزائر، وقد تسببت بخلافات عديدة في السنوات الأخيرة.
وكثّف البلدان مؤخرا جهودهما للارتقاء بعلاقاتهما لكن حادثة هروب الحقوقية والمعارضة اميرة بوراوي قبل أشهر فجرت أزمة جديدة بين البلدين.
ووصف تبون في تصريح إعلامي سابق علاقة بلاده مع فرنسا بـ"المتذبذبة"، بينما أشارت تقارير إعلامية فرنسية إلى الجزائر انزلقت نحو الاستبداد والدكتاتورية على خلفية حملة القمع التي طالت العديد من النشطاء والمعارضين الجزائريين، مؤكدة أن وضع الحريات كان أفضل في عهد الرئيس الجزائري الراحل عبدالعزيز بوتفليقة.
من ناحية أخرى زار الرئيس الجزائري روسيا في الفترة من 13 إلى 17 حزيران/يونيو حيث استقبله نظيره فلاديمير بوتين بحفاوة. وتجمع بين الجزائر وموسكو علاقات مميزة منذ عقود.
بالإضافة إلى توقيع "إعلان شراكة إستراتيجية معمقة" ينص خصوصا على تبادل المعلومات الاستخبارية بشأن "التهديدات للأمن القومي"، أبرمت الجزائر وروسيا ثمانية اتفاقات أخرى في مجالات العدل والاتصالات السلكية واللاسلكية والزراعة والثقافة والموارد المائية واستكشاف الفضاء للأغراض السلمية.