تضحية بالمسار المهني من أجل الاسرة في 'جنان بوند'

المخرج العراقي محمد الامارة يتحدث في هذا الحوار عن أهمية العائلة في المقام الأول، من خلال أحداث شخصيات فيلمه الروائي الطويل.

الرباط - تدور أحداث الفيلم الكوميدي "جنان بوند"، للسيناريست والمخرج العراقي محمد الإمارة، حول امرأة تعمل مديرة في شركة، إذ تفكر في سبل نجاحها وغير مهتمة ببيتها وزوجها، لديها ماض في شبابها حيث كانت تعمل في جهاز لمكافحة مافيا الفساد، لكنها تعرضت لحادث فقدت على إثره ذاكرتها، إذ يحاول رجال المافيا دخول بيتها واسترجاع فلاش يحتوي على معلومات منظمتهم التي اخترقتها هي من قبل واستولت عليه.

وفي الوقت نفسه، يخونها زوجها مع خادمة المنزل، في اللحظة التي تنتبه فيها لنفسها وتبدأ في الإهتمام بزوجها، يكون الوقت قد فات، حيث تشك في الخادمة لكنها غير متأكدة، وتطردها دون علم زوجها، الذي يتفاجأ بهذا الأمر، فتبقى تراقب تحركاته إذ تتنكر له، ثم تكشف له نفسها بعد اعترافه بالخيانة، وبعد ذلك تخطفها المافيا في الشارع، فتكتشف أن الخادمة من ضمن أفراد المافيا، فيتم إنقاذها من قبل زوجها وسائقها في العمل، ويشارك في هذا العمل الفني كل من جواد المدهش، وسلوى الخياط، وميم الطائي، والفنانة سمراء.

وفي هذا السياق قامت "ميدل ايست اونلاين" بحوار مع المخرج العراقي محمد الامارة حول كواليس تصوير فيلم " جنان بوند" الذي أنتج بدعم شخصي وإمكانية فردية بسيطة.

فيما يلي نص الحوار:

كيف استطعت تجسيد تعقيدات البطلة الرئيسية التي تتنقل بين رغبتها في النجاح المهني ومسؤولياتها الشخصية؟

في أغلب الأحوال، هدف كل إنسان هو النجاح وغالبا لا يوفق بين النجاح المهني وبين مسؤولياته الشخصية.

كيف وجدت التوازن بين عناصر الإثارة والتشويق في القصة؟

القفزات التي حصلت كانت تباعا، فكلما تطورت الشخصية وازدادت رغبتها في النجاح، واجهت عقبات أمامها، وبعض هذه الأخيرة كانت ضبابية لجعل المشاهد في شوق لمعرفة أسرار هذا الغموض.

كيف تمكنت من بناء تصاعد التوتر والمغامرة في السرد دون التنازل عن تطور إيقاع الأحداث ؟

كان هناك حاجة ملحة لتحقيق توازن بين تصاعد الأحداث والصراع بين الشخصيات، حيث تعد العودة للصراع مع الذات نتيجة حتمية للصراع الخارجي الذي يحدث.

كيف استخدمت الإضاءة والموسيقى لتعزيز الجو الدرامي وإيصال مشاعر الشخصيات؟

تعتبر الموسيقى والإضاءة جزءا أساسيا في نقل الجو درامي مناسب، حيث تسهم في إثارة التوتر والترقب، بينما تساهم الإضاءة في إبراز الجو العاطفي للمشاهد، ورغم عدم وجود ميزانية كافية للفيلم، فقد اضطررنا للانتقال إلى الاعتماد على مواردنا الخاصة لاستخدام الإضاءة، ولكن النتيجة لم تكن مرضية بالشكل الذي كنا نتوقعه.

ما هي الرسالة الرئيسية التي أردت نقلها من خلال هذا الفيلم؟

هي الحفاظ على الأسرة رغم الظروف الصعبة التي نمر بها، علينا أن لا نسمح للآخرين بتهديم علاقتنا العائلية والدفاع عنها بكل قوة، فهي أساس المجتمع.

كيف تمكنت من تجسيد تعقيدات عوالم الجريمة والعلاقات الإنسانية بطريقة تجعل الجمهور مشدوها ومستمتعا؟

الصراع كان مرهونا نوعا ما حسب إمكانياتنا الإنتاجية، علما أن السيناريو الأصلي مليء بأحداث مشوقة، لكننا غيرنا مجرى الأحداث بسبب الضيق المالي الذي واجهنا، كما أن الشخصيات كانت بسيطة، ولم يكن هناك أي تعقيدات، بل بسيطة نوعا ما، حيث لم نتعمق في خلق شخصيات ذات عمق كبير بسبب قلة الإنتاج.

ما هي العناصر التي اعتبرتها الأكثر تحديا أثناء تصوير هذا الفيلم؟

التحديات كانت كثيرة جدا وذلك بسبب قلة الدعم الفني، حيث كانت الأمور صعبة للغاية وكنت على وشك الانهيار النفسي والبدني.

كيف حققت التوازن بين العمق النفسي للشخصيات وبين عناصر الإثارة والحركة في الفيلم؟

هذا ناتج طبيعي، فكلما كان هناك صراع، كانت هناك ردود فعل نفسية لأي شخصية، والتوازن النفسي يولد ذاتيا ويتم تصويره من خلال رؤيتنا لرد الفعل هذا.