تقارير تكشف فشل مهمة ايريني في منع نقل الأسلحة لليبيا

قرار ألمانيا تمديد مشاركة قواتها في المهمة البحرية لم يمنع دولا مثل روسيا من مواصلة نقل الأسلحة والذخائر لميناء الحريقة في طبرق.
ميناء طبرق يستقبل 5 شحنات أسلحة روسية منذ انطلاق مهمة ايريني

طرابلس - كشفت العديد من التقارير الغربية عن استمرار انتهاك قرار حظر تسليح مختلف أطراف النزاع في ليبيا متهمة الجانب الروسي بنقل المعدات والذخيرة مع حديث عن حصيلة هزيلة لمهمة "ايريني" فيما تعيش البلاد حالة من التوتر الأمني في ظل الجمود السياسي.
وأطلق الاتحاد الأوروبي مهمة " ايريني" قبل أربع سنوات خلال الحرب التي دارت بين قوات الجيش الوطني الليبي وميليشيات حكومة الوفاق الوطني السابقة وذلك لمنع تدفق الأسلحة لكن هذه المهمة أثيرت حولها شكوك حول قدرتها على مواجهة ظواهر تهريب السلاح مع الحديث عن شحنة أسلحة ضخمة قدمتها روسيا للمنطقة الشرقية في اشرة الى قوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر.
وكان البرلمان الالماني 'البوندستاغ' مدد تفويض مشاركة برلين في المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي لمدة عام آخر فيما أعلنت وزارة الدفاع الألمانية التثبت من 13 ألف سفينة منذ أن انطلقت المهمة في مارس/اذار 2020 حيث تم الصعود على متن ما لا يقل عن 26 سفينة، وتبين أن ثلاثة منها على الأقل انتهكت حظر الأسلحة وفق ما نقله موقع " بوابة الوسط" الليبي.
ومن مهام "ايريني" مكافحة الإتجار غير المشروع بالأسلحة وفق قرار الأمم المتحدة وجمع المعلومات عن تهريب النفط وإمكانية استخدامه في تمويل الصراع والتصدي لتهريب المهاجرين من خلال جمع المعلومات عن طريق الجو إضافة الى دعم جهود الإنقاذ وتدريب القوات الليبية على مواجهة الهجرة غير النظامية خاصة من خلال التدريب.
ورغم دفاع بعض الأطراف الغربية والأوروبية عن المهمة وأنها نجحت خلال السنوات الأربع الأخيرة في ضبط العديد من السفن المخالفة واحباط عمليات التهريب لكن تقارير تتحدث عن تمكن الجانبين الروسي والتركي من ادخال كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة لأطراف النزاع وهو ما يمثل اخفاقا للمهمة الأوروبية.
وكانت تركيا الدولة الوحيدة التي رفضت صعود قوات من مهمة ايريني على متن سفنها وفي 2020 تصدت لقوة أوروبية حاولت الصعود على احدى سفنها.
واليوم تشير وسائل اعلام دولية عن دور روسي متعاظم في نقل الأسلحة لمنطقة الشرق الليبي في خضم صراع النفوذ المتنامي مع الغرب خاصة بعد الرحب في أوكرانيا.
وتؤكد التقارير ان ميناء الحريقة في طبرق استقبل 5 شحنات أسلحة برعاية واشراف من قوات روسية وهو ما يمثل انتهاكا للقرارات الأممية.
وكان المحلل السياسي الليبي جلال حرشاوي شكك بعد تمديد "البوندستاغ" تفويض مهمة المراقبة قبالة الساحل الليبي، في احتمال إشارة "إيريني" لعمليات التسليم الضخمة التي قامت بها روسيا في وقت سابق من شهر أبريل/نيسان.

واوضح عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس" إنه من الأفضل إغلاق "إيريني" وتوفير بعض أموال الضرائب السخيفة.
وكشف ممثل المملكة المتحدة في مجلس الأمن الدولي كذلك عن انتهاكات روسية لقرار حظر الأسلحة على ليبيا فيما طالب ممثلو القوى الغربية بضرورة انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية من الراضي الليبية كونه يمثل عائقا امام السلام وعودة المؤسسات الليبية.
ولا تزال المناطق الغربية في ليبيا تعيش على وقع الاقتتال بين الميليشيات من اجل النفوذ فيما يرى مراقبون ان استقالة المبعوث الاممي عبدالله باتيلي دليلا على إمكانية عودة ليبيا الى مربع العنف في أية لحظة.