تواتر الحرائق في غابات تونس يثير الشبهات

اندلاع حرائق جديدة في وقت واحد يدفع السلطات التونسية إلى فتح تحقيق، وسط شكوك بأنها بفعل فاعل.
450 هكتارا من غابات ملّولة بطبرقة تتحوّل إلى رماد

تونس - تسابق فرق الحماية المدنية التونسية مدعومة بالجيش والحرس الوطني الزمن لإطفاء سلسلة من الحرائق التي اندلعت اليوم الثلاثاء بعدد من المحافظات بالشمال الغربي التونسي، فيما لم يستبعد مصدر مسؤول أن تكون بفعل فاعل، استنادا إلى أنها نشبت في وقت واحد.

وأفاد المتحدث باسم الحماية المدنية العميد معز تريعة في تصريح لراديو "موزاييك أف أم" بأن ثلاثة حرائق اندلعت اليوم الثلاثاء، الأول بجبل المرقب بمنطقة حمام البياضة في الكريب بمحافظة سليانة، فيما امتدت النيران إلى جبل الطويلة بمنطقة تيبار التابعة لمحافظة باجة، مع تواصل حريق وشتاتة بجهة نفزة، بالإضافة إلى حريق آخر بجبل في منطقة غزالة التابعة لمحافظة بنزرت.

وتابع أن فرق الحماية المدنية تبذل جهودها لإطفاء حريق بمنطقة عين صبح بطبرقة وحماية التجمعات السكنية، مشيرا إلى أن رقعة النيران تتسع باتجاه مطار طبرقة.

وأكد وجود شبهات بأن الحرائق التي شهدتها مجموعة من غابات البلاد خلال الأيام الأخيرة بفعل فاعل بالنظر إلى تسلسلها الزمني، مضيفا أن السلطات التونسية فتحت تحقيقا لكشف ملابسات اندلاعها.

وأتت الحرائق الأخيرة بمنطقة ملولة بطبرقة (شمال غرب تونس) على نحو 450 هكتارا من مساحات الصنوبر البحري التي تغطي مساحة جملية تقدر بنحو 5 آلاف هكتار على الحدود الجزائرية التونسية، وفق ما أفاد به رئيس مصلحة الغابات بالمنطقة نورالدين العزيزي وكالة تونس أفريقيا للأنباء.

وكشف أن عامل الريح أدى إلى انتشار النيران وجعل عمليات التدخل أكثر صعوبة، قائلا "كنا قاب قوسين أو أدنى من إخماد الحريق الذي اندلع في 13 يوليو/تموز في غابات ملولة".

وتابع أن موجة الحر التي شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية لا يمكن أن تتسبب في اشتعال النيران في الغابة، مرجحا أن تكون الشرارة الأولى قد تسببت فيها أياد بشرية عن غير قصد أو بتعمد، وفق المصدر نفسه، داعيا إلى الكشف عن الجناة ومعاقبتهم.

وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قد أدى الاثنين بعد وصوله إلى البلاد قادما من روما زيارة إلى محافظة جندوبة حيث عاين أوضاع السكان المتضررين من الحرائق.

وأعلنت رئاسة الحكومة التونسية الاثنين عن إحداث خليمة أزمة "إثر اندلاع النيران في منطقة ملولة من ولاية جندوبة بهدف  تنسيق جهود مختلف الأطراف المتدخلة للسيطرة على النيران وإخمادها وحماية المواطنين وممتلكاتهم"، فيما تحدثت تقارير عن نقل نقل أكثر من 150 متضرر إلى مستشفى جندوبة.

 

وأعلنت الإدارة الجهوية للحماية المدنية بمحافظة جندوبة أنها أجلت كامل سكان منطقة ملولة الحدودية مع الجزائر بسبب الحرائق التي نشبت بغاباتها. وتمت عمليات الإجلاء عبر البحر بواسطة الزوارق التابعة للحرس البحري وقوارب تابعة للخواص.

وتُعتبر الحرائق الصيفية بسبب ارتفاع درجات الحرارة الخطر الأكبر الذي يهدّد الغطاء النباتي والمحاصيل الزراعية في تونس وشهدت البلاد في صيف 2022 نحو 90 حريقا أتت على حوالي 3 آلاف هكتار وألحقت أضرارا جسيمة بالثروة الغابية. 
وشهدت تونس خلال الأسبوعين الأخيرين موجة حر تجاوزت فيها درجات الحرارة 50 درجة في بعض المحافظات.