توافق كويتي أردني على الحلول الدبلوماسية لتجنب التصعيد في المنطقة

تفاهمات بشأن السياسة الخارجية للبلدين في ظل تكريس المصالح التجارية والاقتصادية المشتركة.

عمان - دعا الأردن والكويت الأربعاء، إلى تغليب الحوار والحلول الدبلوماسية في حل النزاعات وخفض التوترات وتجنب التصعيد العسكري بالشرق الأوسط، في بيان مشترك بختام زيارة أجراها أمير الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى الأردن، تركزت على الشراكة بين البلدين والتعاون الثنائي حول مختلف القضايا الإقليمية والعربية والمشتركة.
وتناول البيان المشترك العديد من النقاط التي يتوافق عليها الطرفان بشأن القضايا التي تتعلق بالبلدين إضافة إلى أزمات المنطقة، ويشير إلى تفاهمات بشأن السياسة الخارجية في ظل تكريس المصالح التجارية والاقتصادية، فيما يبدو تماهيا أردنيا مع المصالح الكويتية وأبرزها ما يتعلق بترسيم الحدود الكويتية مع العراق وخور عبدالله.

وأورد البيان أن ملك الأردن وأمير الكويت أكدا “دعمهما للأمن والاستقرار في المنطقة، وأهمية تغليب الحوار والحلول الدبلوماسية في حل الخلافات والنزاعات”.

وأكد الجانبان، “أهمية فتح قنوات التواصل لبناء جسور الشراكة والتعاون وتعزيز قيم التضامن والتسامح والتعايش السلمي، حرصا على استدامة النمو والاستقرار والسلم في المنطقة” .

وشددا على “أهمية احترام سيادة الدول على أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”، وفق البيان ذاته.

كما شددا على “أهمية خفض التوترات بالشرق الأوسط، وتجنب التصعيد العسكري، وإيجاد حلول سلمية عادلة وشاملة ومستدامة للصراعات في المنطقة”.

وبحث الجانبان التطورات التي تشهدها المنطقة، وأكدا على حاجة المجتمع الدولي الملحّة وخاصة مجلس الأمن، إلى اتخاذ قرار يفرض وقفا فوريا لإطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بكل الطرق الممكنة، ومنع المزيد من التصعيد.

وأعربا عن رفضهما لكل ما يؤدي إلى توسيع الحرب أو الهجمات البرية على رفح أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

وأشاد الزعيمان بما تحقق من تعاون في قطاعات الاستثمار والسياحة، وبحثا سبل زيادة التبادل التجاري بين البلدين، موجهين المسؤولين في البلدين إلى اتخاذ الخطوات الكفيلة بتشجيع المستثمرين ورجال الأعمال على استكشاف الفرص والإمكانيات المتاحة في الميادين الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، واستكمال الاتفاقيات التي تتيح ذلك، فضلا عن توسيع التعاون المشترك ليشمل قطاعات أخرى.

ويتوافق البلدان بشأن أهمية أمن واستقرار الملاحة في الممرات البحرية بالمنطقة، وفقاً لأحكام القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، حفاظاً على مصالح دول العالم أجمع. واحترام الاتفاقيات المُبرمة، والترتيبات الثنائية المعقودة فيما بين دول المنطقة، وكون تلك الاتفاقيات والترتيبات عنصراً أساسياً في تحقيق التكامل المنشود لدولها.

كما وجه الجانبان إلى بدء التحضير للدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة، المزمع عقدها خلال العام الجاري في دولة الكويت.

وكان أمير الكويت قد غادر الأردن الثلاثاء، بعد زيارة استمرت يومين، هي الأولى له منذ توليه منصبه في ديسمبر/ كانون الأول 2023.

ومنح الملك عبدالله الثاني الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح قلادة الحسين بن علي، تعميقاً وتجسيداً للعلاقات المتينة التي تجمع البلدين الشقيقين.

وبحث الزعيمان التطورات التي تشهدها المنطقة، مؤكدين حاجة المجتمع الدولي الملحة، وخاصة مجلس الأمن، إلى اتخاذ قرار يفرض الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بكل الطرق الممكنة، ومنع المزيد من التصعيد، معربين في الوقت ذاته عن رفضهما لكل ما يؤدي إلى توسيع الحرب أو الهجمات البرية على رفح، أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى “إبادة جماعية”.

وتجري استعدادات إسرائيلية لاجتياح محتمل لمدينة رفح جنوب القطاع رغم تحذيرات دولية من تداعياته، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة دفعهم الجيش الإسرائيلي إليها بزعم أنها “آمنة”، ثم شن عليها لاحقا غارات أسفرت عن قتلى وجرحى.

وتصر إسرائيل على اجتياح رفح بزعم أنها “المعقل الأخير لحركة حماس”، رغم تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات “كارثية”.