'تيك توك' يجمع بصمات الوجه والصوت شرط موافقة المستخدمين

منصة التواصل المقربة من الشباب تقوم بوضع تحديثات لسياسة الخصوصية، وتطلب الحصول على إذن المستخدم أولًا وفقا لما يقتضيه القانون لجمع بيانات حيوية متعلقة به.

واشنطن - سارعت تيك توك منصة التواصل العملاقة والمقربة من الشباب والمراهقين الى القيام بتحديثات لسياسة الخصوصية الخاصة بها المتعرضة لانتقادات كثيرة وصلت الى رفع دعاوى قضائية تتهمها بانتهاك بيانات المستخدمين الخاصة.
أقدم تطبيق مشاركة الفيديو الشهير على تحديث سياساته للخصوصية في أميركا وذلك باعلام المستخدمين بأنه قد يبدأ جمع بصمة الوجه، وبصمة الصوت وغيرها من البيانات الحيوية الخاصة بهم.
ويهتم تيك توك الذي حقق قفزة كبيرة في السنوات الاخيرة ووصل الى مراتب متقدمة بين منصات التواصل العملاقة بجمع بيانات حيوية تشمل تمييز الأشياء، والمشهد الذي يظهر في الفيديوهات، وملامح الوجه والجسم وخصائصه، وطبيعة الصوت، وبصمات الوجوه، وبصمات الصوت.
ولم يحدد التطبيق الغرض من استخدام البيانات الحيوية، لكنه افاد إنه سيطلب الحصول على إذن المستخدم أولًا وفقا لما يقتضيه القانون.
ورجح خبراء ان سياسة الخصوصية الجديدة المعتمدة من تيك توك هدفها التعامل بشفافية مع المستخدمين ومد جسور الثقة بين الطرفين الا ان البعض الاخر رجح ان جمع البيانات الحيوية ينضوي تحت اطار دفع عجلة الإعلانات وتحقيق الربح المادي الى جانب تطوير تجربة جديدة في استخدام مؤثرات الوجه والصوت.
في حين اجمعت تقارير اخرى على ان منصة تيك توك استنجدت بتحديث سياسة الخصوصية لتجنب الدخول في دهاليز ومتاهات القضاء والمحاكمات الطويلة ودفع غرامات ضخمة.
ويأتي التحديث الجديد لسياسة الخصوصية بعد 3 أشهر فقط من دفع التطبيق أكثر من 90 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية جماعية تدعي أنه سجل سرًا الملايين من بصمات الوجه وغيرها من البيانات الحيوية.
أطلقت المفوضة السابقة لشؤون الطفولة في إنكلترا أن لونغفليد دعوى قضائية ضد منصة "تيك توك" متهمة إياها بجمع بيانات شخصية بشكل غير قانوني لملايين الأطفال في المملكة المتحدة وأوروبا.
وأقامت مفوضة شؤون الطفولة نيابة عن هؤلاء الأطفال (أقل من 16 عاما في الاتحاد الأوروبي و13 في المملكة المتحدة) دعوى قضائية على "تيك توك" وشركتها الأم "بايتدانس" الصينية على أمل الحصول على تعويض قد يصل إلى مليارات الجنيهات الاسترلينية.
آن لونغلفيد عملت مفوضة شؤون الطفولة في إنكلترا بين مارس/آذار عام 2015 وفبراير/ شباط .
وقالت لونغفيلد: "لا نقول إن مواقع التواصل الاجتماعي ليست ممتعة، العائلات تحبها، وكانت ضرورية خلال فترة الإغلاق العام، إذ ساعدت في التواصل بين الأشخاص... لكن من وجهة نظري، لا يمكن أن يكون ثمن ذلك هو جمع المعلومات الشخصية على نطاق واسع وبشكل غير قانوني من أجل الربح المادي ومن دون إعلام المستخدمين حتى".
وأضافت أن "الإفراط في جمع هذه البيانات دفعنا إلى تحدي تيك توك تحديداً".
وورد في الشكوى التي قدمتها أيضا شركة "سكوت سكوت" للمحاماة، أن "تيك توك" تجمع البيانات دون إنذار كافٍ ودون شفافية ودون طلب الموافقة كما هو منصوص عليه في القانون.
ورد ناطق باسم "تيك توك" بالقول إن الشكوى "تفتقر إلى الأساس" وأن الشركة "تعتزم الدفاع عن نفسها بقوة".
وتابع "الخصوصية والأمان من أولويات تيك توك ولدينا ممارسات وتقنيات قادرة على حماية جميع المستخدمين والمراهقين خصوصا".
وغرّمت المنصة في شباط/فبراير 2019 في الولايات المتحدة لجمعها بيانات شخصية بشكل غير قانوني لقصر تقل أعمارهم عن 13 عاماً.
وتتضمن المعلومات الشخصية أرقام هواتف ومقاطع فيديو وصورا وحتى بيانات بيومترية، مثل تلك المستخدمة في تقنية التعرف على الوجه.