جامعة كولومبيا تهدد الطلاب المتضامنين مع غزة بالطرد

المحادثات التي استمرت أياما بين الطلاب المنظمين للاحتجاج والقادة الأكاديميين لم تفلح في كسر الجمود فيما يتعلق بالخيام التي نصبها المحتجون على الحرب الإسرائيلية على غزة.

واشنطن - أعلنت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت مينوش شفيق اليوم الاثنين فشل المحادثات مع محتجين مؤيدين للفلسطينيين لإزالة خيام نصبوها في حرم الجامعة، فيما حثتهم على إنهاء احتجاجهم طوعا وإلا سيُفصلون من الجامعة.

وقالت نعمت إن المحادثات التي استمرت أياما بين الطلاب المنظمين للاحتجاج والقادة الأكاديميين لم تفلح في كسر الجمود فيما يتعلق بالخيام التي نصبها المحتجون على الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأضافت نعمت في بيان أن جامعة كولومبيا لن تسحب استثماراتها في الأصول التي تدعم الجيش الإسرائيلي، وهو مطلب رئيسي للمحتجين، لكنها عرضت الاستثمار في الصحة والتعليم في غزة وتحسين الشفافية بخصوص الممتلكات الاستثمارية المباشرة التابعة للجامعة.

ويرفض المتظاهرون إنهاء احتجاجهم قبل تلبية ثلاثة مطالب، سحب الاستثمارات والشفافية فيما يتعلق بالشؤون المالية للجامعة والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين خضعوا لإجراءات تأديبية بسبب دورهم في الاحتجاجات.

وبعثت الجامعة برسالة للمحتجين صباح اليوم الاثنين، حذرت فيها بفصل الطلاب الذين سيرفضون مغادرة الخيام بحلول الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش والتوقيع على نموذج يقر بمشاركتهم في الاحتجاج، وقالت إنهم لن يكون بمقدورهم إكمال الفصل الدراسي في وضع جيد.

وجاء في الرسالة، التي أكد متحدث باسم الجامعة أنها حقيقية، أن الطلاب الذين وقعوا على النموذج وغادروا المنطقة اليوم الاثنين سيظلون تحت "المراقبة التأديبية" حتى يونيو/حزيران 2025 أو لحين تخرجهم، أيهما أقرب.

وقال تحالف "نزع الفصل العنصري بجامعة كولومبيا" في بيان مشترك اليوم الاثنين "أساليب التخويف المثيرة للاشمئزاز هذه لا تعني شيئا مقارنة بمقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني. لن نتحرك حتى تلبي كولومبيا مطالبنا أو يحركونا بالقوة".

وانتقد عدد كبير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ومراقبين من خارج الجامعة نعمت بسبب استدعائها شرطة نيويورك قبل أسبوعين لإنهاء الاعتصام، وهو ما أدى إلى اعتقال أكثر من 100 شخص.

وتسببت الجهود المبذولة لفض الاعتصام، الذي أقامه الطلاب مجددا في غضون أيام من تحرك الشرطة في 18 أبريل نيسان، في تنظيم عشرات الاحتجاجات المماثلة في جامعات من كاليفورنيا إلى بوسطن.

وفي الأسبوع الماضي، لم تتخذ الجامعة أي إجراء بعد انقضاء مهلتين أعطتهما للمتظاهرين لإزالة الخيام دون التوصل لاتفاق. وأشارت الجامعة حينها إلى إحراز تقدم في المحادثات.

واستمرت الاحتجاجات في جامعة كولومبيا وغيرها من الجامعات الأميركية بكل قوة مطلع الأسبوع، مع تزايد عمليات الاعتقال في أنحاء البلاد وحدوث مناوشات بين متظاهرين مؤيدين لإسرائيل ومؤيدين للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا أمس الأحد.

وتنتقد جماعات حقوقية عنف الشرطة في الحُرم الجامعية مثل جامعة إيموري في أتلانتا وجامعة تكساس في أوستن، حيث تحركت قوات الشرطة ضد المتظاهرين الأسبوع الماضي واحتجزت العشرات قبل إسقاط التهم الموجهة إليهم لعدم وجود أدلة.

وأشارت تقارير إعلامية محلية إلى إلقاء القبض على عشرات في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا خلال الليلة الفاصلية بين الأحد والاثنين خلال احتجاج بالخيام نظمه طلاب. وأظهر مقطع مصور نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي محتجين وهم يهتفون "عار عليكم"، في أثناء اعتقال البعض.

وقالت الجامعة في بيان على موقعها الإلكتروني إن المسؤولين طلبوا من المحتجين المغادرة، لكنهم رفضوا الامتثال للطلب.

وجاء في البيان "أدركت الجامعة أن احتمال أن يصبح الوضع غير آمن تتزايد"، مضيفا أن من رفضوا المغادرة يواجهون اتهامات بالتعدي على ممتلكات الغير.

واندلعت احتجاجات مماثلة في جامعات أخرى خارج الولايات المتحدة، فيما أقام طلاب في جامعة ماكجيل في مونتريال بكندا نحو 20 احتجاجا عبر إقامة خيام للتضامن مع الفلسطينيين يوم السبت مطالبين الجامعة بسحب استثماراتها من الشركات التي لها صلات بإسرائيل.

وزاد عدد الخيام داخل الحرم الجامعي ثلاثة أمثال بحلول اليوم الاثنين، لكن الجامعة قالت في بيان إن أشخاصا لا ينتمون إليها نظموا الكثير من هذه الاحتجاجات.

وأضافت الجامعة أنها تحقق فيما قالت إنها أدلة مصورة تظهر بعض الأشخاص وهم يستخدمون "لغة معادية للسامية وسلوكا مخيفا بشكل لا لبس فيه". ونفى الطلاب هذا الادعاء.

وبعد احتجاجات على مدى أيام في جامعة ساينس بو في باريس، أخلت الشرطة خياما في باحة جامعة السوربون من عشرات المتظاهرين الذين نصبوها اليوم الاثنين للتعبير عن غضبهم من الحرب في غزة.