جدل لا يهدأ بشأن اقتراح ماكرون إرسال قوات غربية لأوكرانيا

وزير الخارجية الفرنسي يحذّر من سيطرة روسيا على أسواق القمح العالمي في حال هزمها لأوكرانيا.

باريس - لا يزال الجدل قائما بشأن اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكورن إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا، فيما نأت العديد من دول التكتل بنفسها عن هذه المبادرة، بينما تساءلت صحفية "لوموند" الفرنسية حول توقيت هذا الاقتراح مع دخول النزاع الروسي الأوكراني عامه الثالث.

ونقلت "لوموند" عن ستيفان سيجورني وزير الخارجية الفرنسي قوله إن "دعم فرنسا لأوكرانيا يجب أن يستمر إذا أردنا حماية الفرنسيين"، مضيفا أن "خطر انتصار روسيا في أوكرانيا سيكون له تكلفة باهظة".

ولفت إلى أن التحديات الأمنية التي تواجهها فرنسا تستدعي مراجعة الميزانية المخصصة للأمن التي تبلغ 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

وتابع أن روسيا في حال هزمها لأوكرانيا ستسيطر على أكثر من 30 في المئة من إنتاج القمح العالمي، محذرا من استغلال مكانتها في هذه الأسواق كسلاح ضد الأوروبيين.

بدورها أشارت صحيفة "ليكسبريس" الفرنسية إلى أن "ماكرون على حق في حال كان اقتراحه إرسال قوات إلى أوكرانيا يهدف إلى البعث برسالة مبطّنة إلى الرئيس الفرنسي فلاديمير بوتين"، مشيرة إلى أن كلمة "القوات البرية" هي التي أثارت الجدل.

وتابعت أن "ماكرون ليس أكثر عزلة من المستشار الألماني أولاف شولتس الذي تعرض لانتقادات حتى في بلاده بسبب جبنه الدائم ورفضه تسليم صواريخ توروس بعيدة المدى لأوكرانيا".

واستبعد شولتس اليوم الاثنين تسليح أوكرانيا بصواريخ توروس طويلة المدى إذا استدعى الأمر مشاركة جنود ألمان للمساعدة في تشغيلها، مضيفا "إذا كنت تريد التحكم وهذا لن يحدث إلا بمشاركة جنود ألمان، فهو أمر غير وارد بالنسبة لي".

وتقاوم ألمانيا حتى الآن إرسال صواريخ توروس إلى أوكرانيا خشية الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع روسيا. وتصاعدت القضية بعد أن نشرت وسائل إعلام روسية الجمعة تسجيلا مدته 38 دقيقة لمكالمة هاتفية سمع فيها ضباط ألمان يناقشون تزويد أوكرانيا بأسلحة وقيام كييف بضربة محتملة على جسر في شبه جزيرة القرم.

وأشارت إلى أن كلا من وزيرا الدفاع والخارجية الفرنسي سيباستيان ليكورنو وستيفان سيجورنيو والمستشار الألماني سيجتمعون الخميس المقبل لتمديد قمة الإليزيه، متوقعة أن تكون الأجواء بمثابة الاختبار الأول لنجاح أو فشل المبادرة التي طرحها ماكرون.
وفي 26 فبراير/شباط الماضي دعا ماكرون في مؤتمر دولي احتضنه قصر الإليزيه وخصص لبحث سبل دعم أوكرانيا عسكريا إلى إنشاء تحالف جديد لتزويدها بصواريخ وقنابل متوسطة وطويلة المدى، لافتا إلى أن "هناك إجماعا واسعا على فعل المزيد وبشكل أسرع".

وقال "نحن جميعا متفقون على أننا لا نريد خوض حرب مع الشعب الروسي، لكننا مصممون على إبقاء التصعيد تحت السيطرة"، مضيفا "نحن مقتنعون بأن هزيمة روسيا ضرورية للأمن والاستقرار في أوروبا"، مشددا على أن موسكو تبدي "موقفا أكثر عدوانية ليس فقط في أوكرانيا بل بشكل عام".

وأشار إلى أنه "رغم عدم وجود إجماع بشأن إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا فإنه لا ينبغي استبعاد أي شيء. سنفعل كل ما يلزم لضمان عدم تمكن روسيا من الفوز في هذه الحرب".

ومع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثالث أحرزت القوات الروسية بعض المكاسب على امتداد الجبهة التي يبلغ طولها ألف كيلومتر، على الرغم من أن خطوط الاشتباك لم تشهد تغيرا يذكر منذ أشهر.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد شركاء أوكرانيا الغربيين إلى التحلي بالإرادة السياسية لتزويد كييف بالإمدادات العسكرية الضرورية، محذرا من أن العالم سيواجه "واحدة من أكثر صفحات التاريخ خزيا".

وكان الرئيس الروسي حذرّ الغرب من حرب نووية في حال إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا، مشددا على أن بلاده تمتلك أسلحة قادرة على ضرب أي أهداف في الدول الغربية.