جرس انذار مبكر من ألزهايمر يدق وسط النهار

دراسة جديدة تجد ان زيادة فترات القيلولة مع مرور الوقت كانت مرتبطة بفرصة أكبر للإصابة بضعف إدراكي خفيف أو المرض المسبب للخرف.

واشنطن – تعد القيلولة أمرا صحيا بفوائد مدهشة تشمل القلب والدماغ، لكن خبراء أميركيين يؤكدون ان القيلولة المطولة قد تكون جرس انذار من ألزهايمر.‏

وتابع باحثون من جامعة كاليفورنيا عادات النوم أثناء النهار لكبار السن، ووجدوا ان زيادة القيلولة مع مرور الوقت كانت مرتبطة بفرصة أكبر للإصابة بضعف إدراكي خفيف أو مرض ألزهايمر.

كما يعتقد العلماء أنه من المرجح أن يكون الإفراط في القيلولة علامة تحذير مبكرة، وليس التسبب في تدهور عقلي.

وتتبع العلماء أكثر من 1000 شخص بمتوسط عمر 81 على مدى عدة سنوات، وفي كل عام كان المشاركون يرتدون جهازا يشبه الساعة لتتبع التنقل لمدة تصل إلى 14 يوما، وتم تفسير كل فترة طويلة من عدم النشاط من الساعة 9 صباحا حتى 7 مساء على أنها "غفوة".

كما خضع المشاركون لاختبارات لتقييم الإدراك في كل عام، وفي بداية الدراسة لم يكن 76 في المئة من المشاركين يعانون من ضعف إدراكي، بينما عانى 20 في المئة من ضعف إدراكي خفيف، و4 في المئة من مرض ألزهايمر.

وبالنسبة للمشاركين الذين لم يصبوا بضعف إدراكي، زادت القيلولة اليومية لديهم خلال النهار بمعدل 11 دقيقة في العام، وتضاعف معدل الزيادة بعد تشخيص الضعف الإدراكي المعتدل إلى ما مجموعه 24 دقيقة، وتضاعف 3 مرات تقريبا إلى ما مجموعه 68 دقيقة بعد تشخيص مرض ألزهايمر.

وبشكل عام، كان المشاركون الذين حصلوا على قليولة لأكثر من ساعة في اليوم معرضين لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة 40 في المئة أعلى من أولئك الذين حصلوا على قيلولة لأقل من ساعة في اليوم، وكان المشاركون الذين أخذوا قيلولة مرة واحدة على الأقل في اليوم معرضين لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة 40 في المئة أعلى من أولئك الذين حصلوا على قيلولة أقل من مرة واحدة في اليوم.

وأظهرت الأبحاث السابقة، التي قارنت أدمغة ما بعد الوفاة، أن المصابين بمرض ألزهايمر لديهم عدد أقل من الخلايا العصبية المتخصصة التي تعزز اليقظة.

الشعور بالنعاس المتزايد خلال النهار يمكن أن يكون علامة مبكرة

وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن الشعور بالنعاس المتزايد خلال النهار يمكن أن يكون علامة مبكرة على حدوث تغيرات في الدماغ كانت نذير للخرف.

ومن الممكن أن تساعد نتائج الدراسة الجديدة في حل النتائج المتضاربة لتأثيرات القيلولة على الإدراك لدى كبار السن، مع الأخذ في الاعتبار نتائج بعض الدراسات السابقة، التي تسلط الضوء على فوائد القيلولة على الحالة المزاجية واليقظة والأداء في المهام العقلية.

وعلى العكس، فان أخذ قيلولة منتظمة بعد الظهر قد تكون إحدى الطرق للبقاء سريع البديهة والمحافظة على القدرات العقلية.

ووجدت دراسة بريطانية حديثة أن "اختبار الخرف"، الذي أجراه المشاركون أظهر أن القيلولة في فترة ما بعد الظهر مرتبط بشكل وثيق بوعي أفضل والطلاقة اللفظية والذاكرة.

‫وتساعد القيلولة على تحسين الأداء والتركيز وتقلل من ارتكاب الأخطاء ‫وتجنب الحوادث.

‫وأكدت الدراسات أن منطقة الدماغ المسؤولة عن الإبداع تكون أكثر نشاطا بعد ‫القيلولة.

‫كما أثبتت دراسة أجريت في جامعة هارفارد وكلية الطب بجامعة أثينا أن الأشخاص ‫الذين يداومون على أخذ قيلولة يومية هم أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب ‫بنسبة 37%.