حرب أوكرانيا تفضح صفقة مسيرات إيرانية لروسيا

وزارة الدفاع الأوكرانية تعلن عن إسقاط مسيّرة إيرانية قتالية من طراز 'شاهد 136' تستخدمها القوات الروسية في منطقة خاركيف، بينما كانت موسكو وطهران قد كذبتا في السابق تقريرا لواشنطن بوست حول صفقة مسيرات سرية.

كييف - قالت وزارة الدفاع الأوكرانية اليوم الثلاثاء إنها أسقطت طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد-136 تستخدمها القوات المسلحة الروسية في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها كييف إسقاط إحدى هذه الطائرات.

وتتهم أوكرانيا والولايات المتحدة إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيرة، غير أن طهران تنفي ذلك.

ونشرت وزارة الدفاع صورا لما بدا أنه أجزاء من طائرة مسيرة مدمرة وكتب على جانبها كلمة "جيران-2" باللغة الروسية. وبدا أن طرف الجناح يتطابق مع طرف جناح الطائرة شاهد-136.

وقالت الوزارة إن الطائرة المسيرة أُسقطت بالقرب من كوبيانسك، وهي بلدة في منطقة خاركيف استعادت أوكرانيا السيطرة عليها في الآونة الأخيرة.

وكانت صحيفة واشنطن بوست أول من أثار ملف تزود روسيا بمسيرات إيرانية نقلا عن مسؤولين أميركيين. وكشفت تقرير للصحيفة مؤخرا أن الإيرانيين أرسلوا سرا دفعة من المسيرات القتالية إلى موسكو، لكن الكرملين نفى في نهاية أغسطس/اب نفيا قاطعا صحة تلك المزاعم ووصفها بأنها "أخبار كاذبة".

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله "لسوء الحظ، نشرت واشنطن بوست في الآونة الأخيرة الكثير من القصص الزائفة"، مؤكدا في الوقت ذاته أن العلاقات بين موسكو وطهران تشهد تطورا بشكل ديناميكي.

وقالت الصحيفة الأميركية نقلا عن عدد من المسؤولين، إن روسيا تسلمت أول دفعة من المسيرات الإيرانية القتالية لاستخدامها في أوكرانيا، موضحة أن تلك الدفعة نقلت من طهران إلى موسكو بطائرات شحن روسية، مشيرة إلى أن الروس أبدوا استياء من وجود عيوب في المسيّرات الإيرانية.

وأوضحت نقلا عن مسؤولين أميركيين وآخرين من دول حليفة لواشنطن أن الروس وخلال الاختبارات الأولية للمسيرات الإيرانية اكتشفوا سلسلة عيوب من ضمنها خلل في الأنظمة.

وقدمت واشنطن بوست تفاصيل عن الصفقة التي قالت إنها تمت في صمت، موضحة نقلا عن مسؤولين أمنيين في الولايات المتحدة ودول أخرى أن الدفعة الأولى من المسيرات القتالية الإيرانية، شملت طرازين  هما 'مهاجر 6' و'شاهد'.

وفي 11 يوليو/تموز الماضي، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إن طهران تستعد لإرسال مئات المسيرات إلى موسكو، كما أدلى مسؤولون أميركيون آخرون، في وقت لاحق، بتصريحات مماثلة، مشيرين إلى أن موسكو تعتزم استخدام المسيرات الإيرانية في هجمات على القوات الأوكرانية.

وتعرضت روسيا لضربات موجعة في بداية الحرب التي أطلقتها في 24 فبراير/شباط بطائرات مسيرة يعتقد أنها تركية، وسط أنباء عن نجاح القوات الأوكرانية في تدمير أرتال بكاملها حين بدأ الروس الزحف نحو العاصمة كييف.

ونقلت واشنطن بوست عن مايكل نايتس الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية في مركز أبحاث واشنطن قوله، إن "المسيرات الإيرانية لم تستخدم من قبل إلا في حالات مثل الهجمات ضد القواعد الأميركية في العراق وسوريا"، موضحا أنه في ساحات أخرى مثل أوكرانيا، اختلف الأمر لاعتبارات منها وجود حرب الكترونية وأنظمة جوية دقيقة ومتقدمة ولم يتم اختبار المسيرات الإيرانية للتعامل في مثل هذه التقنيات المتطورة.

وكانت إيران أعلنت في الفترة الماضية عن سرب من مسيراتها القتالية محلية الصنع وعرضت طرازات منها واختبرتها في استعراض قوة في مناورات عسكرية ضخمة، في خضم شدّ وجذب بينها وبين واشنطن أثناء المفاوضات النووية غير المباشرة في فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي للعام 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018 وردت إيران بعدها بعام بانتهاك واسع لالتزاماتها النووية.

لكن قوبلت فعالية وأداء المسيرات الإيرانية بالتشكيك من قبل بعض الخبراء بينما اعتبرت مصادر غربية أن إيران عمدت إلى تضخيم قوة مسيراتها ضمن حرب نفسية.